تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : عددهم يصل 20.1 مليار في 2050.."جيل بيتا" أطفال تحت هيمنة الواقع الافتراضي
source icon

سبوت

.

عددهم يصل 20.1 مليار في 2050.."جيل بيتا" أطفال تحت هيمنة الواقع الافتراضي

كتب:مروة علاء

تشير تقديرات عالمية، إلى أن "جيل بيتا" سيشكل ١٨% من سكان العالم بحلول 2050، ليصبح الأكبر في التاريخ بعدد قد يصل إلى 2.1 مليار نسمة، ولمن لا يعرف فإن “جيل بيتا"، هو الجيل التالي لـ"ألفا"، وأبناء الجيل "زد"، وأطفال هذا الجيل لن يشاهدوا التكنولوجيا تتطور، بل سيولدون في أحضانها، ليكونوا أول مواطنين كاملي المواطنة في عالم الذكاء الاصطناعي.
 
ووفقاً لدراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، فإن هذا الجيل سيكون الأكثر اندماجاً في التكنولوجيا، والأكثر تأثيراً في الخريطة السكانية والاقتصادية للعالم، كما أنه أول جيل يُتوقع أن يعيش جزء كبير منه حتى القرن الثاني والعشرين، حاملاً معه تحولاتٍ ستُعيد تشكيل مفهوم الإنسانية.

سمات جيل بيتا
وبحسب الدكتور أحمد حسين حسن، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي، فقد اشتق اسم "جيل بيتا"، من الحرف الثاني في الأبجدية اليونانية، لافتا إلى أنه برغم أن الحديث عن خصائصه لا يزال مبكراً، فإن المؤشرات تؤكد أنه سيكون جيلاً متكاملاً تكنولوجياً، لأنه أول جيل يولد في عالم يهيمن عليه الذكاء الاصطناعي والترابط الرقمي الكلي منذ لحظتهم الأولى.

ويتسم جيل بيتا بعدة سمات رئيسية ستشكل هويته، والحديث مازال لـ الدكتور أحمد، ومنها:

١. الانغماس الكامل في التكنولوجيا
سيقيم أطفال هذا الجيل صداقات مع شخصيات افتراضية، وسيتعلمون بمعلمين من الذكاء الاصطناعي، وستكون تفاعلاتهم الاجتماعية مزيجاً عضوياً مع الواقع والافتراضي، هذه البيئة ستمنحهم مهارات تقنية فائقة، ولكنها تترك تساؤلات عميقة حول طبيعة العلاقات الإنسانية.

٢. حراس الاستدامة وسكان المدن الخضراء
يُتوقع أن يكون جيل بيتا الأكثر تمدنًا ووعيًا بالبيئة في التاريخ، فبينما يرى 71٪ من جيل الألفية و67٪ من جيل زد أن تغير المناخ أولوية قصوى، سيذهب جيل بيتا أبعد من ذلك، إذ نشأ هذا الجيل في كنف أزمات مناخية وندرة في الموارد، ما سيجعله يتبنى بشكل طبيعي أساليب حياة خالية من الكربون، وأزياء ومنتجات صديقة للبيئة، محولاً الوعي إلى فعل يومي.

٣. المرونة الاقتصادية والبراجماتية
سيرث هذا الجيل قيماً مثل المساواة والتنوع من آباء جيل الألفية، لكنه سيطور وعياً اقتصادياً فريداً؛ نتيجة للعيش في عالم متقلب، إذ سيميل إلى الادخار وإعادة الاستخدام وإصلاح السلع بدلاً من الاستهلاك المفرط. هذه "الحكمة الاقتصادية" ستكون درعا واقيا له في مواجهة تقلبات الأسواق.

٤. التحضر والروابط العائلية المتينة
سيكون هذا الجيل الأكثر تحضراً في التاريخ؛ حيث سيولد نصف أفراده في المدن، لترتفع النسبة إلى نحو 58% بحلول عام 2040، متجاوزين بذلك جيل ألفا (53%) وجيل زد (45%). 

ويعود ذلك إلى ازدهار المدن كمراكز اقتصادية توفر فرص عمل وخدمات متنوعة. في المقابل، ومع ارتفاع متوسط الأعمار، سيتميز الجيل بروابط عائلية قوية ومسؤولية أكبر نحو رعاية كبار السن، في مزيج فريد من الحياة السريعة والالتزام العائلي.

تحديات جسيمة تواجه جيل "بيتا"
ويؤكد الدكتور أحمد أنه برغم الفرص الكبيرة، ستواجه هذه الفئة تحديات جسيمة تُعيد تعريف مفهوم "الصعوبات" في القرن الحادي والعشرين:
 
أزمة الهوية في العالم المزدوج:
 ستكون الصعوبة الأكبر هي التمييز بين الواقع والافتراضي، حيث ستنشأ الهوية في فضاء مختلط، مما يثير أسئلة حول الذات الحقيقية في مقابل الذات الرقمية.

تضليل المعلومات:
 في عصر الفيض المعلوماتي، ستكون صعوبة التمييز بين الحقيقة والمحتوى المزيف تحدياً يومياً يهدد تشكل الوعي الفردي والجمعي.

الضغوط الاقتصادية والمناخية المزدوجة:
 سيرث جيل بيتا عالماً يعاني من تقلبات سوق العمل العميقة وتبعات التغير المناخي التي لم يسبق له مثيل، مما يضع أعباءً على كاهله منذ الصغر.

تحولات ديموجرافية عميقة:
 تشمل هذه التحولات انخفاض معدلات المواليد وارتفاع متوسط الأعمار بشكل غير مسبوق، ما يسبب اختلالات سكانية وتحديات تنموية هائلة في توفير الخدمات والرعاية

مخاطر العالم الرقمي على الصحة النفسية
وتحذر الدكتورة منى صالح، خبيرة التربية وعلم النفس للأطفال، من أن الانغماس العميق يعني أن الأطفال سيكتسبون مهارات تقنية متقدمة بسرعة مذهلة، لكن في المقابل، سيواجهون ضغوطاً نفسية غير مسبوقة.

وتشرح أن هذه الضغوط تشمل صعوبة التحكم بالعواطف، وزيادة مستويات القلق والتشتت الذهني، إضافة إلى مخاطر العزلة الاجتماعية نتيجة الاعتماد على العلاقات الافتراضية، وتؤكد أن هذا الواقع يفرض على الأسر والمربين ضرورة تطوير برامج تربوية متوازنة تجمع بين التعليم الرقمي المكثف وتنمية المهارات الاجتماعية التقليدية، مع التركيز على تعزيز التفاعل الواقعي، وتشجيع الأطفال على بناء الثقة بالنفس وتنمية المرونة النفسية لمواجهة تحديات عالم سريع التغير.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية