تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
انتشر في الآونة الأخيرة مصطلح "أراضي طرح النهر"، بعدما تأثرت تلك المناطق بارتفاع منسوب مياه نهر النيل، سواء في موسم الفيضان أو في أوقات أخرى من العام، وتعالت الأصوات مطالِبة بإنقاذ الأراضي والبيوت والمواشي التي غمرتها المياه، في حين أكدت الحكومة من جانبها أن هذه الأراضي تُعد من أملاك الدولة، ولا يجوز امتلاكها بوضع اليد أو بأي وسيلة أخرى.
وبين متضرر فعلي فقد أرضه أو مسكنه، وآخرين من واضعي اليد المستولين على أراضي الدولة، يظل السؤال المطروح؛ هل تصلح هذه الأراضي للزراعة والانتفاع بها موسمياً؟ أم أنها مجرد أراضٍ معرضة للخطر ولا يُنصح باستغلالها؟
وبين متضرر فعلي فقد أرضه أو مسكنه، وآخرين من واضعي اليد المستولين على أراضي الدولة، يظل السؤال المطروح؛ هل تصلح هذه الأراضي للزراعة والانتفاع بها موسمياً؟ أم أنها مجرد أراضٍ معرضة للخطر ولا يُنصح باستغلالها؟
تربة خصبة
ويُقصد بطرح النهر، المناطق التي تمت بها عملية الترسيب التي يقوم بها النهر عند اقترابه من مصبه في البحر أو البحيرة، حيث تقل سرعة المياه، فترسّب ما تحمله من طمي ورمال وحصى، مكوّنة تربة خصبة غنية صالحة للزراعة.
ومن المحافظات التي تضم أراضي طرح النهر؛ الدقهلية، كفر الشيخ، الغربية، المنوفية، البحيرة، والشرقية، وتُعد أراضي طرح النهر من أكثر الأراضي الزراعية خصوبة، ما يجعلها مناسبة لزراعة العديد من المحاصيل والتي تختلف من محافظة إلى أخرى وفقًا لدرجات الحرارة وطبيعة المناخ، إلا أن هذه الأراضي قد تتعرض للغمر في أوقات معينة، مما يستدعي تجنّب زراعتها خلال فترة الفيضان، وهو ما يلتزم به معظم المزارعين لتفادي الخسائر.
محاصيل متنوعة
يقول الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الاقتصاد الزراعي والمياه بكلية الزراعة – جامعة القاهرة، إن أراضي طرح النهر، أو ما يُعرف بـ«شط النيل»، من أخصب الأراضي الزراعية في مصر، وتُعد مثالية لزراعة مختلف المحاصيل، مثل القمح، والبرسيم، والخضروات الورقية كالشبت، والبقدونس، والجرجير.
ويضيف أن هذه الأراضي لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، إذ تمتد جذور النباتات إلى مياه النهر، ويُكتفى بريّها فقط عند نثر البذور، مما يجعلها قليلة التكلفة في استهلاك المياه، مشيراً إلى أن عدد جزر النيل يبلغ 144 جزيرة بمساحة إجمالية تُقدّر بـ 44 ألف فدان، وهي من أفضل المناطق الزراعية في مصر.
زراعات منتجة
يرى حسين أبو صدام، نقيب عام الفلاحين والخبير الزراعي، أن ما حدث من غمرٍ لبعض الأراضي والمنازل في مناطق طرح النهر أمر طبيعي ولا يدعو للقلق، مؤكدًا أن الحكومة كانت قد حذّرت المزارعين من الزراعة خلال هذه الفترة، نظرًا لاحتمالية ارتفاع منسوب المياه.
وأوضح أن الأراضي التي غمرتها المياه لا تتجاوز 1000 فدان، مشيرًا إلى أن شهر أكتوبر من كل عام يشهد ارتفاعًا طبيعيًا في منسوب النيل، وأضاف أن مزارعي طرح النهر يمتلكون قوارب صغيرة يستخدمونها للتنقل بين الجزر والمزارع وقت ارتفاع المياه.
وأكد أبو صدام أن مصر أصبحت تحقق أقصى استفادة ممكنة من أراضي طرح النهر التي كانت مهملة في السابق، حيث تساهم اليوم في زيادة الإنتاج الزراعي، وتمتد من أسوان حتى المصب، وتتميز بخصوبة عالية بسبب تجدد الطمي سنويًا.
وأشار إلى أن هذه الأراضي غير مناسبة للمحاصيل الزيتية مثل السمسم والزيتون، بينما تُعد مثالية للمحاصيل الشتوية مثل الأرز، والموز، والخضروات الورقية.
ضفاف النيل غنية
يقول الدكتور حامد عبد الدايم، الخبير الزراعي والمتحدث الرسمي السابق لوزارة الزراعة، إن أراضي طرح النهر لا تتبع وزارة الري مباشرة، بل تنتشر على ضفاف النيل، وتختلف الزراعات بها حسب طبيعة مناخ كل محافظة، وأضاف أنها تُزرع عادة بمحاصيل حقلية مثل البنجر، إلى جانب جميع أنواع الخضروات الورقية، نظرًا لغناها بالطمي وخصوبتها العالية.
كما يشير الدكتور محمد مشعل، أستاذ الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة – جامعة القاهرة وعميد المعهد العالي للعلوم التجارية بالمحلة، إلى ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند إقامة المشروعات الزراعية أو السياحية على أراضي طرح النهر، رغم صلاحيتها لزراعة أجود أنواع الخضروات وبعض الحبوب مثل الفاصوليا والذرة، وكذلك بعض الفواكه مثل العنب والموالح، وأوضح أن هذه الأراضي تناسب المحاصيل الشتوية بشكل خاص، نظرًا لعدم تعرضها للغمر في تلك الفترة.
ارتفاع منسوب النيل
وكان قد شهد مطلع شهر أكتوبر الماضي ارتفاعًا في منسوب مياه نهر النيل أدى إلى غمر بعض البيوت والأراضي في عدد من المحافظات مثل المنوفية والبحيرة، ما أثار قلق المواطنين.
لكن وزارة الموارد المائية والري أكدت أن ما حدث ليس فيضانًا، بل مجرد ارتفاع طبيعي في منسوب النيل أدى إلى غمر أراضي طرح النهر، وأن الوضع تحت السيطرة الكاملة، مشيرة إلى أن السد العالي يمثل الضمانة الأساسية لحماية مصر من أي تقلبات مفاجئة في النهر.
يرجّح خبراء الجيولوجيا والموارد المائية أن سبب ارتفاع منسوب نهر النيل بهذا الشكل يعود إلى فتح بوابات سد النهضة الإثيوبي لتفريغ كميات من المياه المخزنة استعدادًا لموسم الفيضان والأمطار في يونيو المقبل، وهو ما أدى إلى زيادة مؤقتة في منسوب النيل وغمر بعض أراضي طرح النهر بالمياه.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية