تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : على وشك الإطلاق.. "الفيلق الأفريقي" ذراع روسيا الأكثر تطورا في القارة السمراء
source icon

سبوت

.

على وشك الإطلاق.. "الفيلق الأفريقي" ذراع روسيا الأكثر تطورا في القارة السمراء

كتب:نهال عوض

خلال الأشهر الماضية، تصاعد الحديث في مختلف وسائل الإعلام العالمية عن خطة موسكو لتشكيل "الفيلق الأفريقي" ليحل محل قوات فاجنر، التي لقي قائدها "يفجيني بريجوجين"،  مصرعه ومجموعة من كبار مساعديه في تحطم طائرة خاصة، في أغسطس الماضي.

ومن المفترض أن يكتمل هيكل "الفيلق الأفريقي" الذي تشكله موسكو، بحسب تقارير إخبارية، بحلول الصيف الحالي، ليكون حاضراً في 5 دول أفريقية (ليبيا، وبوركينا فاسو، ومالي، وأفريقيا الوسطى، والنيجر)، ما يعكس سعي روسيا لتوسيع نفوذها العسكري في القارة الأفريقية، ومنحه شرعية الوجود الرسمي والعلني في مواجهة الحضور الأوروبي والأمريكي.

  ويبدو أن المبادرة الجديدة هي أحدث علامة على تضاؤل دور قوات "فاجنر" في أفريقيا، والتي سبق أن استطاعت الحفاظ لفترة طويلة على وجود سري لصالح موسكو،  في العديد من بلدان القارة، إلى أن سلطت الحرب في أوكرانيا الضوء على نشاطها، مع توسع أعمالها، ثم الاتهامات الموجهة لقائدها السابق، بمحاولة الإتقلاب على الرئيس الروسي.

‎وواجهت "فاجنر"، تحديات قانونية وسياسية لأنشطتها في أفريقيا، كالذي واجهته في ليبيا على سبيل المثال، عندما اتُهمت بانتهاك حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة،  في الوقت الذي كان لدى روسيا دوافع اقتصادية وإستراتيجية واضحة لتدخلها في القارة السمراء، مثل تأمين الموارد المعدنية، وتوسيع نفوذها، وتقويض المصالح الغربية، ومن ثم فإن "الفيلق الأفريقي"، سيكون  قوة عسكرية أكثر رسمية وشرعية، تتبع بشكل مباشر وزارة الدفاع الروسية وتتعاون مع الاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية.

‎وسيركز الفيلق الأفريقي، الذي  يواجه انتقادات ومعارضة من المجتمع الدولي،  على توفير خدمات الأمن والتدريب للحكومات الأفريقية التي تستضيفه، فضلا عن حماية المصالح والاستثمارات الروسية في القارة،  كما سيشكل وجوده في منطقة الساحل عامل حسم لأهداف روسيا الاستراتيجية في أفريقيا، إذ سيسمح لها بمواجهة نفوذ فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، والولايات المتحدة التي تمتلك قاعدة عسكرية في النيجر

‎واللافت للنظر أن التدخل الاقتصادي والعسكري الروسي في أفريقيا لا يزال ضئيلاً مقارنة بتدخل كل من الصين والغرب،  لذلك تسعى الحكومة الروسية إلى الاقتراب من بعض الحكومات الأفريقية، مثل جنوب أفريقيا، وسط انهيار العلاقات مع الغرب، على خلفية الحرب الروسية –الأوكرانية؛ إذ يحاول بوتين إحياء علاقات الحقبة السوفييتية مع دول الجنوب العالمي، وخاصة في أفريقيا، مستخدماً الكيانات شبه العسكرية، مثل "فاجنر" من قبل، و"الفيلق الأفريقي" حاليا، باعتبارها من أهم أدوات نفوذه.

‎ وكثف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف،  زياراته إلى الدول الأفريقية منذ عام 2022؛ ما قد يلمح إلى قلق روسيا بشأن عزلتها المتزايدة، مستغلة في ذلك تنامي المشاعر المعادية للغرب، ومحاولة تقرب الدول الأفريقية إلى المعسكر الشرقي من جديد، وهو ما انعكس في رفض عدة دول أفريقية في الجمعية العامة للأمم المتحدة التصويت لإدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا.

‎من ناحية أخرى، تعد العلاقة العسكرية والأمنية بين روسيا وأفريقيا،  هي جوهر نفوذ موسكو في القارة؛ حيث تسعى الأولى إلى توسيع مبيعات الأسلحة، وبناء وتشغيل محطات الطاقة النووية، والحصول على حقوق الموارد الطبيعية في جميع أنحاء القارة.

وتعد روسيا أكبر مورد للأسلحة إلى أفريقيا خلال الفترة من 2018 إلى 2022،  إذ قدمت نحو 40% من واردات أفريقيا  من أنظمة الأسلحة الرئيسية، بحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي CSIS ، وهو ما يفوق إجمالي واردات أفريقيا من الأسلحة من الولايات المتحدة (16%)، والصين (9.8%)، وفرنسا (7.6%) خلال الفترة نفسها،  ما يمنحها بعض النفوذ السياسي داخل القارة؛ وذلك باعتبار أن الأسلحة الروسية أرخص ثمنا، ناهيك عن عدم ربط موسكو مبيعات الأسلحة بسجل حقوق الإنسان في أي دولة،  ما يفتح الأبواب أمام المزيد من البلدان.



 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية