تكشف المونتيرة والناقدة الفنية صفاء الليثي نقاط تميز وضعف المسلسل قائلة: "ما لفت انتباهي منذ الحلقة الأولى هو أن العمل يستعيد تجربة تاريخية، حيث يقدم شخصية عبد العزيز النص، التي أكد صناع المسلسل أنها مستوحاة من مذكرات شخص حقيقي، حيث يتحول عبد العزيز من مجرد نشال سيئ السمعة إلى بطل شعبي بعد تأسيسه حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإنجليزي، والتي ينضم إليها العديد من الأشخاص من مختلف أطياف المجتمع."

احترام للزمن
يُعتمد المسلسل على فترة تاريخية ثرية في مصر، حيث تم تنفيذ الأجواء بدقة وإتقان، من خلال الديكورات، الملابس، والتفاصيل الصغيرة مثل الأكواب الصاج المتراصة بجانب البراد، مما يعكس تقديرًا واحترامًا للزمن بشكل دقيق، الصورة تتمتع بمساحات ضوئية مريحة ودرجات لونية متناسقة.

أما أداء أحمد أمين، فقد أظهر فهمًا عميقًا لطبيعة الشخصية والفترة الزمنية، حيث قدم دور النشال بإتقان، ولم ينفرد بالعمل، بل ترك مساحة جيدة لزملائه الممثلين مثل حمزة العيلي، أسماء أبو اليزيد، صدقي صخر، والشاب الصاعد عبد الرحمن محمد في دور "زقزوق"، وهو ممثل واعد ذو مستقبل مشرق، كذلك، قدمت دنيا سامي وسامية الطرابلسي أداءً مميزًا، وكان هناك تنافس جميل بين جميع الممثلين.

تميز أسماء أبو اليزيد
كان اختيار أسماء أبو اليزيد موفقًا، حيث جسدت شخصية مصرية الملامح، واستطاعت التعبير عن دور النصابة المحترفة بإقناع، كما لفت أداء صدقي صخر في دور الضابط الوطني، ما يدل على أن رسم الشخصيات كان أحد نقاط قوة العمل، بفضل سيناريو محكم وإخراج متمكن لحسام علي.

من خلال تركيز المسلسل على فترة العشرينيات والثلاثينيات، وتقديمه لقصة مستوحاة من كتاب معروف، يبدو أن هناك إمكانية لتقديم جزء ثانٍ يستعرض فترات تاريخية أخرى، خصوصًا أن "النصب" حرفة متجددة في كل الأزمنة.

مبالغات النشل
تقول الليثي؛ نجح أمين في إدخال المشاهدين إلى أجواء الثلاثينيات من خلال الملابس، الشوارع، والحكايات عن "التروماي"، وتضيف: "إنه مسلسل واقعي يتمتع بملامح مختلفة عن كثير مما يُعرض حاليًا، قد تكون به بعض المبالغات تفرضها طبيعة الفترة وأداء وطريقة النشل، لكنه عمل متميز."

وتؤكد الليثي أنه على الرغم من أن هناك أعمال أخرى جيدة، لكن بعد مشاهدة تسع حلقات من مسلسل لا يتجاوز 15 حلقة، أعتقد أنه من بين أفضل الأعمال التي لفتت انتباهي، إلى جانب مسلسلات مثل ولاد الشمس، قلبي ومفتاحه، وإخواتي.

"النص" عمل نجح في تقديم التاريخ بأسلوب كوميدي ممتع، حيث يعيدنا إلى الماضي وكأننا نذاكر التاريخ في قالب درامي مشوق.