لمواجهة هذه الظاهرة، أطلقت وزارة البيئة بالتعاون مع شركات الزيوت والمنظفات مبادرة لتشجيع المواطنين على التخلص الآمن من بقايا زيوت الطعام المستعملة، خصوصًا "زيت القلي"، مقابل الحصول على حوافز تشجيعية في صورة منظفات أو زيوت طهي آمنة.

وتأتي المبادرة كبديل للتخلص العشوائي من الزيت في الصرف الصحي، حيث إن لترًا واحدًا من الزيت يمكنه تلويث أكثر من 1000 متر مكعب من المياه، ما يكلّف الدولة ملايين الجنيهات سنويًا لمعالجة آثار التلوث والحفاظ على الموارد المائية.

التخلص الآمن من الزيت المستعمل
والتخلص من الزيت المستعمل بشكل آمن هو نوع من التصرفات الإيجابية التي يجب دعمها لدى المستهلك لتفادي الأضرار التي قد تواجهها البيئة والمجتمع من حوله، وقامت وزارة البيئة بعمل مبادرات للمساهمة في حل الأزمة منها خدمة Green Pan لتدوير زيوت الطهي، وتهدف وزارة البيئة أن تصل المبادرة إلى أكثر من 5 ملايين أسرة، بما يعود بالنفع على الأسرة المصرية ويساهم في تحسين البنية التحتية لشبكة الصرف الصحي وجودة المياه، وأفضل طريقة للتخلص الآمن من الزيوت المستعملة يكون باتباع الخطوات التالية:

- تصفية الزيت المستخدم والاحتفاظ به حتى يتجمع من 5 - 10 لترات.
- الاتصال بالخط الساخن 19481، حيث تقوم المبادرة بإرسال مندوب يحمل بطاقة تعريفية لاستلام الزيت من المنزل، مع تزويد المواطن بزجاجة بلاستيكية وقمع لتجميع الزيت في المرات التالية.
- يحصل المواطن عند التسليم على هدية تشجيعية تختلف حسب الكمية المجمعة، مثل زجاجة زيت طعام آمن أو منتجات نظافة، بما يشجعه على الاستمرار في المشاركة.

تنظيم رسمي ومنع التداول غير القانوني
حرصًا على ضبط المنظومة، أصدر مجلس الوزراء قرارًا يمنح جهاز تنظيم إدارة المخلفات بوزارة البيئة الحق في إصدار التراخيص والتصاريح للشركات العاملة في جمع زيوت الطعام المستعملة، كما يمنع القرار إعادة تدوير الزيوت بطرق غير شرعية (مثل التبييض) أو بيعها في السوق السوداء، على أن يتم استغلالها في إنتاج وقود حيوي (بيوديزل) يقلل من استهلاك السولار ويحد من الانبعاثات الكربونية.

الوقود الحيوي الحل
أوضح ياسر عبد الله، الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم إدارة المخلفات، أن مصادر الزيت المستعمل تشمل، المنازل، المطاعم، مصانع الأغذية (مثل مصانع البطاطس المقلية بأنواعها)، والفنادق.

وأكد أن القرار الجديد سيسمح بحصر الشركات العاملة في هذا المجال وتوجيهها إلى إنتاج الوقود الحيوي، بدلًا من إعادة تدوير الزيت بشكل غير آمن وطرحه كزيت طعام، كما أشار إلى أن كل شركة مرخصة ستخصص مندوبين للتجميع، مزودين ببطاقات تعريفية رسمية، مع إطلاق حملات توعية لتوضيح الشركات المعتمدة في كل منطقة، مثل شركة جرين بان.

أضرار خطيرة 
الدكتورة نهى سمير دنيا، أستاذ الدراسات البيئية وعميد كلية الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس سابقًا، أكدت أن إعادة استخدام الزيت المستعمل يسبب أضرارًا جسيمة، منها:

تلوث المياه: لتر زيت واحد قد يلوث مليون لتر من المياه العذبة.
تلوث التربة: تسرب الزيت للأرض يشكّل طبقة تمنع التهوية ونفاذ المياه، ما يضر الكائنات الدقيقة.
انبعاثات سامة: إعادة التكرير غير الآمن تنتج مركبات مسرطنة وأمراض خطيرة.
مشكلات الصرف الصحي: تراكم الزيت يؤدي إلى انسداد المواسير ومحطات المعالجة.

البدائل الآمنة 
أوضحت د. نهى، أن الزيوت المستعملة يمكن استغلالها صناعيًا بدلًا من إعادة بيعها كزيوت طعام، وذلك من خلال عدة صناعات مثل؛ الوقود الحيوي (البيوديزل)، الصابون والمنظفات، الصناعات الكيميائية كالأحبار والشموع وزيوت التشحيم.

وأشارت د. نهى إلى وجود عدة مقترحات للتجميع الرسمي ومنها:
- إنشاء نقاط تجميع معتمدة في الأحياء والسوبرماركت.
- تقديم مقابل مادي أو منتجات للمواطنين مقابل تسليم الزيت.

وطالبت د. نهى بنشر حملات إعلامية بجميع وسائل الإعلام والسوشيال ميديا لتعريف الناس بخطورة إعادة استخدام الزيت في الطعام، وتشجيعهم على تسليمه للجهات الرسمية بدل التخلص منه في الصرف، فالحل ليس في إلقاء في الصرف الصحي، أو بيعه حتى يعاد استخدامه كزيت طعام، لكن باستغلاله كمورد صناعي آمن يفيد الاقتصاد القومي ويحمي البيئة بطريقة آمنة مستدامة تساهم في تقليل نسب التلوث المائي والبيئي، وتساعد على الحفاظ على صحة المواطنين من أخطار الأمراض الناتجة عن الزيوت المعاد استخدامها في الطعام ، كذلك خلق فرص عمل جديدة في مجال إعادة التدوير والصناعات المرتبطة ، بالإضافة إلى المساهمة في إنتاج طاقة نظيفة تقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري .