تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : عمل الصغار.. تحمل للمسئولية أم اغتيال لحقوقه الإنسانية؟
source icon

سبوت

.

عمل الصغار.. تحمل للمسئولية أم اغتيال لحقوقه الإنسانية؟ 

كتب:رحاب أسامة

" أدهم " كان يعمل منذ أن كان عمره ٨ سنوات، وظل يتعلم بالمدرسة حتى الصف الثالث الإعدادى، وقبل أن يصبح سائق لميكروباص حادث الطريق الدائرى كان يعمل بزراعة الأرض، حتى بلغ السن المسموح له باستخراج رخصة قيادة، وبدأ يعمل فى نقل العمالة حتى بلغ الرابعة والعشرين ليتوفى بحادث الطريق الدائرى، أما جنى ذات الخامسة عشر فبدأت تعمل بجمع محصول الفراولة منذ أن كانت بسن الرابعة عشر، وكانت من ضحايا الحادث الأليم، أما ملك فبدأت الخروج لسوق العمل وهى عمرها ١٢عاما ،  وخرجت للعمل فى هذا السن المبكر لتساعد والدها وأخيها البالغ من العمر ١٩ عاماِ.


 الملاحظ بحادث الطريق الدائرى أن أغلب أهالي الضحايا هم عمال باليومية، علموا أبنائهم آن يتحملوا معهم المسئولية، لذا سافرت الفتايات للعمل بالمزارع لجمع العنب أو الفراولة ، .. الخ .

أطفال أصبحوا آباء 

وذكر تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية، أنه ربما لا يمكن حالياً القضاء على هذه ظاهرة عمالة الأطفال، لأن هناك كثير من الأطفال يعملون بعد وفاة آبائهم، وليس لهم أي دخل يقتاتون منه، أو أن تكون الأسرة كبيرة الحجم ودخلها بسيط، ما يضطر أطفالها للعمل، ولذا فإن  دعم الأسر مادياً، وتنفيذ مشروعات صغيرة لهم في المنزل، يمكن القضاء على ظاهرة عمالة الأطفال،  وهذا ما بدأت به فعلياً منظمة العمل الدولية، وهو تنفيذ عدد من المشروعات الصغيرة للأسر في محافظات الشرقية والبحيرة وكفر الشيخ والفيوم، بالإضافة لعقد الندوات التوعوية للمزارعين التي تحثهم على استثمار فرص المشروعات المنزلية الصغيرة التي تدر دخلا شهريا ومن ثم لا تضطرهم لتشغيل أطفالهم.

سنة عمل الطفل 

وأوضح تقرير منظمة العمل الدولية، أن "هناك كثير من الأطفال الذين يعملون بطريقة السخرة، وهذا ما يعانون منه، و أن كثير من أولياء الأمور معلوماتهم   عن سن عمل الأطفال منقوصة، فكثير من الأباء  يظنون أن الأطفال يمكن أن تعمل في سن 6- 12 عاماً، كي يساعدوا أسرهم ، لكن الطفل لا يستطيع أن يعمل قبل أن يبلغ 15 عاما"

لذا طرحت منظمة العمل الدولية تقديم  دعم للأسرة حتى تجنب أطفالها العمل، و تمويل المشروعات المنزلية الصغيرة بفائدة محدودة من البنك المصري الزراعي.

كما تم طرح  البرنامج التدريبي (صرخة) لرفع وعي الطفل العامل بقضاياه ومشاكله الخاصة، من خلال ندوات تثقيفية، و إشراكه في الأنشطة التي تناسب هواياته، ومشروع "الإسراع بالقضاء على عمل الأطفال في سلاسل توريد القطن بمصر" جاء لدعم تنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال، والتي تهدف إلى الإسهام الفعال في القضاء على عمل الأطفال بحلول 2025.

غرامة وعقوبة

ويقول جبريل محمود المحامى، إن تعديلات قانون العمل الأخيرة، حظرت على الأبوين تشغيل أطفالهم إذا كان سنهم أقل من 15 عاماً، ووضع عقوبة على الأبوين وصاحب العمل بغرامة تبدأ من ألف جنيه وتصل ل20 ألف جنيه، وتتعدد الغرامة وتتضاعف بتعدد الأطفال العمال. 
وتابع جبريل قائلاً: حتى لو أباح قانون العمل تشغيل الأطفال لمن هم أكبر من سن الـ 15، فلابد أن يكون عمل الأطفال بأعمال بسيطة، ويجب على صاحب العمل الالتزام بمعايير السلامة المهنية.

وتقول الدكتورة سحر عبدالستار مقررة المجلس القومى للمرأة بمحافظة المنوفية، إن الفتيات اللاتى يعملن فى الأعمال الموسمية كعمالة أقل من سن الـ 18 عام تكون بأعمال بالمصانع وتغليف الفاكهة المصدرة وجمع المحاصيل، والعمالة بهذا السن منتشرة بالمحافظات، لأن القانون يسمح بتشغيل وتدريب الأطفال من سن 15-18 سنة، ولكن هذا العمل وفق ضوابط وضعها قانون العمل خاصة للعمالة الموسمية الغير منتظمة.

شهداء العمل

وأوضحت د.سحر، أن حادث شهداء العمل الذى وقع بمحافظة المنوفية وراح ضحيته 19 فتاة والسائق، يثير مسألة هامة، وهى إدراك الفتيات لمعنى المسئولية فى سن مبكر لمساعدة أسرهم، فالفتاة تعمل بجانب الدراسة، وتعمل وقت الإجازات لتوفير متطلبات الدراسة، وهذا يعكس مدى إدراك تلك الفتيات لمعنى المسئولية. 

وأشارت د.سحر، أن بعض الفتيات اللاتى رحن ضحية هذا الحادث كن أكبر من سن الـ 18، أى لم يكن أطفال، فمنهم فتاة كانت تكمل تجهيز نفسها للزواج. 

حل الأزمة 
وتابعت مقررة المجلس القومى للمرأة بالمنوفية، أن المجلس يدرك هذه المشكلة، لذا بدأ يطرح حل بتوفير مصادر رزق للفتيات بمراكز وقرى المحافظة، كما يقوم المجلس بتدريب الفتيات بوحدات إنتاج وتشغيل على فن الحياكة، وتم تخريج فتيات يحترفن الحياكة و يحصلن على بدل انتقال يومى، وإذا كانت الفتاة تعمل وحدها تحصل على ماكينة حياكة كمنحة لتفتح مشروع صغير، وذلك يجنب السيدات والفتيات مخاطر التنقل لأماكن عملهن.

قانون العمل

وكشفت  د.سحر، أن قانون العمل يوفر مظلة لحماية المرأة والفتاة العاملة، بأنه ألزم صاحب العمل بالتأمين عليهن، كما ألزم القانون صاحب العمل بألا يجعل العاملات يمكثن أكثر من 6 ساعات ومعهم ساعة راحة، ولا يجوز لصاحب العمل أن يُبقى العاملة لما بعد السابعة مساءاً، وتلك الفتيات كن يعدن لمنازلهن فى الخامسة عصراً، ولكن وقع الحادث لتصادف مرور الميكروباص الذي ينقلهن بالسيارة ذات النقل الثقيل ووجود مشكلات بالطريق. 

وتلك الفتيات يذهبن للعمل بالمزارع أو المصانع أو مراكز التعبئة والتغليف، ويتم ذلك عبر وسطاء يتواصل معهم أصحاب المصانع والمزارع، وألزم قانون العمل أصحاب الأعمال بتأمين وتوفير الحماية للعمالة الموسمية والغير منتظمة وحمايتهم من أى أضرار، كما وضع قانون العمل قواعد لتدريب وتشغيل الأطفال من سن 15-18 سنة، كما يوجد صندوق لإدارة الأزمات والكوارث التى قد تصيبهم أثناء العمل، وإذا اقتضت ظروف العمل الإقامة فلابد من مراعاة الفصل بين الأطفال والبالغين. 
وأكدت د.سحر، أن قانون العمل وضع ضوابط جديدة جداً تحمى حقوق الطفل العامل، بما يتفق مع مواثيق حقوق الإنسان وقوانين العمل الدولية. 

العمل بفترة المراهقة :

وتقول الدكتورة منى كمال الدين، أستاذ علم الاجتماع بمعهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس،  تعد مرحلة المراهقة من أهم المراحل العمرية، وهي فترة نمو تبدأ بالبلوغ ونهايتها الرشد، ولکن يختلف ذلك بصوره واضحة بين الأفراد تبعًا لتأثير المتغيرات الاجتماعية والبيئية والنفسية التي تطرأ على المراهق، و انعکاساتها على سلوکه، و لخصوصية هذه المرحلة، لذا فإن طريقه التعامل مع المراهق تتأثر بشکل  کبير بأساليب المعاملة الوالديه، درجة الترابط الاسري بين الوالدين، المستوي الاجتماعي والاقتصادي للأسرة، الدخل المادي لرب الاسرة، بيئة المسکن وبيئة العمل وبيئة المدرسة.

وتابعت د.منى، ينبغي على الآباء توجيه مزيد من العناية والاهتمام لتنشئة الأبناء تنشئة اجتماعية سليمة، ويجب على الآباء الإکثار من التواجد مع الأبناء بمشارکتهم أمورهم واهتماماتهم و أفکارهم، وتعديل ما يحتاج للتعديل من سلوکهم، وتدريب الاخصائيين النفسيين على بعض الأساليب التي تساهم في تحسين أساليب معاملة الأب للأبناء للحد من الاضطرابات النفسية، مع ضرورة توعية الأسر والمدرسة والمجتمع ببنود اتفاقية حقوق الأبناء من خلال مجالس الآباء والأمهات ووسائل الاعلام المختلفة.

وتوضح د.منى، عن التوظيف أثناء فترة المراهقة  فى سن 16، يُحبّذ معظم الآباء فكرة عمل أبنائهم، إذ يعتقدون أن العمل يُغرس فيهم مجموعةً واسعةً من الصفات الإيجابية، بما في ذلك الاستقلالية، والمسئولية، ومهارات التعامل مع الآخرين، وأخلاقيات العمل الجيدة ، ويعتقد الآباء أن الوظائف التي شغلوها هم أنفسهم خلال فترة المراهقة ساعدتهم على اكتساب هذه الصفات ذاتها. 

في الواقع، عند سؤالهم بشكلٍ عام عمّا إذا كانت للوظائف التي شغلوها في فترة المراهقة أي آثار سلبية، لم يُقدّم سوى عددٍ  قليلٍ منهم أي شيء، كما يرغب أبناؤهم المراهقون في العمل لكسب مصروفهم الخاص، ليتمكنوا من شراء مستلزمات حياة المراهقة، والمشاركة في الأنشطة الترفيهية المُكلفة في كثير من الأحيان، والتي تحظى بشعبيةٍ بين أقرانهم، في حين أن أقليةً من المراهقين تُعطي دخلها مباشرةً لوالديها، فإن دخل المراهقين من وظائفهم بدوامٍ جزئي يُساعد العديد من العائلات اقتصاديًا، إذ يُمكّنهم من شراء مستلزماتٍ كان من الممكن أن يُوفّرها لهم آباؤهم لولا ذلك. 

ويشتري المراهقون الملابس والطعام والوقود والموسيقى؛ ويدّخر بعضهم جزءًا من دخلهم لشراء سلع أكبر أو حتى للدراسة الجامعية، ويميل المراهقون إلى الإبلاغ عن مستويات عالية من الرضا عن وظائفهم، ويؤمنون بالعديد من المعتقدات نفسها التي يؤمن بها آباؤهم بشأن فوائد العمل.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية