المحفزات السريعة 
توضح الدكتورة إيمان نعيم، استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، أن الدوبامين هو الناقل العصبي المسئول عن الشعور بالمكافأة والمتعة، ومع التعرض المستمر للمحفزات السريعة مثل وسائل التواصل الاجتماعي، الألعاب الإلكترونية، والوجبات السريعة، يعتاد الدماغ على مستويات عالية من الدوبامين، مما يقلل من تأثيره الطبيعي بمرور الوقت.

وتضيف: "صيام الدوبامين لا يعني التوقف عن إنتاج الدوبامين، بل هو تقليل التعرض للمحفزات العالية لفترة معينة، ما يسمح للدماغ بإعادة ضبط نفسه واستعادة القدرة على الاستمتاع بالأمور البسيطة."

متاهة الدوبامين
تروي د. إيمان قصة شاب اعتاد على مشاهدة الفيديوهات القصيرة طوال اليوم، لكنه قرر تقليل استخدامها، في البداية، شعر بالملل وعدم الراحة، لكنه بعد أيام قليلة بدأ يستمتع بقراءة كتاب، ثم خرج للمشي، واكتشف متعة التواصل الحقيقي مع الأصدقاء، وبمرور الوقت، أدرك أن السعادة الحقيقية ليست في التحفيز اللحظي، بل في الأنشطة التي تمنحه إحساسًا دائمًا بالرضا.

إزالة السموم الرقمية
توضح د. إيمان أن هناك فرقًا بين صيام الدوبامين وإزالة السموم الرقمية، فـ"إزالة السموم الرقمية" تعني الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية لفترة محددة، بينما صيام الدوبامين هو نهج أوسع يشمل تقليل أي مصدر للمتعة السريعة، سواء كانت التكنولوجيا، الأطعمة الغنية بالسكريات، أو الأنشطة المحفزة بشكل مفرط.

التحفيز المفرط وتأثيره على الدماغ
يشرح الدكتور أحمد العوضي، أخصائي الطب النفسي، أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية، التدخين، وتناول الوجبات السريعة يرفع مستويات الدوبامين بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى:

1- فقدان القدرة على الاستمتاع بالأنشطة البسيطة.

2- الحاجة إلى محفزات أقوى للحصول على نفس الشعور بالسعادة.

3- زيادة القلق والتوتر بسبب الاعتماد على المتعة السريعة.

ويؤكد أن صيام الدوبامين يساعد على إعادة ضبط مستقبلات الدوبامين في الدماغ، مما يعيد التوازن لنظام المكافأة الطبيعي.

فوائد صيام الدوبامين
يوضح د. العوضي أن هذه الممارسة تمنح الدماغ فرصة لاستعادة توازنه، مما يؤدي إلى:

1- تحسين التركيز والإنتاجية عبر تقليل التشتت الذهني.

2- تعزيز الشعور بالسعادة والرضا بعيدًا عن المتع السريعة.

3- تقليل التوتر والقلق الناتج عن التحفيز المستمر.

4- تحسين جودة النوم عبر تقليل التعرض للمؤثرات الإلكترونية.

5- تحفيز الإبداع من خلال البحث عن مصادر بديلة للمتعة.

خطوات التطبيق 
يقدم عبد الرحمن النجار، أخصائي نفسي، خطوات عملية لتطبيق صيام الدوبامين بفعالية:

- تقليل المحفزات تدريجيًا: لا تبدأ بالحرمان الكامل، بل قلل من الوقت الذي تقضيه على الهاتف أو الألعاب الإلكترونية.

- استبدال العادات: مارس أنشطة أكثر هدوءًا مثل المشي، التأمل، أو الرسم بدلًا من الترفيه السريع.

- التخطيط المسبق: ضع جدولًا يوميًا للأنشطة البديلة حتى لا تعود للعادات القديمة بدافع الملل.

- مراقبة التغيير: لاحظ كيف تتغير حالتك المزاجية وقدرتك على التركيز بمرور الأيام.

تخفيض تدريجي
في دراسة أجريت في 2024 حول تأثير تقليل التحفيز العصبي على الصحة النفسية، وجد أن:

الأفراد الذين خفضوا استهلاكهم للمحفزات السريعة لمدة 7 أيام، شهدوا تحسنًا بنسبة 30% في التركيز و25% في الشعور بالرضا النفسي.

بعد 3 أيام: قد يشعر الشخص بالملل أو القلق بسبب التغيير المفاجئ.

بعد 7 أيام: يبدأ في ملاحظة تحسن التركيز والاستمتاع بالأنشطة البسيطة.

بعد شهر: يصبح لديه تحكم أفضل في رغباته ويشعر بسعادة أكثر في الحياة.