القروش الأخطر على الإنسان
يوضح الدكتور أشرف صديق، أستاذ المصايد البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالغردقة، أن غالبية القروش غير ضارة بالإنسان، باستثناء الأنواع الثلاثة المذكورة سابقًا، فالكثير منها يتغذى على الكائنات الدقيقة والنباتات والهائمات البحرية، ولا يبدي أي عداء للبشر.

وتتوزع القروش في ثلاثة أماكن رئيسية، مناطق التغذية القريبة من أماكن معيشتها، مناطق التكاثر في المياه الضحلة، بعيدًا عن التيارات القوية، خلال مواسم التزاوج في الصيف، حيث يمكن رؤيتها قرب الشواطئ مثل الحيتان وعروس البحر و"سمكة الشمس"، أما في الشتاء، فهي تعيش في الأعماق التي قد تصل إلى 1000 متر.

أسباب مهاجمة القرش للإنسان
يشير د. صديق إلى أن القروش قد تقترب من الشواطئ عند إلقاء السفن لحيوانات نافقة في المياه، وهو ما يجذبها، ولتجنب خطرها، ينصح بالآتي:

-عدم السباحة في المياه المفتوحة.
- السباحة في مجموعات، لأن القرش يهاجم الكتلة الحيوية ولا يميز الإنسان تحديدًا.
- تجنب السباحة عند وجود جرح أو نزيف، حتى لو كان خدشًا بسيطًا، إذ يمكن أن يجذب القرش من مسافة تصل إلى 3 كيلومترات.
- عدم ارتداء الملابس اللامعة أو المعادن، وتجنب الكريمات أو العطور ذات الروائح النفاذة.
- الالتزام بالسلوكيات البيئية الصحيحة، وعدم ذبح الطيور أو إلقاء بقاياها في المياه لجذب القروش بغرض التصوير.

أما إذا حدث هجوم من أسماك القرش بالفعل، فيوضح د. صديق أنه عند مهاجمة القرش يجب مراقبة حركته، فسمك القرش يدور حول الفريسة مرتين قبل الهجوم في اللفة الثالثة، ما يمنح فرصة للتحرك نحو أقرب جسم صلب مثل الممشى البحري.

 كذلك يمكن الاحتماء بالشعاب المرجانية والمياه الضحلة، حيث يخشى القرش الاصطدام بالأجسام الصلبة، أما في حالة الغوص، فيمكن استخدام سكين الغطس لردعه، لأنه يخشى الأجسام الصلبة.

الحوتي.. صديق الإنسان والبيئة
يقول الدكتور طارق تمراز، أستاذ الأحياء المائية بجامعة قناة السويس، إن القرش الحوتي مسالم ولا يشكل خطرًا على الإنسان، ويتغذى على الكائنات الدقيقة، ويطلق عليه أهالي الغردقة "بهلول".

يعتمد في غذائه على فلترة المياه، حيث يفتح فمه لشفط المياه بما فيها من طعام، ثم يطرد المياه عبر الخياشيم ويحتفظ بالغذاء، ويظهر القرش الحوتي في البحر الأحمر بكثرة، خاصة عند ارتفاع درجات الحرارة، إذ يبحث عن دفء المياه والغذاء، ويتحرك في دورة حياتية من الجنوب نحو الغردقة، ثم خليج العقبة، قبل أن يعود إلى المحيط الهندي وأعالي المحيطات.

دوره في النظام البيئي
يُعد القرش الحوتي أكبر أنواع الأسماك على الإطلاق، بطول يصل إلى 18 مترًا ووزن 15 طنًا، وعمر قد يبلغ 100 عام، وهو عنصر أساسي في توازن النظام البيئي البحري بالبحر الأحمر، وقد تم رصده في مسطحات مائية استوائية وشبه استوائية عالميًا.

يمتاز بلونه الداكن المزركش بخطوط ودوائر فاتحة، وفمه الكبير وزعنفته الظهرية البارزة أحيانًا فوق سطح المياه، وهو مدرج ضمن القائمة الحمراء للكائنات المهددة بالانقراض لدى الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، بسبب الصيد العرضي والجائر واصطدام السفن.

قواعد التعامل مع القرش الحوتي
يشدد د. تمراز على ضرورة الالتزام بالسلوكيات البيئية المسئولة عند التعامل حتى مع القرش الحوتي، فيجب أن تكون السباحة على مسافة لا تقل عن 15 مترًا منه، وتجنب محاولة لمسه أو الإمساك به، لتفادي إصابات غير مقصودة بسبب حجمه الكبير وقوة حركته، مع مراعاة عدم استخدام القوارب السريعة بالقرب منه.

عنصر جذب سياحي
يمثل القرش الحوتي قيمة بيئية واقتصادية كبيرة، ويجذب السياحة البيئية في مصر والخليج العربي، حيث تُنظم رحلات غوص وغطس لمشاهدته، فحجمه الهائل يجعله مشهدًا فريدًا يجذب الغواصين والمصورين من مختلف أنحاء العالم.