تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
لم يعد "زمن التريليونيات" أمرًا صعب التصوّر، فقد كشفت صفقة "تسلا" الأخيرة عن تقدّم رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك ليصبح في مقدمة المرشحين لدخول نادي التريليون دولار، وهو ما يشير إلى أن السنوات المقبلة قد تشهد ظهور تريليونيرات جدد، ليس فقط من القارة الأمريكية، بل أيضًا من آسيا وأوروبا.
عقد التريليونيات
يقول الدكتور مصطفى رضوان، أستاذ الاقتصاد والمالية العامة بجامعة المنصورة، إن المؤشرات الإحصائية الخاصة بنمو الثروات كشفت عن أن صافي الثروة الجماعية للمليارديرات سجل مستوى قياسيًا في 2025 بزيادة تتجاوز 10% مقارنة بعام 2024.
كما شهد عام 2024 قفزة كبيرة في ثروات أثرياء العالم بلغت نحو 2 تريليون دولار زيادة إجمالية، بمعدل نمو أسرع ثلاث مرات مقارنة بعام 2023، وفقًا لتقرير Altrata (Billionaire Census 2025).
هذا التسارع في نمو الثروات، كما يوضح د. رضوان، يشير إلى أن العالم قد يشهد خلال العقد المقبل أول أشخاص تصل ثرواتهم إلى تريليون دولار (1000 مليار).
وتصدّر القائمة رجال أعمال في قطاع التكنولوجيا يمتلكون حصصًا مؤثرة في شركات عامة وخاصة، وعلى رأسهم إيلون ماسك، الذي أصبح حديث العالم بفضل صفقاته وحوافزه المرتبطة بـ "تسلا" وأصوله في شركاته الخاصة مثل "سبيس إكس".
الطريق الأسرع للثروة
تُعد الولايات المتحدة الأمريكية الأكثر ترشيحًا لظهور تريليونيرات جدد، ويرجع ذلك - بحسب د. رضوان – إلى الارتفاع الكبير في أسعار أسهم الشركات التكنولوجية المدرجة في البورصات، كذلك التوقعات القوية بنمو قطاعات جديدة مثل؛ الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى عمليات الدمج والاستحواذ، والنتائج المالية التي تتجاوز التوقعات، ويمتلك المؤسسون والمديرون التنفيذيون في هذه الشركات حصصًا ضخمة، ما يجعل ثرواتهم ترتفع مباشرة مع صعود الأسهم.
تضاعف الثروات
يشير د. مصطفى إلى أن حزم التعويضات الضخمة وسندات الأسهم طويلة الأجل المرتبطة بالأداء، والتي تمنح للمديرين التنفيذيين في الولايات المتحدة، تعد أحد أهم أسباب تضاعف الثروات لأرقام غير مسبوقة، كما حدث مع إيلون ماسك وحوافز "تسلا".
ويُضاف إلى ذلك ارتفاع تقييمات الشركات الخاصة مثل "سبيس إكس"، إذ يُحتسب نصيب المؤسسين وفقًا لهذه التقييمات حتى لو كانت غير قابلة للتسييل الفوري، ما يزيد من صافي ثرواتهم.
القطاعات الفاخرة والعقارات
ويتابع د. مصطفى أن انخفاض أسعار الفائدة، وقلة البدائل الاستثمارية، دفعا الأموال نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى، مثل أسهم التكنولوجيا والاستثمارات البديلة.
كما ساهم ارتفاع أسعار القطاعات الفاخرة والعقارات وتجميع الأصول النادرة في زيادة ثروات العديد من العائلات الثرية عالميًا.
الصين وكوريا واليابان
يؤكد د. مصطفى أن فئة التريليونيرات لن تقتصر على الولايات المتحدة، فشرق آسيا (الصين، هونغ كونغ، كوريا، اليابان) تضم عددًا كبيرًا من أثرياء التكنولوجيا وصناع الإنشاءات.
مشيراً إلى أن مؤسسي شركات الإنترنت والتقنيات الصينية مرشحون بقوة، رغم أن القيود الحكومية في بعض البلدان قد تحدّ من تراكم ثروات شخصية هائلة، لكن فتح الأسواق العالمية أمام شركات معينة قد يخلق تريليونيرات آسيويين خلال السنوات المقبلة.
أوروبا.. ثراء كبير
يقول د. مصطفى إن أوروبا تضم أثرياء في قطاعات كبرى مثل السلع الفاخرة والطاقة، لكن الوتيرة هناك أبطأ بسبب الضوابط الضريبية والتنظيمية التي تقلل من احتمالات ظهور تريليونيرات قريبًا، مقارنة بالولايات المتحدة.
ماسك.. بيزوس.. زوكربيرج
يصف د. مصطفى إيلون ماسك بأنه حالة فريدة لأنه يمتلك حصصًا كبيرة في شركات عامة مثل "تسلا" وخاصة مثل "سبيس إكس"، إضافة إلى نشاطه في قطاعات سريعة النمو مثل السيارات الكهربائية والفضاء والذكاء الاصطناعي والروبوتات، ما يجعله أكثر المرشحين لبلوغ التريليون.
ويضيف أن هناك مرشحين آخرين قد يقتربون من هذا الرقم، منهم جيف بيزوس، مارك زوكربيرج، وغيرهم من مؤسسي شركات التكنولوجيا الأمريكية والصينية، لكن الوصول إلى التريليون يعتمد على عوامل مثل أداء الأسواق والقرارات التنظيمية وتقلبات الاقتصاد العالمي.
دعائم مالية وقانونية
يختتم د. مصطفى بأن عامي 2024 و2025 كشفا عن تسارع واضح في تكوين الثروات عالميًا، وأن الوصول إلى مستوى التريليون لم يعد مستحيلًا، بل قائم على دعائم مالية وقانونية وسوقية.
ويشير إلى أن إيلون ماسك هو الترجمة الواقعية لهذا المسار، لكنه لن يبقى المثال الوحيد، فالبيئة الاستثمارية الأمريكية تظل الأكثر خصوبة لظهور تريليونيرات جدد، مع توقعات محدودة لظهورهم في آسيا أو أوروبا حسب تطورات الأسواق والسياسات خلال العقد المقبل.
نصف تريليون
من جانبها، تقول الدكتورة منال خيري، أستاذ مناهج الاقتصاد بجامعة حلوان، إن ثروة إيلون ماسك تُقدّر بنحو 500 مليار دولار وفق مؤشر "بلومبرج" للمليارديرات ومجلة "فوربس"، ليصبح أول شخص يصل إلى نصف تريليون دولار.
وتوضح د. منال أن قفزة ثروة ماسك جاءت بعد صعود سهم "تسلا" بما أضاف 9.3 مليار دولار إلى ثروته، لتصل إلى 499.1 مليار دولار، متجاوزًا لاري إليسون، الشريك المؤسس لشركة "أوراكل"، الذي بلغت ثروته 350.7 مليار دولار وفق مؤشر "فوربس".
أول تريليونير محتمل
وتشير د. منال إلى أن صفقة ماسك مع أعضاء مجلس إدارة "تسلا" التي تتضمن حزمة مكافآت قد تصل قيمتها إلى تريليون دولار، قد تجعل ماسك أول تريليونير في العالم بحلول عام 2027، وفق تقرير "إنفورما كونكت".
وعن تتبع قفزات ثروة ماسك بينت د. منال أنه في 2020 -عام الوباء- بلغت ثروة ماسك 24.6 مليار دولار لترتفع ثروته في العام نفسه إلى 167 مليار دولار لتصل إلى 190 في 2021، وفى 2024 بلغت 400 مليار دولار لتصل في نوفمبر 2025 إلى 500 مليار دولار.
القفزة التي حققها ماسك إلى 500 مليار دولار جاءت كما تقول أستاذ مناهج الاقتصاد بعد طلب شركة تسلا من مساهميها التصويت على خطة مكافآت جديدة لماسك، وصفت بأنها من أضخم الحزم في تاريخ وول ستريت والتي تقترب قيمتها من نحو تريليون دولار.
تريليونى دولار و20 مليون سيارة
هذه الخطة وفق للبيان المالي للشركة كما تقول د. منال تمنح ماسك 12 شريحة من الأسهم على مدى العقد المقبل، في حال تحقيق إنجازات تشغيلية وسوقية محددة، أبرزها مضاعفة القيمة السوقية لتسلا لتصل إلى تريليوني دولار وتسليم 20 مليون سيارة بالنسبة للشريحة الأولى، بقيمة سوقية تقارب 7.5 تريليون دولار حتى يحصل ماسك على المكافأة الكاملة.
تسلا وسبيس إكس
وكشفت أستاذ مناهج الاقتصاد إلى أن الثروة الصافية لماسك تتأثر بشكل كبير بحصصه في شركة السيارات الكهربائية "تسلا"، وبشركة تصنيع الصواريخ والأقمار الصناعية الخاصة به "سبيس إكس"، فارتفع سعر سهم تسلا بأكثر من 60 % في 2024، حتى أن جزء كبير من هذه الأرباح جاء بعد فوز رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر.
وبينت د. منال أنه تم بيع أسهم سبيس إكس في ديسمبر 2024 تسبب في زيادة صافي ثروته بما يقارب 50 مليار دولار -وفقاً لبلومبرج- لتتفوق ثروة ماسك على مؤسس أمازون جيف بيزوس، ومارك زوكربيرج من ميتا، ولاري إليسون من أوراكل.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية