أمراض مناعية تصيب الأطفال
توضح الدكتورة سارة فوزي سلام، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، أن وظيفة جهاز المناعة هي حماية الجسم من الفيروسات والبكتيريا، لكن في بعض الحالات يحدث خلل يجعله يهاجم أنسجة الجسم السليمة، الأمراض المناعية غير الوراثية أقل شيوعًا في الأطفال مقارنة بالكبار، ومن أشهر هذه الأمراض:

التهاب القولون التقرحي: يظهر عند إدخال أطعمة تحتوي على الجلوتين في عمر 6 - 9 أشهر، ويُسبب نوبات إسهال يعقبها إمساك شديد، فقدان وزن، وبكاء نتيجة مغص شديد، حيث يحتاج الطفل لنظام غذائي خاص لتجنب المضاعفات، مثل تحوّل القرح إلى أمراض سرطانية لاحقًا.

متلازمة غيلان باريه: تحدث بعد الإصابة بعدوى تنفسية أو التهاب شعبي فيروسي شديد، حيث يهاجم الجهاز المناعي الأعصاب مسببًا إحساسًا بالوخز وقد يصل الأمر إلى شلل مؤقت في الأطراف، تستلزم الحالة مراجعة طبيب أعصاب أطفال فورًا لتجنب مضاعفات خطيرة مثل اضطراب ضربات القلب، انخفاض ضغط الدم، أو صعوبة التنفس.

التهاب المفاصل الروماتويدي: مرض وراثي مرتبط بالمناعة، يسبب ارتفاع الحرارة دون سبب، طفح جلدي، تضخم الغدد الليمفاوية، احمرار العين، وفقدان الشهية، ما يؤثر على وزن الطفل، ويحتاج علاجًا طويل المدى يشمل أدوية مضادة للالتهاب، علاجًا طبيعيًا، وعلاجًا بيولوجيًا، إضافة إلى الدعم النفسي.

كما توجد أمراض مناعية يولد الطفل بها، مثل نقص مؤقت في بعض الأجسام المضادة يستمر حتى عمر 3 أشهر، ويجعل الطفل أكثر عرضة لنزلات البرد. هناك أيضًا نقص المناعة المركب الشديد (SCID)، وهو مرض نادر وخطير يشبه الإيدز، يهدد الحياة ويحتاج لعناية خاصة، كذلك السكري من النوع الأول

وتوضح د. سارة، أن هناك عدة طرق للحفاظ على جهاز المناعة عند الأطفال، منها الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال أول 6 أشهر، متابعة وزن الطفل دوريًا، إذا كانت الأم مصابة بمرض مناعي، يجب متابعة الطفل طبيًا باستمرار، التغذية السليمة، النوم الكافي، تجنب التوتر والضغط النفسي، وممارسة الرياضة.

الفرق بين أمراض المناعة والحساسية
وتشير د. سارة إلى أن الحساسية ليست من أمراض المناعة الذاتية، وإن كانت لها علاقة بالمناعة، وتشمل: حساسية الأنف، الربو، حساسية الطعام، والحساسية الجلدية الناتجة عن الشمس أو الكلور.

حمى البحر المتوسط العائلية
يضيف الدكتور محمد جمال فرغلي، أخصائي طب الأطفال، أن حمى البحر المتوسط تعتبر مرض مناعي مزمن سببه طفرة جينية تؤثر على بروتين "بيرين"، مما يسبب التهابات ونوبات متكررة من الحمى وآلام البطن والصدر والمفاصل. قد تظهر أعراض أخرى مثل الطفح الجلدي وآلام العضلات، إذا لم تُعالج، قد تسبب مضاعفات خطيرة مثل الداء النشواني، تلف الكلى، وأمراض القلب والرئة والعقم.

العلاج يهدف للسيطرة على الأعراض ومنع المضاعفات، مع تجنب الأطعمة الدهنية والمالحة ومنتجات الألبان كاملة الدسم واللحوم المصنعة وبعض الخضروات مثل الطماطم والفلفل، وكذلك الأطعمة المحتوية على الجلوتين.

مرض كاواساكي
وهو سبب رئيسي لأمراض القلب لدى الأطفال، ويصاحبه آلام بالبطن، إسهال، عصبية، آلام مفاصل، وقيء، غالبًا يحتاج الطفل دخول المستشفى لتلقي العلاج الوريدي وإجراء فحوصات القلب.

التهاب المفاصل 
مرض مناعي وراثي مجهول السبب، يسبب آلامًا دائمة بالمفاصل، تورمًا، تيبسًا، حمى، طفحًا جلديًا، وتضخمًا بالعقد الليمفاوية. قد تستمر الأعراض أشهرًا أو سنوات، وتزداد مساءً، مضاعفاته تشمل مشاكل النمو، تلف المفاصل، والتهاب العينين، العلاج يركز على السيطرة على الألم والالتهاب ومنع تلف المفاصل.