تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في السنوات الأخيرة، اجتاحت مجتمعاتنا أمراض لم نكن نعرفها بهذا الانتشار، نتيجة التخلي عن العادات الغذائية السليمة وقلة الحركة، ومن أخطر هذه الأمراض مقاومة الأنسولين ومقدمات السكري، اللذان يُعدان بوابة للإصابة بمرض السكري إذا لم يتم التعامل معهما بجدية.
هرمون طبيعي
توضح الدكتورة ميادة محمود بشير استشاري أمراض الكلى والسكر، أن الأنسولين هرمون تفرزه خلايا البنكرياس، وما يحفز إفرازه هو تناول طعام يحتوي على النشويات أو الجلوكوز، فعندما يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم، يفرز البنكرياس الأنسولين بعد الأكل للمحافظة على مستوى السكر في الدم.
وتوضح أن مقاومة الأنسولين تعني أن معدل مستوى السكر في الدم يبقى في المعدل الطبيعي (صائم من 70-100، وفاطر من 100-125، وتراكمي أقل من 5.7% خلال الأشهر الثلاثة الماضية)، مع العلم أن هذا الهرمون ينتقل إلى العضلات والخلايا الدهنية والكبد، فله مستقبلات في معظم خلايا الجسم، باستثناء بعض الخلايا مثل خلايا المخ وكريات الدم الحمراء، أما باقي خلايا الجسم فتحتوي على مستقبلات أنسولين حساسة له.
مقاومة الأنسولين ومقدمات السكري
مقاومة الأنسولين: هي حالة تفقد فيها خلايا الجسم حساسيتها للأنسولين، مما يجعل البنكرياس يفرز كميات أكبر منه للحفاظ على مستويات السكر الطبيعية في الدم.
مقدمات السكري: مرحلة متوسطة ترتفع فيها نسبة الجلوكوز في الدم عن المعدل الطبيعي، لكنها لا تصل إلى مستوى تشخيص السكري.
مرض السكري: يحدث عندما يعجز البنكرياس عن تعويض مقاومة الأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مزمن في سكر الدم.
مقدمات السكري
وتشير د. ميادة إلى أن نسبة كبيرة من المرضى تتحول من حالة مقاومة الأنسولين إلى مرحلة ما قبل السكري، ثم إلى مرض السكري، فمريض ما قبل السكري يعاني من خلل في معدل السكر، حيث تتراوح نسبة السكر في الدم بعد صيام 8-10 ساعات بين 100 -125، وإذا وصل المعدل إلى 126 أثناء الصيام، فإن المريض يُصنف على أنه مصاب بمرض السكري، وهناك أنواع ودرجات لمرض السكري، أشهرها النوع الثاني، الذي يتميز بمقاومة عالية للأنسولين، حيث تتعرض خلايا البنكرياس للإجهاد ولا تستطيع السيطرة على مستوى السكر.
إجراءات الوقاية
وترى استشاري أمراض الكلى والسكر، أن هناك إجراءات إذا اتبعها المريض، يمكن أن تمنع تطور مقاومة الأنسولين إلى مرحلة ما قبل السكري أو المرض نفسه، وأهمها:
- خسارة 7% من وزن المريض: حيث وجد أن 60-70% من المرضى الذين يفقدون هذا القدر من الوزن لا يدخلون مرحلة ما قبل السكري أو المرض، ويتمكنون من السيطرة على مقاومة الأنسولين.
- ممارسة الرياضة المتوسطة لمدة 150 دقيقة أسبوعياً: بمعدل 30 دقيقة يومياً لمدة 5 أيام في الأسبوع.
- الحفاظ على مستويات الدهون في الدم: بحيث تكون أقل من 200 للدهون الكلية، وأقل من 150 للدهون الثلاثية، وأقل من 100 للكوليسترول الضار (LDL)، فإذا التزم المريض بهذه المعدلات، تتحسن حالته ولا يتطور الأمر إلى مرحلة ما قبل السكري أو المرض.
- تناول طعام صحي: يحتوي على نسبة كبيرة من الخضروات والفاكهة، وكميات قليلة من النشويات.
- تجنب الدهون المشبعة والمهدرجة: والاعتماد على الدهون غير المشبعة.
هذه الإجراءات تساعد على تحسين استجابة الخلايا للأنسولين، وزيادة حساسيتها له، كما تحسن وظيفة المستقبلات في العضلات والكبد والخلايا الدهنية، وبالتالي لا تتطور الحالة إلى مرحلة ما قبل السكري أو الإصابة بمرض السكري.
كيف تعرف أنك في دائرة الخطر؟
فحوصات ضرورية:
- يُنصح بإجراء فحص دوري بدءًا من سن 35 عامًا (أو قبل ذلك إذا وُجدت عوامل خطر).
- تكرار الفحص كل 3 سنوات إذا كانت النتائج طبيعية.
علامات تحذيرية:
- زيادة محيط الخصر (خاصة لدى الرجال والنساء في منطقة البطن).
- اسمرار الجلد حول الإبطين أو الرقبة.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول أو الدهون الثلاثية.
المضاعفات
الإصابة بمرض السكري ليس هو الخطر الوحيد، بل أن هذا الخلل وإهماله قد يؤدي إلى الإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي، أمراض القلب والشرايين، ارتفاع ضغط الدم.
تغيير بسيط
وأوضحت د. ميادة، التغيير البسيط في نمط الحياة قد يُجنبك الإصابة بالسكري ومضاعفاته، كذلك الفحص المبكر والالتزام بالإرشادات الصحية هما سلاحك الأقوى لمواجهة هذا الخفي الصامت.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية