في فترة الانتقال بين الفصول تكثر الأمراض وبالأخص الإنفلونزا ونزلات البرد، مما يجعلنا نتناول الكثير من العقاقير والمضادات الحيوية، لكن هناك العديد من الطرق البديلة التي من خلالها نستطيع تقوية المناعة للتصدي لأمراض الشتاء.

الأكثر إصابة
يقول الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن من أكثر الفئات المعرضة للاصبة بأمراض الشتاء والخريف هم أصحاب الأمراض المزمنة، كبار السن، والأطفال، خاصة الذين يذهبون يومياً إلى المدارس. 

أمراض الشتاء
ومن أبرز الأمراض الشائعة في فصل الشتاء نزلات البرد، الإنفلونزا، حساسية الأنف، التهاب الحلق، التهاب اللوزتين، والتهاب الأذن الوسطى، والتهاب الشعب الهوائية، وأزمات الربو الشعبي، والتهاب الملتحمة، والجديري المائي.

الغذاء.. مناعة طبيعية
ويكمن العلاج والوقاية في الغذاء فهو يعتبر بمثابة كلمة السر لصحة أفضل، ويقول د. بدران أن تناول الطعام الصحي والمتوازن من فواكه طازجة وخضروات متنوعة يساعد على تقوية المناعة مع البعد عن الوجبات السريعة والتي تحتوي على دهون، وأضرار لا حصر لها.

البرتقال من أكثر الفواكه معززة لجهاز المناعة، هذا ما أكده د. مجدي بدران فالبرتقال يحتوي على العديد من العناصر أهمها فيتامين ج والذي يساعد على إنتاج خلايا المناعة، ومضاد للأكسدة مما يجعله يحارب العدوى ويحمي الخلايا المناعية، كما أنه ينتج أجسام مناعية ضد الأمراض وبالأخص الإنفلونزا ونزلات البرد.

كما أن مضادات الأكسدة الموجودة في البرتقال تقلل من تأثير الالتهابات المزمنة والتي تضعف من عمل جهاز المناعة، والألياف تساعد على تحسين مناعة الجهاز الهضمي، لاسيما أن مناعة الأمعاء ترتبط ارتباطًا وثيقًا بجهاز المناعة، حيث تلعب البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء على حماية الإنسان من العدوى وتعزز المناعة.

معجزة الزنجبيل
ومن الأطعمة المفيدة للمناعة "الزنجبيل" والذي يحتوي على العديد من الفوائد التي تعزز جهاز المناعة خاصة في فترة الخريف واستقبال فصل الشتاء، ويقول د. بدران إن الزنجبيل يحتوي على مركبات الجنجرول والتي تقاوم الالتهابات وتقلل من التورم وتعزز المناعة.

كما يحتوي الزنجبيل على مضادات للبكتريا والفيروسات مما يجعله حصناً قوياً ضد أمراض الشتاء وبالأخص نزلات البرد والإنفلونزا، ويساعد على التقليل من حدة الإصابة بالتهاب الحلق وباقي أعراض الإنفلونزا، فهو يعمل على تخفيف السعال والتهاب الحلق ويقلل من العدوى، لأنه موصل جيد للأكسجين وباقي العناصر الغذائية اللازمة لعمل جهاز المناعة مما يزيد من كفاءته، ويبني الخلايا المناعية التي تأثرت بالعدوى مما يجعلها مقاومة للمرض.

الثوم والبروكلي
ويعتبر الثوم من الأطعمة القوية التي تعمل على تعزيز نشاط خلايا الدم البيضاء التي من شـأنها مقاومة الميكروبات والفيروسات والأمراض كافة وليس فقط الإنفلونزا ونزلات البرد، حيث يحتوي على "الأليسين" وهو مركب نشط يساعد على قتل الميكروبات ومقاومة العدوى، حسبما أكد استشاري المناعة.
كما يعتبر البروكلي من أفضل الأطعمة لتعزيز المناعة لاحتوائه على مجموعة من العناصر الغذائية المهمة منها مضادات الاكسدة الهادمة لتعزيز جهاز المناعة وفيتامين ج أيضا.

عسل النحل
وأكد د. مجدي بدران أن عسل النحل يعتبر من أقوى الأطعمة الطبيعية لتعزيز المناعة، ويقاوم العدوى والأمراض خاصة في فترة الانتقال بين الفصول، حيث أنه غني بمضادات الأكسدة، التي تحمي الخلايا المناعية من الأضرار التأكسدية الناجمة عن التغيرات المناخية.
ويساعد العسل في التخفيف من أعراض الإنفلونزا من سعال والتهاب الحلق، ويدعم نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يعزز صحة الجهاز المناعي.

طرق الوقاية
وفي السياق ذاته، تحدث الدكتور أيمن سالم أستاذ ورئيس قسم الصدر بالقصر العيني جامعة القاهرة السابق، عن طرق الوقاية من الأمراض والحساسية قبل دخول فصل الشتاء، مؤكداً أن الحرص على النظافة الشخصية، وغسل اليدين باستمرار خاصة بالنسبة لأطفال المدارس لتجنب انتقال العدوى.
كما يجب الحرص على الاستحمام اليومي عند العودة من المدرسة، وبشكل عام تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة بانتظام على الأقل المشي ساعة يوميًا، يساعد على تقوية المناعة ومقاومة العدوى، بالإضافة إلى النوم الجيد فيما لا يقل عن 8 ساعات يوميا.

ويجب توخي الحذر في الأماكن المزدحمة، حيث أوصى د. سالم بضرورة ارتداء الكمامة واستبدالها بأخرى كل ساعتين على الأكثر، ويجب على الأطفال المصابين المكوث في منازلهم حتى تمام الشفاء، لأن تواجد شخص مريض في مجتمع مزدحم يؤدي إلى عدوى المئات من الأشخاص الأخرين.

التطعيم
ويجب الحرص على نظافة وتعقيم الأسطح والحمامات في المدارس والمنازل، وأكد د. ايمن سالم أن تطعيم الإنفلونزا الموسمية ضروري للغاية للوقاية من أمراض الشتاء، وبالأخص أصحاب الأمراض المزمنة، والأطفال والحامل والمرضع، وكبار السن حيث تقل لديهم المناعة.