تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
لم يعد الغناء مجرد هواية أو وسيلة للترفيه وتفريغ المشاعر، بل أصبح "وفقاً لعدد متزايد من الدراسات العلمية" نشاطاً يحمل في طياته فوائد صحية حقيقية، فهو لا يحسن الحالة المزاجية فحسب، بل ينشط جهازه المناعي، ويمنح الجسد دفعة مقاومة في مواجهة الأمراض.
المناعة وصحة الرئة
في هذا السياق، أكد الدكتور محمد القاضي، استشاري الطب النفسي، أن الغناء يرفع مستوى الجلوبولين المناعي في الجسم، وهو بروتين دفاعي يحمي الرئة والمعدة والحلق من الجراثيم، كما أن الغناء يساعد على إفراز "السيتوكينات" وهي بروتينات تقوي الجهاز المناعي وتساعد الجسم على مقاومة الأمراض الخطيرة.
وتابع؛ بالإضافة لذلك، يحفز الغناء التنفس العميق والمتدرج، مما يقوي عضلات الرئتين ويحسن القدرة على تبادل الأكسجين، وهو أمر بالغ الأهمية لمرضى الربو وأمراض الرئة المزمنة، كما أن الغناء المنتظم له تأثيرات إيجابية على صحة القلب والدورة الدموية، ويحفز الجسم على حرق السعرات الحرارية بطريقة طبيعية تشبه ممارسة الرياضة الخفيفة.
لذاكرة أفضل
كما أن الغناء يربط بين أجزاء مختلفة من الدماغ، فهو يربط المشاعر بالعاطفة باللغة وأخيرًا الحركة، وهو ما يعزز عملية استرجاع المعلومات في الذاكرة، حسبما أكد د. القاضي، والغناء يحسن الذاكرة طويلة المدى، ويساعد على استرجاع الكلمات لدى كبار السن، بما في ذلك مرضى الزهايمر، لأن مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة الموسيقية غالباً ما تبقى أقل تأثراً بالمرض.
الغناء والصحة النفسية
ومن جانبه، أكد الدكتور عبد العزيز آدم، استشاري نفسي، أن الغناء له تأثير قوي على الصحة النفسية، لأنه يحفز إفراز هرمونات السعادة، ويقلل من هرمونات التوتر "الكورتيزول" مما يقلل الشعور بالألم ويمنح المريض شعور بالراحة والسكينة والسعادة في ذات الوقت.
وتابع؛ الغناء مفيد للغاية للإنسان لأنه إذا تحسن مزاجه انخفض مستوى الالتهاب في الجسم، مما يجعله أكثر قدرة على مقاومة الأمراض، لذا فهو مفيد لكبار السن ومرضى الزهايمر لأنه يحسن الذاكرة واسترجاع الذكريات، ومرضى الربو وأمراض الجهاز التنفسي لتعزيز قوة الرئتين، وأصحاب الأمراض المزمنة لتخفيف الألم، بالإضافة لأصحاب الأمراض النفسية الذين يسعون للحصول على التوازن النفسي.
العلاج بالغناء
وأكد د. عبد العزيز أن هناك ما يسمى "العلاج بالغناء" وهو متعارف عليه، لافتًا إلى أن الغناء مرة واحدة على الأقل أسبوعياً يمكن أن تحدث فرقاً واضحاً، بينما الغناء لمدة ساعة أو أكثر في الأسبوع يعزز المناعة ويحسن وظائف الدماغ والقلب بشكل أكبر، ولا يشترط الغناء الاحترافي أو نوع موسيقي محدد، لكن الأغاني التي ترتبط بذكريات سعيدة مع المريض، أو مرتبطة بذكريات "عاطفية" تعزز التأثير النفسي بشكل أكبر وتدعم استجابة الجسم المناعية بشكل أفضل.
دور التكنولوجيا
ومع تطور التكنولوجيا، لم يعد الغناء يتطلب استوديوهات أو آلات موسيقية معقدة، بل أصبح ممكنًا ممارسته بسهولة من خلال الهواتف الذكية، هناك اليوم العديد من التطبيقات المخصصة للغناء، التي تتيح للمستخدم اختيار الأغاني المفضلة ومتابعة الكلمات على الشاشة، وتسجيل صوته ومشاركة الأداء مع الآخرين، والمشاركة في تحديات وجلسات غناء جماعي افتراضية، مما يعزز الفوائد النفسية والاجتماعية.
هذه التطبيقات تجعل من الغناء عادة يومية أو أسبوعية سهلة التكرار، مما يساعد على تعزيز المناعة، وتحسين التنفس، وتقوية الذاكرة، وحتى التخفيف من التوتر النفسي، دون الحاجة لمجهود كبير أو أدوات مكلفة، وأصبح بإمكان أي شخص أن يستفيد من "العلاج بالغناء" في أي وقت وأي مكان.
وأخيرًا الغناء ليس مجرد نشاط فني، حسبما أوضح الاستشاري النفسي، بل هو أداة طبيعية قوية للعلاج والدعم النفسي والجسدي، فهو يعزز المناعة، ويحسن وظائف القلب والرئة، بالإضافة إلى تنشيط الذاكرة وتقليل التوتر، وبالتالي يمكن للغناء أن يصبح جزءاً من الروتين الصحي اليومي، ومع اختيار نوعية الأغاني المناسبة والانتظام في الممارسة، يصبح الصوت وسيلة حقيقية للعافية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية