تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
البداية كانت أثناء التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل عقب تبادل الهجمات الصاروخية، حيث برز عنصر مفاجئ في ساحة الصراع لم يكن في الحسبان؛ رمز الضحك، فقد أثارت الطفرة المفاجئة في استخدام هذا الإيموجي على منصات التواصل، خاصة من مستخدمين عرب ومسلمين، غضبًا إسرائيليًا واسعًا، وصل حدّ اتهام هذه الممارسة بـ "معاداة السامية الرقمية"، ووصلت إلى حد تتبع واعتقال مستخدميه من الفلسطينيين من داخل الأراضي المحتلة.
في سياق التصعيد الإعلامي والسياسي الذي تشهده منصات التواصل الاجتماعي، برز استخدام إيموجي الضحك كأداة مثيرة للجدل، لاسيما بعد أن عبّرت وسائل إعلام إسرائيلية عن انزعاجها من استخدامه المكثف في التعليقات على منشورات متعلقة بإسرائيل أو الجيش الإسرائيلي، لكن بعيدًا عن التفسير التقني أو العاطفي، فإن لهذا الاستخدام بعدًا اجتماعيًا أعمق، يكشف عن أدوات رمزية جديدة في مقاومة السرديات السياسية.
في سياق التصعيد الإعلامي والسياسي الذي تشهده منصات التواصل الاجتماعي، برز استخدام إيموجي الضحك كأداة مثيرة للجدل، لاسيما بعد أن عبّرت وسائل إعلام إسرائيلية عن انزعاجها من استخدامه المكثف في التعليقات على منشورات متعلقة بإسرائيل أو الجيش الإسرائيلي، لكن بعيدًا عن التفسير التقني أو العاطفي، فإن لهذا الاستخدام بعدًا اجتماعيًا أعمق، يكشف عن أدوات رمزية جديدة في مقاومة السرديات السياسية.
انفجار رقمي بالضحك
بحسب تقرير أمني صادر عن أحد الشركات الإسرائيلية، المتخصصة في الأمن السيبراني، فقد تم رصد استخدام إيموجي الضحك على أخبار القصف الإيراني ارتفاعًا بنسبة 1300% خلال 48 ساعة فقط، واعتبرت جهات إسرائيلية هذا السلوك تصعيدًا نفسيًا خطيرًا، يتجاوز التفاعل العفوي ليصل إلى مستوى "التحريض الرقمي على الكراهية".
ووصف التقرير هذا النوع من التفاعل بأنه "استهداف غير تقليدي لصورة إسرائيل كقوة لا تُقهر"، مشيرة إلى أن رموز الضحك تُستخدم الآن كأداة لزعزعة المعنويات.
السخرية كأداة تفريغ وتمرد
يرى متخصصون أن إيموجي الضحك، رغم بساطته، يمثل وسيلة تعبير ذات طابع جماعي يتجاوز حدود الترفيه، ويتحول إلى فعل مقاومة رمزي، وفي هذا الإطار، يوضح الدكتور محمد عبد المنعم، استشاري الطب النفسي، أن "الضحك هنا ليس نابعًا من موقف فكاهي، بل يُستخدم كوسيلة للسخرية والعار، وهو ما يعكس حسًا مجتمعيًا بالتحدي والرفض، حتى وإن كان ذلك عبر وسيط رقمي."
ويُؤكد أن استخدام هذا الرمز في سياقات ساخرة "يعكس محاولات مجتمعية لتفريغ الضغط النفسي، وتحويل الموقف من كونه مثيرًا للخوف أو الغضب إلى نقطة مقاومة تُشعر المستخدمين بالقوة الجمعية".
تمرد رمزي
فيما أوضح الدكتور طه أبو الحسن، أستاذ علم الاجتماع، أن هذا الاستخدام المتكرر لإيموجي الضحك يشير إلى حالة من التمرد غير المباشر ضد الخطاب الإسرائيلي الذي يسعى لتأطير نفسه كضحية، في حين يرى المستخدم العربي -خاصة الشاب- أن هذا الإطار لا يعكس حقيقة الوقائع، ومن خلال الضحك، يتم تقويض جدية الطرح الإسرائيلي وتحويله إلى مادة للسخرية، مما يؤدي إلى زعزعة سلطته الرمزية.
وقال: إن الضحكة هنا تتحول من تعبير عاطفي إلى أداة ضغط اجتماعي، ملايين التعليقات التي تتضمن هذا الإيموجي لا تمثل مجرد ردود فعل فردية، بل تشكل سلوكًا جمعيًا يعيد رسم ملامح الهوية الرقمية للمجتمعات العربية، ويوفر متنفسًا نفسيًا في ظل عجز كثير من الأفراد عن التأثير المادي المباشر في القضايا السياسية الكبرى.
الدولة الأقوى فقدت هيبتها
وأوضحت تقارير عبرية، أن خطورة إيموجي الضحك تكمن في رسالته اللاواعية، بأن إسرائيل لم تعد تُرعب أحدًا"، وقد بلغت الموجة ذروتها عند تداول فيديو لانهيار مبنى في تل أبيب مرفق بتعليق ساخر: "أحسنتِ يا إيران، عسى أن يغادروا العالم للأبد، وهو ما اعتبرته إسرائيل حملة إذلال جماعية عبر السخرية الرقمية.
ضحكوا على آلام غزة سابقًا
وعلقت الدكتورة إيناس إبراهيم مدرس الإعلام، قائلة: المفارقة تظهر بوضوح حين يُقارن هذا الغضب الإسرائيلي بما حدث خلال حرب 2023 على غزة، حيث تفاعل آلاف المستخدمين الإسرائيليين على مقاطع توثّق مآسي الفلسطينيين – كأم تبكي طفلتها المصابة – بإيموجيات تصفيق وقلوب حمراء وضحك، دون أن توصف هذه التفاعلات كـ "جرائم كراهية رقمية".
وأوضحت أن هذه الازدواجية الضوء على التناقض في الموقف من السخرية من المعاناة، حيث تُعتبر مزحة "تحريضًا" إذا كانت ضد الإسرائيليين، و"حقًا في التعبير" إذا كانت ضد الفلسطينيين.
وقالت مدرس الإعلام، إن ما حدث يُجسّد نوعًا جديدًا من "الحرب النفسية الناعمة"، حيث لم تعد الصور ولا الشعارات وحدها أدوات التعبئة أو المقاومة، بل باتت الرموز التعبيرية نفسها تُخضع لمراقبة أمنية وتحليلات سياسية.
وأشارت إلى أن الإيموجي الذي يضحك – والذي يبدو بريئًا – يمكن أن يُزعزع صورة جيش بأكمله، ويوصل رسالة أكثر إيذاءً من صاروخ، لأنه يصيب جبهة المعنويات لا البنية التحتية.
تحول المعنى
فيما أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، أن اللافت في هذا السلوك الرقمي هو سرعته وانتشاره، إذ يتم تلقين المعنى الجديد لإيموجي الضحك بصورة تلقائية، ويتحول إلى رمز متفق عليه ضمنيًا للتقليل من شأن الطرف المقابل، هذا الاستخدام لا يُعبّر فقط عن مشاعر السخرية، بل يرمز إلى تماسك مجتمعي وإعادة تشكيل لهوية ثقافية تُصرّ على رفض فرض الهيمنة، حتى ولو عبر ضغطة زر واحدة.
بالتالي، فإن الضحك هنا لا يُعبّر عن بهجة، بل عن استراتيجية ذكية للتقليل من أثر الترهيب، وتحويل الخوف إلى مادة للسخرية، في محاولة لتقويض مركزية الرواية الإسرائيلية في الفضاء العام، سواء عبر الإعلام أو السياسة أو حتى الرموز التعبيرية.
من أداة فرح إلى لغة مقاومة
تشير موسوعة EmojiPedia إلى أن رمز الضحك يُستخدم عالميًا للتعبير عن الفرح، لكن تحليلات لصحيفة "هآرتس" تؤكد أن العرب والمسلمين أعادوا توظيفه في سياق سياسي مقاوم، ليُعبّر عن السخرية من الاحتلال، ورفض تقديم إسرائيل كضحية في المشهد الدولي.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية