تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : صور| "البوسطجي" يثير الشجون في متحف الحضارة
source icon

سبوت

.

صور| "البوسطجي" يثير الشجون في متحف الحضارة

كتب:محمد شرابي

بعد سنوات وسنوات من اختفائه بسبب تغول التكنولوجيا الحديثة مثل الإيميل و"الواتس آب"، عاد ساعي البريد ليكون أداة جديدة للترويج السياحي في مصر وإثارة الحنين إلى الماضي أو ما تعرف بـ "Dejavu” لدي السياح.. وجاءت عودته في مكان يعج بأعمال وآثار ملوك فراعنة كبار صنعوا التاريخ وهو المتحف القومي للحضارة المصرية.. وكأن الحدث الثقافي المميز يؤكد للسائحين حقيقة: إننا الأصل في هذه المجال أيضا.

السائحون كانوا في غاية السعادة عندما شاهدو ساعي البريد يستقبلهم في مدخل المتحف خلال معرض "أثر في طابع" الذي نظمه المتحف بالتعاون مع مؤسسة الرواد وجامعة حلوان.. وطلب منهم العودة للمراسلات القديمة "الجوابات" وكتابة رسائل لاي شخص او مكان ووضعها بصندوق البوسطة الموجود بجواره.

وتنفرد "سبوت" بعرض تفاصيل تلك الجوابات وعددها ٦٠ جوابا من السائحين الأجانب ومنهم الروس والإنجليز والألمان وكذلك العرب من الجزائر والسعودية وأيضا المصريين والأطفال، والتي عبرت في مجملها عن مشاعر متفاوتة بين الحب والاعتذار والإيجابية، ولعل أبرزها المحبة لمصر والتمنيات لها بالاستقرار والتقدم، وأيضا بينها من كتب على ظهر الجواب العنوان واسم المرسل اليه.. وجملة شكرا ساعي البريد.

رسائل شوق وحنين ومحبة

وكان محتوي الجوابات موجها للأهل والأحباء المتغيبين عنهم منذ فترات أو الأباء والأمهات والصديقات، وأمنيات شخصية بالنجاح ولقاء ذويهم الذين اشتاقوا إليهم وايضا المتحف والسعادة بتجربة الزيارة وأيضا المومياوات وفريق عمل المتحف.

ووجهت سائحة انجليزية رسالة لأسرة المتحف وإعجابها بالمومياوات قائلة: إلي أكثر الناس الذين قابلتهم مساعدة .. شكرا لكم على كل فعلتموه معي، لقد أحببت المتحف فبه الكثير من الأشياء التي يمكن فعلها.. انا أحب المومياوات.
فيما كتبت بسمة هوديب وهي سائحة جزائرية: حلوين إنتو ما شاء الله عليكم وعلى بلدكم.. تحية من الجزائر.

فيما كتبت مي إلي صديقتها نورهان قائلة: إلي رفيقة القلب الجميل نورهان، صديقتي وصديقة أيامي أتمني لك السعادة كل عام وأنت بخير.

ولكن رسالة البراءة والطفولة تلخصها كلمات كتبتها مريم إلي صديقتها المحبوبة "سجي" والتي قالت فيها: من مريم إلى سجى.. أنا بحبك يا سجي، معلش على كل شيء عملته من زمان.. من مريم إلي سجي أنت "ألبي" يا سجي يا روحي، بينما كتب آخرون.. الحمد لله عظيمة يا مصر، يا رب تتفتح باقي قاعات المتحف الأخرى على خير.

دور توعوي.. سياحي

الدور التثقيفي والتوعوي والترويجي للمتحف -كما يقول الدكتور الطيب عباس الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف- يوحي بالكثير من الأفكار المختلفة والمبتكرة التي نستلهمها من المتحف ومحتوياته الفريدة، بما يسهم في أداء مهامه وتوصيل رسالته التي تنعكس على زيادة الحركة السياحية في مصر، لاسيما المهتمين بالسياحة الثقافية والأثرية.

ويعد تنظيم الاحتفالات والفعاليات المختلفة هو أحد الأدوات التي يستخدمها المتحف منذ افتتاحه وهو بالفعل نجح في توصيل الرسالة من خلال تلك الفعاليات والتي نحاول من خلالها أن ننشر الوعي الثقافي والأثري لدى أولادنا وبناتنا، لزيادة انتمائهم وتوعيتهم بقيمة مقوماتنا الأثرية والسياحية أيضا بتحسين تجربة السائحين، وهي أهم الأهداف التي تعمل الدولة المصرية على تنفيذها.

ومن هنا جاءت فكرة عودة ساعي البريد لتكون تجربة جديدة وجيدة وتثير لدي زوار متحف الحضارات شجون العودة إلى الماضي بتفاصيله وذكرياته الجميلة - وفقا للخبير السياحي محمد الحسانين رئيس جمعية الحفاظ على السياحة الثقافية- وخاصة للأجيال التي كانت تتعامل بهذه الوسيلة للتواصل مع الأهل والأصدقاء، نظرا لبعد المسافة وطولها.

ويأتي اختيار المتحف لهذه الفعالية اختيارا مناسبا في ضوء حقائق التاريخ التي تؤكد أن كلمة البريد ظهرت لأول مرة في مصر في عهد الأسرة 12 عام (2000 ق.م) وذلك في وصية من أب لولده تكشف أهمية صناعة الكتابة والمستقبل الكبير الذي ينتظر الكاتب في وظائف الحكومة.

وقام الفراعنة خلال تلك الحقبة بتنظيم نقل البريد خارجيا وداخليا وكانوا يستخدمون "سعاة" يسيرون على الأقدام يتبعون ضفتي النيل داخل البلاد، ويسلكون عبر الطرق التي تسلكها القوافل والجيوش إلى الخارج وذلك نظرا للإمبراطوريات الكبرى التي كونوها.

أما في العصر الحديث فقد عرفت مصر خدمة البريد في عام 1865 وتحديدا في عصر الخديوي اسماعيل الذي كان يحلم بتحويل مصر، وخاصة مدينة القاهرة، إلى قطعة من أوروبا.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية