تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
يقال إن "الشعر تاج الرأس"، لكن ماذا لو بدأ هذا التاج يتساقط شعرة تلو الأخرى؟ مع تزايد شكاوى الصلع وتساقط الشعر حول العالم، لمع اسم المينوكسيديل كأمل جديد يُباع في زجاجة صغيرة، البعض يصفه بـ "المعجزة"، وآخرون يعتبرونه قيداً لا يمكن الفكاك منه.
خلف الدعاية والابتسامات على عبواته، تختبئ قصص نجاح لافتة، وأخرى أقل بريقاً تتحدث عن تساقط مفاجئ وآثار جانبية مزعجة، فهل المينوكسيديل هو العلاج الفعلي الذي طال انتظاره، أم مجرد محطة مؤقتة في رحلة البحث عن شعر كثيف وثقة ضائعة؟
خلف الدعاية والابتسامات على عبواته، تختبئ قصص نجاح لافتة، وأخرى أقل بريقاً تتحدث عن تساقط مفاجئ وآثار جانبية مزعجة، فهل المينوكسيديل هو العلاج الفعلي الذي طال انتظاره، أم مجرد محطة مؤقتة في رحلة البحث عن شعر كثيف وثقة ضائعة؟
خلفية طبية
تقول الدكتورة مي عبد الرازق، استشارية الأمراض الجلدية والتجميل: "المينوكسيديل هو دواء موسّع للأوعية الدموية، تم تطويره في الستينيات لعلاج ارتفاع ضغط الدم، لكن لاحظ الأطباء وقتها أن بعض المرضى الذين يستخدمونه بدأ شعرهم ينمو بكثافة غير معتادة، مما دفع إلى تطويره بشكل موضعي لعلاج تساقط الشعر"، إلا أن آلية عمله ليست معروفة بشكل مؤكد، فلا يُعرف بشكل دقيق كيف يعمل المينوكسيديل على تحفيز نمو الشعر، لكن هناك آليات محتملة تشمل:
1. توسيع الأوعية الدموية في فروة الرأس، مما يحسن تدفق الدم إلى البصيلات.
2. إطالة دورة نمو الشعر، وهو ما يزيد مدة بقاء الشعر.
3. تحفيز البصيلات الضعيفة أو النائمة على الدخول في طور النمو.
التساقط المؤقت
توضح د. مي، أن ما يحدث لدى كثير من المرضى هو ما يُعرف بـمرحلة التساقط، وهي فترة مؤقتة من التساقط تحدث غالباً في أول شهرين من الاستخدام، نتيجة دفع البصيلات الضعيفة نحو التساقط لإفساح المجال أمام بصيلات جديدة أقوى.
وتضيف: "المينوكسيديل لا يضر البصيلات الأصلية، لكن الشعر الذي نبت بفضله يعتمد كلياً على استمرارية الاستخدام، بمجرد التوقف، تعود الحالة لما كانت عليه."
بين النجاح وخيبة الأمل
تختلف استجابة الأشخاص للمينوكسيديل من حالة إلى أخرى، فلا تأتي النتائج بنفس الدرجة للجميع، فهناك من يصفه بـ "المنقذ" بعد أن لاحظ زيادة واضحة في كثافة الشعر خلال أربعة أشهر فقط، بينما يراه آخرون "إنفاقاً بلا جدوى" لغياب أي تحسن حتى بعد عام كامل من الاستخدام، تقول سارة (٣٤ عاما): "بدأت استعماله بانتظام، لكن بعد ستة أشهر لم ألحظ سوى نمو شعر غير مرغوب فيه على وجهي، فقررت التوقف".
ويضيف أحمد (٤٥ عاما): "لم تزد كثافة شعري كثيراً، لكن توقف التساقط جزئياً وقلّت الفراغات، فاعتبرته علاجًا مساعدًا أكثر منه حلًا سحريًا"
سوق عالمي
تُظهر النتائج الإيجابية التي يحققها المينوكسيديل لدى نسبة ملحوظة من المرضى أثرًا مباشراً على حجم الطلب العالمي على هذا الدواء، فمع انتشار الوعي وزيادة التوصيات الطبية باستخدامه، شهد السوق نموا مطردًا في السنوات الأخيرة، حيث بلغ حجم سوق المينوكسيديل العالمي 1.61 مليار دولار عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 2.56 مليار دولار بحلول 2033.
تقييم طبي
ويؤكد الدكتور أيمن نجيب، أخصائي الأمراض الجلدية وزراعة الشعر، أن "المينوكسيديل لا يستطيع إحياء البصيلات الميتة، لكنه قد يحفز البصيلات النائمة أو الضعيفة على النمو مجدداً، ومع ذلك، فإن أي تحسن يحققه المريض غالبًا ما يزول تدريجياً بعد التوقف عن استخدامه".
ويضيف، الدواء يُعد آمناً نسبيًا، وقد حصل على ترخيص هيئة الغذاء والدواء الأمريكية منذ عام 1988 لعلاج الصلع الوراثي لدى الرجال والنساء، لكن قد تصاحبه بعض الآثار الجانبية، أبرزها تهيج فروة الرأس، وظهور قشرة أو حكة، ونمو شعر زائد في الوجه أو الرقبة (خصوصًا لدى النساء)، وفي حالات نادرة تسارع ضربات القلب أو دوار نتيجة الامتصاص المفرط"، كما يشدد على ضرورة تجنب استخدامه من قبل النساء الحوامل أو المرضعات، نظرًا لاحتمال تأثيره على الجنين أو الرضيع.
ويوضح أن هناك مفاهيم يجب تصحيحها مثل:
1. "المينوكسيديل يسبب إدمان": خطأ، لا يسبب إدمانًا كيميائيًا، لكن نتائجه تعتمد على الاستمرار في الاستخدام.
2. "سيسقط شعري كله بعد التوقف": سيسقط الشعر الذي نبت بفضله فقط، بينما يبقى الشعر الطبيعي غير المتأثر بالصلع.
3. "يناسب الجميع": خطأ، لا يفيد في تساقط الشعر الناتج عن نقص الحديد أو اضطرابات الغدة الدرقية.
إرشادات استخدام
وأوضح د. أيمن، أنه يجب الحرص على اتباع مجموعة من الإرشادات لضمان أفضل النتائج، ومنها:
- الالتزام بالجرعة الموصي بها (عادة مرتين يوميًا).
- التطبيق على فروة جافة تمامًا وتركه 4 ساعات على الأقل.
- تجنب وضعه قبل النوم مباشرة لتفادي انتقاله إلى الوسادة أو الوجه.
- عدم توقع نتائج قبل مرور ٣–٤ أشهر على الأقل.
- استخدام شامبو لطيف لدعم النتائج.
- تجنب الإفراط في تمشيط الشعر أثناء العلاج
إشراف طبي
وتؤكد الدكتورة رشا شلباية، رائدة أعمال متخصصة في تطوير وصناعة علاجات الشعر والبشرة، أنه لا يجب استخدام المينوكسيديل إلا تحت إشراف طبي مباشر، وبعد موافقة صريحة من المريض على الخطة العلاجية.
وتضيف: "المينوكسيديل ليس علاجًا جذريًا للصلع الوراثي، بل دواء مرخص كمحفز نمو، ولا يعالج السبب الجيني، في حالات التوقف المفاجئ، يعود الشعر إلى وضعه السابق وربما أسوأ، لذا يلجأ بعض الأطباء لتقليل الجرعة تدريجياً.
ومع تطور الأبحاث، برزت مجموعة من البدائل التي تسعى لتحفيز نمو الشعر دون الاعتماد على الاستخدام اليومي للمينوكسيديل مثل:
-العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية: يعتمد على حقن مكونات مستخلصة من دم المريض لتحفيز البصيلات.
-الليزر منخفض المستوى: تقنية ضوئية تستهدف تنشيط الدورة الدموية في فروة الرأس.
-العلاج بالحويصلات النانوية: نقل حويصلات غنية بعوامل النمو إلى فروة الرأس.
-حقن PDRN: مواد مستخلصة من DNA السلمون لتحفيز إصلاح الأنسجة.
-حقن الفيلرز للشعر (Hair fillers): مواد تحفز نشاط البصيلات الضعيفة.
ورغم أن هذه الخيارات تبدو واعدة، إلا أنها لا تزال مرتفعة التكلفة، وتتطلب جلسات متكررة، ونتائجها متفاوتة من شخص لآخر، والأهم، كما تشير د. شلباية، أنها لم تحصل بعد على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية وتحتاج إلى مزيد من الدراسات طويلة المدى، وحتى الآن، يبقى المينوكسيديل العلاج الأكثر توثيقاً علميًا والأقل تكلفة، رغم قيوده.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية