تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : صعود اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي.. انعاكسات سلبية متوقعة على الشرق الأوسط
source icon

سبوت

.

صعود اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي.. انعاكسات سلبية متوقعة على الشرق الأوسط

كتب:محمد أبو بكر

فاز اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي بإيطاليا وهولندا، وتصدر استطلاعات الرأي في فرنسا والنمسا وبلجيكا، ما يمكنه أن يصبح قوة عاتية في البرلمان الأوروبي، ويجعله مصدر قلق للمسلمين، الذين تتجاوز أعدادهم الملايين في "القارة العجوز"، إذ يتخوفون التضييق على ممارسة شعائرهم، وإقامة مساجدهم، وغلق مدارسهم وكذلك جمعياتهم التي تقدم خدماتها للاجئين والمهاجرين المسلمين.

وشملت انتخابات البرلمان الأوروبي 27 دولة، وهي مجموع دول الاتحاد الأوروبي، الذي يصل تعداد سكانه إلى 450 مليون نسمة، بمشاركة نحو 360 مليون ناخب لهم حق الانتخاب لإيصال ممثليهم إلى مقاعد البرلمان في بروكسل.

سياسات أكثر تشددا
ويرى د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن نتائج الانتخابات لم تكن مستغربة،  إذ كانت التوقعات تشير لصعود اليمين المتطرف، في ألمانيا وفرنسا ، وإيطاليا صاحبة النسبة الأكبر في التحول، مشيرا إلى أن انعكاسات هذا الصعود ستكون أكثر وضوحا في أوروبا عبر اتباع سياسات أكثر تشددا، وأكثر عنفا، خاصة في حال  عودة ترامب، التي ستؤدي إلى مراجعة الاتحاد الأوروبي لسياساته تجاه الولايات المتحدة، والعلاقات مع الصين ، حيث يرى اليمين الأوروبي،  أن العلاقات مع الأخيرة يجب أن تختلف عن أمريكا والسيناريوهات مختلفة هنا.

وتوقع أستاذ العلوم السياسية أن تكون انعكاسات هذه الانتخابات سلبية على الشرق الأوسط، وستكون هناك توجهات تشبه الموجودة في إسرائيل والقبول بحل الدولتين سيؤخذ بحذر، لافتا أنه سيكون هناك تماهي بين اليمين الأوروبي ونظيره في إٍسرائيل في عدم القبول بحل الدولتين، مما يعرقل مسيرات الحل الأوروبي  بعدما أبدت بريطانيا واستعدادا  للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مؤكدا على أهمية أن تتعامل الدولة المصرية بحذر مع المواقف التي سيتم تبنيها ، ونفس الأمر عربيا حيث سينعكس ذلك على مجمل القضايا العربية، وبينا المشهد الليبي، الذي سيكون هناك تأثير ملحوظ عليه.

نغير الوزن النسبي لبعض الدول
بدورها قالت د. عايدة نصيف، عضو البرلمان الدولي ومجلس الشيوخ، إن انتخابات البرلمان الأوروبي أحدثت نوعا من الصدمة السياسية في عدد من الدول الأوروبية، وسوف يؤدي ذلك لتغير الوزن النسبي لبعض الدول داخل الاتحاد الأوروبي، وخلل في التوازن السياسي لبعض الدول، خاصة أن بلجيكا وفرنسا لديهما انزعاج كبير من هذا الاتجاه، متوقعة أن يؤدي صعود اليمين المتطرف، للتصدي إلى السياسة الخضراء التي كان يتبناها الاتحاد الأوروبي لكي يكون متقدما على كل العالم خاصة فيما يتعلق بالبيئة والمناخ.

وأكدت عضو البرلمان الدولي، أن عدد من الأحزاب اليمنية في الاتحاد الأوروبي ستظهر بقوة  وتصعد على حساب السلطة للدول القومية، مما يحد من تدخل بروكسل في السياسة الأوروبية ويصعب حصول المفوضية الأوروبية للحصول على المزيد من القوانين، متوقعة أيضا، أن يؤثر صعود اليمين المتطرف، على ملف اللجوء السياسي والهجرة، بوضع تشريعات أكثر صرامة، يبعث الخوف في نفوس الكثير من الشعوب خاصة الفقيرة التي ترغب في الهجرة إلى الدول الأوروبية، أو تعيش هناك بالفعل، وسيصبح هناك صعوبة في توسع الاتحاد الأوروبي.

وعن تأثيرات صعود اليمن الأوروبي المتطرف على مصر، رأت د. عايدة نصيف، أن القاهرة هي رمانة الميزان في المنطقة، حيث استطاعت القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن تضع مصر على الخريطة الدولية مما أعطاها وزن نسبي كبير، جعلها تدير علاقاتها بشكل متزن ودبلوماسي مع كافة التيارات.

التأثيرات على الناخب الأمريكي
وكمتخصص في الشأن الأمريكي قال الباحث إيميل أمين، إن هناك مخاوف من أن تؤثر نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي على الناخب الأمريكي، خاصة وأننا على أعتاب انتخابات مقبلة، لا سيما أن هناك مد يميني أمريكي، يمضي في اتجاه الرئيس السابق ترامب، وعلى الأقل نستطيع أن نقول أن أيديولوجيا اليمين الأوروبي ستدعم نظيرتها من الجانب من الآخر من الأطلسي، واصفا هذا التحول بـ"الخطير"، خاصة وأن أوروبا معروفة باتجاهها نحو العلمانية أكثر من الهويات الدينية.

على الجانب الآخر وفي الولايات المتحدة، رأى الباحث في الشأن الأمريكي، أنه حتما ستكون هناك تأثيرات يمكن رصدها قريبا من خلال استطلاعات الرأي، خاصة بعد الحكم على ترامب في 11 يوليو المقبل.

هزيمة ساحقة متوقعة لـ"المحافظين"
وتوقعت ثلاث استطلاعات للرأي، الأربعاء الماضي، هزيمة ساحقة غير مسبوقة لحزب المحافظين الذي يتزعمه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في انتخابات الرابع من يوليو، بينما توقعت فوز حزب العمال المعارض بأغلبية كبيرة وبسهولة.

وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة "يوغوف" أن حزب العمال بقيادة كيرستارمر في طريقه للاستحواذ على 425 مقعدا في مجلس العموم البريطاني المؤلف من 650 مقعدا، ليحصد أكبر عدد في تاريخه، فيما توقع استطلاع لشركة "سافانتا" حصول حزب العمال على 516 مقعدا، بينما توقع استطلاع منظمة "مور إن كومون" حصوله على 406 مقاعد.

مجموعات البرلمان الأوروبي
ويعد البرلمان الأوروبي أحد الكيانات الثلاثة الرئيسية بالاتحاد الأوروبي، إلى جانب المجلس الأوروبي الذي يبقى أعلى هيئة بالتكتل، ويضم رؤساء الدول والحكومات، ومجلس الاتحاد الأوروبي الذي يعرف كذلك بالمجلس الوزاري، والذي يضم ممثلين وزاريين مختصين عن كل بلد.

ولكل دولة من الدول الأعضاء عدد من المقاعد البرلمانية يتناسب مع عدد سكانها، وينقسم الأعضاء داخل الاتحاد إلى فرق ومجموعات برلمانية بناء على توجهات البرلمانيين وانتماءاتهم السياسية والأيديولوجية.

وبعد انتهاء الانتخابات في أوروبا، ستسعى الأحزاب السياسية إلى تعزيز التحالفات القائمة وتشكيل تحالفات جديدة.

وتقوم معظم الأحزاب السياسية في البرلمان الأوروبي بتشكيل تحالفات مع بعضها البعض، مكونة مجموعات أكبر مع أولئك الذين يتشاركون نفس الأيديولوجيا. ومن المتوقع أن تهز انتخابات هذا العام المشهد السياسي للبرلمان مع توقعات بزيادة في دعم الأحزاب اليمينية المتشددة مما سيعزز المجموعات القومية واليمينية المتطرفة.

وفي الوقت نفسه، ستبحث الأحزاب الجديدة في البرلمان الأوروبي عن مجموعات للانضمام إليها، وبعض الأحزاب التي أعيد انتخابها تبحث أيضا عن تحالفات جديدة.

خارطة التحالفات

1. حزب الشعب الأوروبي (EPP)
يمثل أكبر تجمع سياسي، وموقعه أقرب إلى يمين الوسط، ويضم أحزابا كبيرة مثل الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني (CDU) و"منصة المواطنين" البولندية. ويحظى بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان، ومن المتوقع أن يحتفظ بموقعه كأكبر مجموعة في البرلمان القادم.

2. التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين (S&D)
يشار إلى هذه المجموعة عادة باسم الاشتراكيين والديمقراطيين، وهي ثاني أكبر مجموعة. وتضم أحزابا مثل الحزب الاشتراكي الإسباني والحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني.

3. كتلة "تجديد أوروبا"
تجمع هذه المجموعة بين الأحزاب الوسطية والليبرالية، بما في ذلك حزب "النهضة" الذي يقوده، إيمانويل ماكرون، ومن المتوقع أن تخسر مقاعد في الانتخابات.

4. المحافظون والإصلاحيون الأوروبيون (ECR)
تبقى المجموعة التي تحدث عنها محللون وصحفيون وسياسيون أكثر من غيرها خلال الأسابيع الماضية، وفقا لصحيفة "الغارديان"، التي أشارت إلى نقاش حول ما إذا كان يمين الوسط سيفتح الباب لمزيد من التعاون مع بعض أعضائها على الأقل.

وتضم هذه المجموعة، أحزابا مثل "إخوة إيطاليا" بقيادة، جورجيا ميلوني، وحزب "القانون والعدالة" المحافظ البولندي، إضافة إلى تجمعات مثل "فوكس" اليميني المتطرف الإسباني وحزب "استعادة فرنسا"، الذي أسسه، إريك زمور.

5. الهوية والديمقراطية (ID)
ويتشكل ائتلاف "آي دي"، من مجموعة من الأحزاب اليمينية المتطرفة، بما في ذلك "التجمع الوطني الفرنسي" بزعامة، مارين لوبان، وحزب الحرية النمساوي و"فلامس بيلانج" البلجيكي، وفي مايو، تم طرد حزب "البديل الألماني" من المجموعة بعد سلسلة من الفضائح.

6. الخضر
ومن المتوقع أن تخسر مجموعة الخضر، التي تضم أعضاء مثل الخضر الألمان، مقاعد في هذه الانتخابات.

7. اليسار
تضم هذه المجموعة أعضاء مثل "فرنسا الأبية" الذي يقوده، جون جاك ميلانشون، و"شين فين" الأيرلندي.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية