تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
يرى الكثير من المراقبين، أن بدأ عرش الرئيس الأمريكي بايدن، بدأ في التأرجح، بسبب حالة الغضب التي اجتاحت الطلاب الذين يشكلون نسبة كبيرة بين قاعدة الناخبين في الولايات المتحدة، ويرجع لهم الفضل في ترجيح كفته عام 2020 ، ما يعني أن مستقبل الرئيس بايدن، بات رهينة في يد الطلاب.
وذكرت «مجلة نيوزويك الأميركية»، في نهاية أبريل الماضي أن بايدن يواجه رد فعل عنيفا وخطيرا من الناخبين الشباب بسب دعم واشنطن للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ اندلعت المظاهرات الداعمة لغزة في جامعات أميركية عدة، وجاءت عمليات فض مخيمات الطلاب ومن بعدها الاعتقالات للمؤيدين لغزة من الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس، وأولياء أمور الطلاب، لتثير حالة من الغضب العارم، وتعيد لواجهة الذاكرة دور "الحركة الطلابية" وتأثيرها على القرار السياسي على مر التاريخ في العالم
طلاب مصر أُجبروا بريطانيا على الخضوع
ولم تكن مصر بعيدة عن انتفاضات الطلاب، فكان لهم دور كبير في مناهضة الاحتلال البريطاني في مصر عام 1919، حين خرج الطلاب في 9 مارس من نفس العام من مدرسة الحقوق بجامعة القاهرة في مظاهرات للاحتجاج ضد الاحتلال البريطاني، واعترضوا على نفي زعيم الحركة الوطنية آنذاك سعد زغلول و3 من رفاقه إلى مالطا، وانضم إليهم طلاب مدرسة "المهندسخانة" و الزراعة و الطب، وبقية المدارس، وحاصرت القوات البريطانية المتظاهرين في ميدان السيدة زينب، واستخدمت العنف ضدهم، وتضامن الأهالي حينئذ مع الطلاب وألحقوا خسائر بالبريطانيين الذين استطاعوا فض المظاهرة، واعتقلوا 300 طالب.
واليوم التالي، التحق طلبة الجامع الأزهر والمدارس الأخرى بالاحتجاجات، وأعلن المتظاهرون الإضراب العام وامتنعوا عن حضور الدروس، وقادوا مظاهرة كبرى انضم لها من صادفها من الناس، وشاركت فيها شرائح واسعة من جميع أطياف الشعب، وكان الطلبة، ولاسيما بالمدارس العليا، هم وقود الثورة ومحركها.
وكان رد الاحتلال البريطاني على المظاهرات عنيفا، وارتكب فظائع وقتل الآلاف وأحرق قرى بكاملها، ونصب محاكم عسكرية بالشوارع لمحاسبة المتظاهرين، وأصدر أحكاما بالجلد والحبس والغرامات المادية، ومع استمرار الثورة، أُجبرت بريطانيا على الخضوع لمطالب الشعب، وسمحت لسعد وزملائه بالعودة من المنفى.
أبرز أدوار الحركة الطلابية عالميا
أبرز دور قامت به "الحركة الطلابية" كان في فرنسا في ستينيات القرن الماضي، وتحديدا عام 1968 لمساهمتها في بناء المجتمع الفرنسي، إذ استمرت الحركة الطلابية قرابة شهرين وغيرت وجه أوروبا، حيث كاد الشيوعيون يصلون إلى السلطة في فرنسا وإيطاليا، وخرجت حشود طلبة آخرين في ألمانيا وبولندا، ، شكلوا جميعا لبنة صلبة لحركة التظاهرات الأمريكية ضد عدوان أمريكا على فيتنام.
وخلفت تظاهرات طلبة أمريكا حراكا نشطا بالولايات المتحدة، وامتدت على مدى واسع حول العالم، وبدءا من عام 1968 أصبح الحراك حافلا بالصدامات، حيث سيطر طلاب جامعة كولومبيا على عدة مبان وطالبوا بإلغاء العقود مع مراكز أبحاث الأسلحة المرتبطة بالحرب.
كما قاد طلاب المدارس الحكومية في "سويتو" بجوهانسبرج في جنوب أفريقيا عددا من الانتفاضات والاعتصامات المناهضة لنظام الفصل العنصري الفترة بين عامي 1970 و1980.
الطلبة رقم مؤثر في الانتخابات الأمريكية
الطلاب في الجامعات، لهم دور تاريخي على الدوام في التأثير على الأحداث داخل الولايات المتحدة وفي العالم ككل، كما استهل د. عاطف عبدالجواد الخبير السياسي بواشنطن، قبل أن يؤكد أن الدليل على ذلك بعض الأمثلة على نشاط الطلبة وكانت البداية بمشاركة الطلاب في حركة الحقوق المدنية داخل الولايات المتحدة في 1968 ثم الاحتجاجات الطلابية على حرب فيتنام ثم على التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا 1985 ثم على غزو العراق.
وجاءت هذه الاحتجاجات بالتغيير المنشود مما يدل على فعالية الدور الطلابي، ولكن هذا الدور يزداد أهمية هذا العام لأنه عام الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة والطلبة يشكلون نسبة عالية بين قاعدة الناخبين في الحزب الديموقراطي، بحسب عبدالجواد، أي أن مستقبل الرئيس بايدن رهينة في يد الطلاب.
الحركة الطلابية لتأييد الفلسطينيين مستمرة
ورغم أن إدارة الجامعات نجحت جزئيا في فض بعض المظاهرات داخل الحرم الجامعي عن طريق تفكيك مخيمات المتظاهرين والقبض على بعض المتظاهرين وفصل أو طرد البعض الآخر، بحسب عبد الجواد؛ فإن الحركة الطلابية لتأييد الفلسطينيين والاحتجاجات ضد إسرائيل ما زالت مستمرة وتنتشر في أنحاء الجامعات الأمريكية، حيث تتسم إدارة الاحتجاجات بالمرونة، فبعد أن طلبت إدارة الجامعات من الشرطة تفكيك المخيمات لأنها تعديات على الملكيات الخاصة، وجد المحتجون أماكن أخرى لا تخضع للملكية الخاصة، بينما تخضع إدارات الجامعات، حاليا لضغوط كبيرة للتراجع عن قراراتها بفصل او طرد المحتجين حتى يتمكن الطلبة من استكمال تعليمهم.
ويري عبدالجواد، أن الجامعات تواجه معضلة كبرى، فهي من ناحية يجب أن تسمح بالحق الدستوري بحرية التعبير عن الرأي، ولكن من ناحية أخرى يجب أن تمنع التعدي على الملكيات الخاصة داخل أو حول الجامعات، وهذه التظاهرات تعني أن الانتفاضة الفلسطينية انتقلت فيما يبدو من الضفة الغربية وغزة إلى كولومبيا وجامعات أمريكية أخرى، مشيرا إلى أن الحركة الطلابية تستمر لعوامل عديدة من بينها سمعة الجامعات، والتي تعد جزء من تحول واضح في توجهات المجتمع الأمريكي إزاء النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، بالإضافة إلى أن أعداد القتلى والجرحى ومشاهد العنف في حرب غزة لا يضاهيه ارتفاعاً إلا أصوات طلبة الجامعات في أنحاء الولايات المتحدة، للمطالبة بوقف استثمارات الجامعات في الشركات التي تستثمر في إسرائيل.
مقومات تنظيمية لا تتوفر لآخرين
ويشيرعبدالجواد، أن الطلاب لديهم مقومات تنظيمية لا تتوفر لدي اخرون، وهم أكثر فئات المجتمع ليبرالية، وأكثر وعيا سياسيا، وضمير المجتمع، وبدون شك سيكون للحركة الطلابية أثر على توجهات المجتمع بصورة عامة، كما كان لهم دور تاريخي، مؤكدا أن الأثر الطلابي على المجتمع يعادل الأثر العسكري والأمني لمعدات الذكاء الاصطناعي على سير الحروب والمعارك العسكرية، وسوف يستغرق وقتا لإحداث أثره ولكنه لن يتبخر.
«الحركة الطلابية».. ظاهرة اجتماعية فرضت نفسها عالمياً مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وتتميز بكونها جزء لا يتجزأ من الحركة الاجتماعية العامة ومن خصائصها أنها ثورية، مستقلة وتحررية، كما استهل د. علاء رزق رئيس المنتدى الاستراتيجي للتنمية والسلام، قبل أن يؤكد أنها جزء لا يتجرأ من الحركة الشبابية العامة، وارتبط مفهوم الحركة الطلابية بمفهوم الاحتجاجات الطلابية (students protest)
موضحا أن الحركة الطلابية أيضا وليدة التناقضات التي يعيشها المجتمع، مما يخول لها، وبحكم التماسك والتكتل الممكن تحقيقه داخل الكيان الطلابي، وحدة الفعل وشمولية الموقف، وهى أداة للتعبير عن وجهات نظر الطلاب حول قضايا سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو غير ذلك.
الطلاب أبرز القطاعات فاعلية
ويرى رزق، أن الحركة الطلابية تعد من أبرز القطاعات فعالية وحضورا في الحياة السياسية المعاصرة، وساهمت في صياغة الواقع الداخلي للعديد من الدول، خاصة تلك التي كانت تحت وطأة الاحتلال والاستعمار، وساندت الشعوب المضطهدة عبر العالم، وكانت رائدة وسباقة في الاحتجاج ضد احتلال الدول الاستعمارية الكبرى لأراضي الغير بالقوة، والاستيلاء على خيراتها، كما حدث في المظاهرات الطلابية ضد الغزو الأمريكي لفيتنام، ومظاهرات الطلبة الفرنسيين ضد استعمار فرنسا للجزائر ، وأخيرا ضد الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على شعب فلسطين.
وأثرت الحركة الطلابية، بالفعل على الحياة السياسية العامة لكثير من الدول خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، كما يرى رئيس المنتدى الاستراتيجي للتنمية والسلام، وذلك بفعل تأثر العملية التعلمية والثقافية التي تنقل وعي الفاعل الطلابي من حالة السعي لتحقيق المطالب وإمكانية التغيير، مؤكدا أن تصاعد الاحتجاجات الطلابية بعد إجراءات إدارة جامعة كولومبيا التعسفية ضد الطلبة المعتصمين، فجرت نقاشاً واسعاً حول الحريات في أمريكا، كما دفعت العشرات من الطلاب والرموز السياسية للمشاركة في فعاليات نظمها الطلبة في عدد من الجامعات الأمريكية الأخرى، هذه الفعاليات تعرضت لمواقف مناهضة من أعلى مستوى سياسي في البلاد، من الرئيس الأمريكي ورئيس مجلس النواب.
تدخل نتنياهو فجر طاقة غضب
ويرى رزق أيضا ، أن دخول نتنياهو على الخط ودعوته الصريحة لقمع الطلاب المحتجين واتهامهم بمعاداة السامية فجر طاقة غضب كامنة لدى قطاعات واسعة من الشباب، عبرت عنها من خلال توسيع رقعة الاحتجاجات، وكذلك رفع مستوى المطالب، من الدعوة لوقف الإبادة الجماعية إلى الدعوة الصريحة بالحرية لفلسطين من النهر إلى البحر.
هذه الصحوة الجماعية في الولايات المتحدة بحسب رئيس المنتدى الاستراتيجي للتنمية والسلام، أكدها استطلاع هارفارد هاريس، حين أشار إلى أن 69% من الأميركيين يتابعون الصراع عن كثب، مستطردا: هذه المتابعة هي نتاج هذا التحول الذي نشهده اليوم في الشارع الأمريكي، وتتجلى صورته بشكل واضح في جميع الجامعات في الولايات المتحدة، حيث يطالب المحتجون من الطلبة بإصلاح السياسة الخارجية لبلادهم، ووقف الإبادة الجماعية في غزة، ووقف الانحياز غير المسؤول للاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية.
وذكرت «مجلة نيوزويك الأميركية»، في نهاية أبريل الماضي أن بايدن يواجه رد فعل عنيفا وخطيرا من الناخبين الشباب بسب دعم واشنطن للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ اندلعت المظاهرات الداعمة لغزة في جامعات أميركية عدة، وجاءت عمليات فض مخيمات الطلاب ومن بعدها الاعتقالات للمؤيدين لغزة من الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس، وأولياء أمور الطلاب، لتثير حالة من الغضب العارم، وتعيد لواجهة الذاكرة دور "الحركة الطلابية" وتأثيرها على القرار السياسي على مر التاريخ في العالم
طلاب مصر أُجبروا بريطانيا على الخضوع
ولم تكن مصر بعيدة عن انتفاضات الطلاب، فكان لهم دور كبير في مناهضة الاحتلال البريطاني في مصر عام 1919، حين خرج الطلاب في 9 مارس من نفس العام من مدرسة الحقوق بجامعة القاهرة في مظاهرات للاحتجاج ضد الاحتلال البريطاني، واعترضوا على نفي زعيم الحركة الوطنية آنذاك سعد زغلول و3 من رفاقه إلى مالطا، وانضم إليهم طلاب مدرسة "المهندسخانة" و الزراعة و الطب، وبقية المدارس، وحاصرت القوات البريطانية المتظاهرين في ميدان السيدة زينب، واستخدمت العنف ضدهم، وتضامن الأهالي حينئذ مع الطلاب وألحقوا خسائر بالبريطانيين الذين استطاعوا فض المظاهرة، واعتقلوا 300 طالب.
واليوم التالي، التحق طلبة الجامع الأزهر والمدارس الأخرى بالاحتجاجات، وأعلن المتظاهرون الإضراب العام وامتنعوا عن حضور الدروس، وقادوا مظاهرة كبرى انضم لها من صادفها من الناس، وشاركت فيها شرائح واسعة من جميع أطياف الشعب، وكان الطلبة، ولاسيما بالمدارس العليا، هم وقود الثورة ومحركها.
وكان رد الاحتلال البريطاني على المظاهرات عنيفا، وارتكب فظائع وقتل الآلاف وأحرق قرى بكاملها، ونصب محاكم عسكرية بالشوارع لمحاسبة المتظاهرين، وأصدر أحكاما بالجلد والحبس والغرامات المادية، ومع استمرار الثورة، أُجبرت بريطانيا على الخضوع لمطالب الشعب، وسمحت لسعد وزملائه بالعودة من المنفى.
أبرز أدوار الحركة الطلابية عالميا
أبرز دور قامت به "الحركة الطلابية" كان في فرنسا في ستينيات القرن الماضي، وتحديدا عام 1968 لمساهمتها في بناء المجتمع الفرنسي، إذ استمرت الحركة الطلابية قرابة شهرين وغيرت وجه أوروبا، حيث كاد الشيوعيون يصلون إلى السلطة في فرنسا وإيطاليا، وخرجت حشود طلبة آخرين في ألمانيا وبولندا، ، شكلوا جميعا لبنة صلبة لحركة التظاهرات الأمريكية ضد عدوان أمريكا على فيتنام.
وخلفت تظاهرات طلبة أمريكا حراكا نشطا بالولايات المتحدة، وامتدت على مدى واسع حول العالم، وبدءا من عام 1968 أصبح الحراك حافلا بالصدامات، حيث سيطر طلاب جامعة كولومبيا على عدة مبان وطالبوا بإلغاء العقود مع مراكز أبحاث الأسلحة المرتبطة بالحرب.
كما قاد طلاب المدارس الحكومية في "سويتو" بجوهانسبرج في جنوب أفريقيا عددا من الانتفاضات والاعتصامات المناهضة لنظام الفصل العنصري الفترة بين عامي 1970 و1980.
الطلبة رقم مؤثر في الانتخابات الأمريكية
الطلاب في الجامعات، لهم دور تاريخي على الدوام في التأثير على الأحداث داخل الولايات المتحدة وفي العالم ككل، كما استهل د. عاطف عبدالجواد الخبير السياسي بواشنطن، قبل أن يؤكد أن الدليل على ذلك بعض الأمثلة على نشاط الطلبة وكانت البداية بمشاركة الطلاب في حركة الحقوق المدنية داخل الولايات المتحدة في 1968 ثم الاحتجاجات الطلابية على حرب فيتنام ثم على التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا 1985 ثم على غزو العراق.
وجاءت هذه الاحتجاجات بالتغيير المنشود مما يدل على فعالية الدور الطلابي، ولكن هذا الدور يزداد أهمية هذا العام لأنه عام الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة والطلبة يشكلون نسبة عالية بين قاعدة الناخبين في الحزب الديموقراطي، بحسب عبدالجواد، أي أن مستقبل الرئيس بايدن رهينة في يد الطلاب.
الحركة الطلابية لتأييد الفلسطينيين مستمرة
ورغم أن إدارة الجامعات نجحت جزئيا في فض بعض المظاهرات داخل الحرم الجامعي عن طريق تفكيك مخيمات المتظاهرين والقبض على بعض المتظاهرين وفصل أو طرد البعض الآخر، بحسب عبد الجواد؛ فإن الحركة الطلابية لتأييد الفلسطينيين والاحتجاجات ضد إسرائيل ما زالت مستمرة وتنتشر في أنحاء الجامعات الأمريكية، حيث تتسم إدارة الاحتجاجات بالمرونة، فبعد أن طلبت إدارة الجامعات من الشرطة تفكيك المخيمات لأنها تعديات على الملكيات الخاصة، وجد المحتجون أماكن أخرى لا تخضع للملكية الخاصة، بينما تخضع إدارات الجامعات، حاليا لضغوط كبيرة للتراجع عن قراراتها بفصل او طرد المحتجين حتى يتمكن الطلبة من استكمال تعليمهم.
ويري عبدالجواد، أن الجامعات تواجه معضلة كبرى، فهي من ناحية يجب أن تسمح بالحق الدستوري بحرية التعبير عن الرأي، ولكن من ناحية أخرى يجب أن تمنع التعدي على الملكيات الخاصة داخل أو حول الجامعات، وهذه التظاهرات تعني أن الانتفاضة الفلسطينية انتقلت فيما يبدو من الضفة الغربية وغزة إلى كولومبيا وجامعات أمريكية أخرى، مشيرا إلى أن الحركة الطلابية تستمر لعوامل عديدة من بينها سمعة الجامعات، والتي تعد جزء من تحول واضح في توجهات المجتمع الأمريكي إزاء النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، بالإضافة إلى أن أعداد القتلى والجرحى ومشاهد العنف في حرب غزة لا يضاهيه ارتفاعاً إلا أصوات طلبة الجامعات في أنحاء الولايات المتحدة، للمطالبة بوقف استثمارات الجامعات في الشركات التي تستثمر في إسرائيل.
مقومات تنظيمية لا تتوفر لآخرين
ويشيرعبدالجواد، أن الطلاب لديهم مقومات تنظيمية لا تتوفر لدي اخرون، وهم أكثر فئات المجتمع ليبرالية، وأكثر وعيا سياسيا، وضمير المجتمع، وبدون شك سيكون للحركة الطلابية أثر على توجهات المجتمع بصورة عامة، كما كان لهم دور تاريخي، مؤكدا أن الأثر الطلابي على المجتمع يعادل الأثر العسكري والأمني لمعدات الذكاء الاصطناعي على سير الحروب والمعارك العسكرية، وسوف يستغرق وقتا لإحداث أثره ولكنه لن يتبخر.
«الحركة الطلابية».. ظاهرة اجتماعية فرضت نفسها عالمياً مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وتتميز بكونها جزء لا يتجزأ من الحركة الاجتماعية العامة ومن خصائصها أنها ثورية، مستقلة وتحررية، كما استهل د. علاء رزق رئيس المنتدى الاستراتيجي للتنمية والسلام، قبل أن يؤكد أنها جزء لا يتجرأ من الحركة الشبابية العامة، وارتبط مفهوم الحركة الطلابية بمفهوم الاحتجاجات الطلابية (students protest)
موضحا أن الحركة الطلابية أيضا وليدة التناقضات التي يعيشها المجتمع، مما يخول لها، وبحكم التماسك والتكتل الممكن تحقيقه داخل الكيان الطلابي، وحدة الفعل وشمولية الموقف، وهى أداة للتعبير عن وجهات نظر الطلاب حول قضايا سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو غير ذلك.
الطلاب أبرز القطاعات فاعلية
ويرى رزق، أن الحركة الطلابية تعد من أبرز القطاعات فعالية وحضورا في الحياة السياسية المعاصرة، وساهمت في صياغة الواقع الداخلي للعديد من الدول، خاصة تلك التي كانت تحت وطأة الاحتلال والاستعمار، وساندت الشعوب المضطهدة عبر العالم، وكانت رائدة وسباقة في الاحتجاج ضد احتلال الدول الاستعمارية الكبرى لأراضي الغير بالقوة، والاستيلاء على خيراتها، كما حدث في المظاهرات الطلابية ضد الغزو الأمريكي لفيتنام، ومظاهرات الطلبة الفرنسيين ضد استعمار فرنسا للجزائر ، وأخيرا ضد الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على شعب فلسطين.
وأثرت الحركة الطلابية، بالفعل على الحياة السياسية العامة لكثير من الدول خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، كما يرى رئيس المنتدى الاستراتيجي للتنمية والسلام، وذلك بفعل تأثر العملية التعلمية والثقافية التي تنقل وعي الفاعل الطلابي من حالة السعي لتحقيق المطالب وإمكانية التغيير، مؤكدا أن تصاعد الاحتجاجات الطلابية بعد إجراءات إدارة جامعة كولومبيا التعسفية ضد الطلبة المعتصمين، فجرت نقاشاً واسعاً حول الحريات في أمريكا، كما دفعت العشرات من الطلاب والرموز السياسية للمشاركة في فعاليات نظمها الطلبة في عدد من الجامعات الأمريكية الأخرى، هذه الفعاليات تعرضت لمواقف مناهضة من أعلى مستوى سياسي في البلاد، من الرئيس الأمريكي ورئيس مجلس النواب.
تدخل نتنياهو فجر طاقة غضب
ويرى رزق أيضا ، أن دخول نتنياهو على الخط ودعوته الصريحة لقمع الطلاب المحتجين واتهامهم بمعاداة السامية فجر طاقة غضب كامنة لدى قطاعات واسعة من الشباب، عبرت عنها من خلال توسيع رقعة الاحتجاجات، وكذلك رفع مستوى المطالب، من الدعوة لوقف الإبادة الجماعية إلى الدعوة الصريحة بالحرية لفلسطين من النهر إلى البحر.
هذه الصحوة الجماعية في الولايات المتحدة بحسب رئيس المنتدى الاستراتيجي للتنمية والسلام، أكدها استطلاع هارفارد هاريس، حين أشار إلى أن 69% من الأميركيين يتابعون الصراع عن كثب، مستطردا: هذه المتابعة هي نتاج هذا التحول الذي نشهده اليوم في الشارع الأمريكي، وتتجلى صورته بشكل واضح في جميع الجامعات في الولايات المتحدة، حيث يطالب المحتجون من الطلبة بإصلاح السياسة الخارجية لبلادهم، ووقف الإبادة الجماعية في غزة، ووقف الانحياز غير المسؤول للاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية