تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
النوم، ذلك الملاذ الضروري الذي يمنح الجسم والعقل الراحة والتجدد، يتحول مع التقدم في العمر إلى تحدٍ يواجه شريحة واسعة من كبار السن، فالتغيرات البيولوجية والنفسية والاجتماعية المترافقة مع الشيخوخة، تلقي بظلالها على جودة النوم وكميته، لتفتح الباب أمام سلسلة من المشكلات الصحية والنفسية.
يقول الدكتور محمد الطراونة، استشاري المخ والأعصاب واضطرابات النوم، إنه مع التقدم في العمر، يصبح النوم أكثر صعوبة، وهي ظاهرة شائعة تواجه العديد من كبار السن، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل متداخلة تؤثر على جودة النوم ومدته لديهم.
الساعة البيولوجية
ومن أبرز مسببات صعوبة النوم لدى كبار السن هي التغيرات في الساعة البيولوجية، فمع التقدم في العمر، تتغير الساعة البيولوجية للجسم، مما يؤدي إلى تغيرات في نمط النوم والاستيقاظ، وأكد د. الطراونة أن كبار السن يميلون إلى النوم في وقت مبكر والاستيقاظ في وقت مبكر أيضًا، وقد يجدون صعوبة في البقاء نائمين طوال الليل، حيث يقل إنتاج هرمون الميلاتونين، وهو الهرمون الذي ينظم النوم، مما يؤثر على جودته.
ومع التقدم في العمر تزداد فرص الإصابة بالأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل وآلام الظهر، مما يؤثر على جودة النوم، كما يزداد عدد مرات التبول الليلي، مما يؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر، وأوضح د. محمد أن مستويات الهرمونات في الجسم تتغير، خاصة عند النساء بعد انقطاع الطمث، مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات النوم أيضاً.
كما يزداد الشعور بالقلق والتوتر والاكتئاب مع التقدم في العمر، مما يؤثر على جودة النوم، ويؤدي شعورهم بالوحدة والعزلة الاجتماعية إلى اضطرابات في النوم، كما تؤثر بعض الأدوية التي يتناولها كبار السن على جودة النوم، مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم ومدرات البول مما يؤثر على الإصابة باضطرابات النوم مثل انقطاع التنفس أثناء النوم.
نصائح لتحسين جودة النوم
ويقدم استشاري اضطرابات النوم مجموعة من النصائح لتحسين جودة النوم عند كبار السن منها:
- الحفاظ على جدول نوم منتظم، والذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم.
- خلق بيئة نوم مريحة، والتأكد من أن غرفة النوم مظلمة وهادئة وباردة.
- تجنب تناول الكافيين والقهوة قبل النوم.
- ممارسة الرياضة بانتظام، ولكن تجنب ممارستها قبل النوم مباشرة.
- ضرورة التعرض لأشعة الشمس خلال النهار، واتباع نظام غذائي صحي، واستشارة الطبيب في حال استمرار مشاكل النوم.
ويؤكد د. الطراونة أن النوم الجيد لكبار السن يحسن من الصحة العامة لديهم ويقوي مناعتهم، ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، ويحسن من الذاكرة والتركيز، ويحسن من المزاج ويقلل من القلق والتوتر.
اضطرابات النوم والجانب النفسي
وقلة النوم لا تؤثر فقط على الجانب الجسدي لكبار السن، بل لها تأثيرات كبيرة على الجانب النفسي أيضًا، حيث يتداخل النوم الصحي مع الصحة النفسية بشكل وثيق، وعندما يقل النوم، تظهر العديد من المشكلات النفسية التي تؤثر على جودة حياة كبار السن.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد القاضي، استشاري نفسي، أن قلة النوم تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق لديهم، ويصبحون أكثر عرضة للتقلبات المزاجية والشعور بالحزن واليأس، وتؤثر سلبًا على الذاكرة والتركيز والانتباه، وقد يواجهون صعوبة في تذكر الأحداث الأخيرة واتخاذ القرارات.
الوحدة والعزلة
ويوضح د. القاضي أن اضطرابات النوم قد تؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية لدى كبار السن، لأنهم يصبحون أكثر انعزالًا ويميلون إلى تجنب التفاعل مع الآخرين، كما تشير بعض الدراسات إلى أن قلة النوم المزمنة قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر، وإذا كان كبير السن يعاني من أمراض نفسية سابقة، فإن قلة النوم قد تزيد من حدة هذه الأمراض.
روتين قبل النوم
ونصح د. محمد القاضي بضرورة الانتباه إذا كان كبار السن يعانون من اضطرابات النوم وسرعة معالجتها، وأن يكون له روتين يقوم به قبل النوم مثل شرب كوب من اللبن وقراءة القرآن وغيره من العادات التي تشعره بالهدوء النفسي، لافتاً إلى أن تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة والعديد من النشاطات خلال يومه ستساعده كثيراً على انتظام نومه.
وإذا استمر هذا الاضطراب لفترات طويلة ومتكررة يصبح اضطراب مزمن، وهنا من الضروري استشاره الطبيب المختص للحفاظ على صحة المريض.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية