تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
كشفت عدة مقالات في الصحف الأمريكية المأزق الذي وقع فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب تصرفات إسرائيل غير المسئولة والحرب التي تشنها على أهالي غزة، والتي جعلت الرئيس الأمريكي يخسر الكثير من شعبيته بسبب مواقفه الداعمة لإسرائيل.
وخلال السطور التالية نستعرض عددا من الكتابات في الصحافة الأمريكية التي أكدت اعتراف الكثير من السياسيين بخطورة الموقف الأمريكي تجاه الحرب في غزة.
** دبلوماسيون أمريكيون ينتقدون السياسة الإسرائيلية في مذكرة مسربة
أعدت نهال طوسي تقريراً نشرته مجلة بوليتيكو بعنوان "دبلوماسيون أمريكيون ينتقدون السياسة الإسرائيلية في مذكرة مسربة"، ذكرت فيه أن موظفي وزارة الخارجية الأمريكية وجهوا انتقادات لاذعة لطريقة تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع الحرب بين إسرائيل وحماس في مذكرة اعتراضية حصلت عليها مجلة بوليتيكو، قائلين إنه يجب على الولايات المتحدة أن تكون على استعداد لانتقاد الإسرائيليين علناً، من بين أمور أخرى.
وتلمح الرسالة إلى فقدان متزايد للثقة بين الدبلوماسيين الأمريكيين في نهج الرئيس جو بايدن تجاه أزمة الشرق الأوسط، وهو ما يجسد مشاعر العديد من الدبلوماسيين الأمريكيين، وخاصة في الرتب المتوسطة والدنيا، وفقاً لمحادثات مع العديد من موظفي الوزارة بالإضافة إلى تقارير أخرى.
وإذا اشتدت هذه الخلافات الداخلية، فقد يزيد ذلك من صعوبة صياغة السياسة تجاه المنطقة على إدارة بايدن.
وتحتوي المذكرة على طلبين رئيسيين: أن تدعم الولايات المتحدة وقف لإطلاق النار، وأن توازن بين رسائلها السرية والعامة تجاه إسرائيل، بما في ذلك توجيه انتقادات للتكتيكات العسكرية الإسرائيلية وطريقة معاملة الفلسطينيين التي تفضل الولايات المتحدة عموماً إبقاءها سرية.
وتقول المذكرة إن الفجوة بين الرسائل السرية والعامة الأمريكية "تساهم في تصورات عامة إقليمية بأن الولايات المتحدة قوة متحيزة وغير نزيهة، وعلى أحسن تقدير لا تعمل على تعزيز المصالح الأمريكية حول العالم، وعلى أسوأ تقدير تضر بهذه المصالح".
** المعركة الإسرائيلية الفلسطينية وتأثيرها في الكونجرس الأمريكي
ومن جانب أخر، أعدت أبيغيل هوسلنر تقريراً نشرته صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان "في المعركة الإسرائيلية الفلسطينية للتأثير في الكونغرس الأمريكي، الفوز يكون من نصيب طرف واحد فقط"، ويوضح التقرير أنه في الوقت الذي سارعت فيه الولايات المتحدة لمساعدة أقرب حليف لها في الشرق الأوسط في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس عبر الحدود الشهر الماضي، انخرط العديد من المشرعين الأمريكيين في نزاع خطابي حول العنف -حيث يسفر الانتقام الإسرائيلي الشرس عن ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين يوماً بعد يوم. وقد أصبح مبنى الكونغرس نفسه واجهة في معركة الروايات هذه، مع مقاطعة المتظاهرين -الذين دهنوا أيديهم باللون الأحمر رمزاً إلى سفك الدماء- للجلسات للمطالبة بـ"وقف إطلاق النار الآن!".
** حليف نتانياهو
وأعد مارك لاندلر تقريراً نشرته صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "حليف نتانياهو، الذي ينظر إليه الديمقراطيون بعين الريبة، هو قناة اتصال رئيسية للولايات المتحدة"، قال فيه إنه عندما عيّن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رون ديرمر سفيراً لإسرائيل لدى الولايات المتحدة في عام 2013، ناقش مساعدو الرئيس باراك أوباما -الذين نظروا إلى ديرمر باعتباره ناشطا سياسيا يمينيا وليس دبلوماسيا- ما إذا كان ينبغي للبيت الأبيض أن يرفض قبول تعيينه قبل أن يتراجعوا عن الفكرة.
والآن، أصبح ديرمر أحد خمسة أعضاء في حكومة نتانياهو الحربية وقناة اتصال إسرائيل الرئيسية بإدارة جو بايدن.
فعلى عكس ما كان عليه الحال قبل عقد من الزمن، عندما كان ديرمر مصدراً متكرراً للتوتر داخل البيت الأبيض، يحرص المسؤولون الأمريكيون على قول إن علاقاته الوثيقة مع نتانياهو، ومعرفته العميقة بالمشهد السياسي في واشنطن، تجعل منه حلقة وصل قيمة في هذه الأزمة.
ولكن بينما تبحر الولايات المتحدة في فترة ربما تكون الأكثر تحدياً في علاقاتها مع إسرائيل منذ سنوات عديدة –مع الموازنة بين دعمها للحرب على حماس والضغط لوقف القصف في قطاع غزة من أجل الإغاثة الإنسانية- يلوح تاريخ ديرمر المشاكس مع البيت الأبيض في عهد أوباما في الخلفية.
وينقل التقرير عن آرون ديفيد ميلر، وهو زميل أول في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ومفاوض سابق للسلام في الشرق الأوسط، قوله إن "رون ديرمر هو العراب الأمريكي، وكونه عضواً في مجلس الوزراء الحربي أمر بالغ الأهمية لذلك؛ والسؤال هنا هو ما إذا كان سيواجه شكوكاً وانعدام ثقة بين فريق بايدن".
وحتى الآن يبدو أن الجواب هو لا، حيث قال مسؤولون أمريكيون إن ديرمر (52 عاماً)، والذي يحمل لقب وزير الشؤون الاستراتيجية، كان له حضور بنّاء في العديد من الاجتماعات والمكالمات الهاتفية –مع تحول التقلبات في العلاقة الطويلة بينهما إلى مصدر للألفة وليس الضغينة.
** حرب غزة تكلف بايدن سياسيا
أعد هوارد لافرانشي تقريرا نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونتور تحت عنوان "مع ارتفاع عدد الضحايا في غزة، تتزايد التكاليف الدبلوماسية والسياسية على بايدن"، تناول فيه التكاليف السياسية والدبلوماسية المتزايدة التي يواجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن في ظل ارتفاع حصيلة القتلى في غزة. ويلفت التقرير إلى أنه بينما تواصل إسرائيل حملتها العنيفة لتدمير حركة المقاومة الفلسطينية حماس، وبينما تتعمق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، فقد تغيرت الأوضاع السياسية التي تواجهها إدارة الرئيس بايدن في الداخل والخارج بشكل كبير.
فعلى الصعيد الداخلي، يُظهر التحالف الذي ساهم في فوز الرئيس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية عام 2020 - والذي يتألف من الشباب والأمريكيين من أصل أفريقي والأقليات الأخرى بما في ذلك الأمريكيين من أصل عربي - علامات تفكك.
وفي الخارج، وخاصة بين الشركاء العرب للولايات المتحدة، يتزايد الاعتراض على دعم الرئيس بايدن الكامل لإسرائيل، وفي ضوء ذلك، يلفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة تسير على حبل مشدود، بين التزامها تجاه حليفها في هذه الفترة العصيبة، وبين اعتقادها بأن هذا الحليف يجب أن يتصرف بشكل مختلف.
ومع ذلك، يرى المجتمع العربي أن الولايات المتحدة تأخذ في اعتبارها الجانب الأول فقط من هذا الانقسام. ومن ثم يشير التقرير أيضا إلى أن الدعم التاريخي لإسرائيل في الولايات المتحدة قد ضعف، وهذا ليس ما توقعه الرئيس بايدن.
** بايدن في مأزق
كتب جون ديلا فولبي، وهو مدير استطلاعات الرأي في معهد السياسة التابع لكلية كينيدي بجامعة هارفارد، مقالاً نشرته صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "جو بايدن في مأزق"، استهله قائلاً إن الهجوم المفاجئ الذي شهدته إسرائيل والحرب التي تلت ذلك في غزة تدفع الكثير من الشباب الأمريكي إلى الانخراط في الوضع السياسي الراهن بكثافة قد تؤثر في سباق الرئاسة الأمريكية لعام 2024.
إذ يقدم الرئيس جو بايدن دعماً كاملاً لإسرائيل، رغم كلمات التحذير التي وجهها مؤخراً للمسؤولين الإسرائيليين، ولكن أقل من ربع الناخبين الشباب -الذين كان لهم دور حاسم في انتصارات الديمقراطيين في انتخابات 2020 وتفوقهم في انتخابات عام 2022 النصفية- يوافقون على الطريقة التي يتعامل بها الرئيس مع الحرب بين إسرائيل وحماس، وفقاً لعدد من استطلاعات الرأي الحديثة.
** بايدن يفقد الناخبين الأصغر سنًا
وفي استطلاع للرأي أجرته مجلة ذي إيكونوميست بالتعاون مع شركة يوغوف لأمريكيين بالغين، قال أكثر من ثلث المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً إن رد فعل الحكومة الإسرائيلية على الهجمات التي وقعت في السابع من أكتوبر وأودت بحياة 1400 شخص "قاسٍ للغاية".
وفي كل يوم يمر وتقصف فيه إسرائيل سكان غزة ولا يُنظر فيه إلى الولايات المتحدة على أنها صانعة سلام، يتلقى موقف بايدن السياسي ضربة قوية بين الناخبين الأصغر سناً الذين يرون الحرب إلى حد كبير من منظور حقوق الإنسان المتعلق بالحياة أو الموت.
ويوضح الكاتب أن معظم الشباب في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم يتفقون على أن حماس ارتكبت جرائم حرب في إسرائيل، ولا يعتقد معظمهم أنه يجب دعم هذا الموقف أو ذاك بل يريدون من الولايات المتحدة مساعدة الشعب الإسرائيلي والشعب الفلسطيني على حد سواء
** بايدن يخسر أمام ترامب
كتب سيث ماسكيت، وهو أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز السياسة الأمريكية بجامعة دنفر، مقالا نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز تحت عنوان "بايدن يخسر أمام ترامب في استطلاع جديد"، تناول فيه نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا مؤخرا للمنافسة الرئاسية في 6 ولايات حاسمة لإنتخابات عام 2024، والتي أظهرت تفوق دونالد ترامب على جو بايدن في 5 من تلك الولايات.
ويشرح المقال الأسباب المحتملة وراء هذه النتائج، ويشير الكاتب إلى أن الاستطلاعات هي لقطة للوضع الحالي، وليست توقعا للوضع في يوم الانتخابات، الذي يبعد عنا عاما كاملا. وبالرغم من أن بايدن يحظى بتأييد اقتصادي جيد، وظروف اقتصادية ملائمة، لكنه يتخلف في الاستطلاعات بسبب شعبيته المنخفضة، ورضا الشعب الأمريكي المُنخفض عن أوضاع البلاد الحالية. ويشير الكاتب إلى أن الناخبين يمتلكون ذاكرة قصيرة المدى، ويعتمدون على الأحداث الأخيرة في السوق الاقتصادية والوضع الاجتماعي في تقييمهم للرئيس الحالي.
وبالتالي، فإن أحداث مثل فترة رئاسة ترامب السابقة، والطريقة العنيفة التي انتهت بها تلك الفترة، تفقد أهميتها بالنسبة للناخبين الذين يركزون أكثر على الأحداث الأخيرة. وعلى الرغم من التقدم الاقتصادي الذي حققه بايدن، يشعر الناس بعدم الأمان والقلق بسبب التغيرات التي طرأت على المجتمع الأمريكية، وقلة الثقة بالمؤسسات الحاكمة.
وبما أن بايدن هو الرئيس الحالي، فإنه يتحمل نتائج هذه المشاعر السلبية، ومن ثم يشير الكاتب إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة قد تكون تقديرات مبالغ فيها لتأييد ترامب وتقليل تأييد بايدن.
ويلفت الكاتب إلى أن نتائج الانتخابات الرئاسية في العقود الأخيرة كانت متقاربة جدا، حيث حصل ترامب على نسبة 46٪ من الأصوات في 2016 و47٪ في 2020، ومن المرجح أن تكون الانتخابات في عام 2024 مشابهة وقريبة جدا من تلك النتائج. ومن ثم يركز الكاتب على أهمية فهم الديناميات السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة، واعتبارات الناخبين في تقييمهم للمرشحين.
وفي النهاية، يشدد على أن الاستطلاعات ليست نهائية وقاطعة، وأن العديد من العوامل قد تؤثر في النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية في عام 2024.
وخلال السطور التالية نستعرض عددا من الكتابات في الصحافة الأمريكية التي أكدت اعتراف الكثير من السياسيين بخطورة الموقف الأمريكي تجاه الحرب في غزة.
** دبلوماسيون أمريكيون ينتقدون السياسة الإسرائيلية في مذكرة مسربة
أعدت نهال طوسي تقريراً نشرته مجلة بوليتيكو بعنوان "دبلوماسيون أمريكيون ينتقدون السياسة الإسرائيلية في مذكرة مسربة"، ذكرت فيه أن موظفي وزارة الخارجية الأمريكية وجهوا انتقادات لاذعة لطريقة تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع الحرب بين إسرائيل وحماس في مذكرة اعتراضية حصلت عليها مجلة بوليتيكو، قائلين إنه يجب على الولايات المتحدة أن تكون على استعداد لانتقاد الإسرائيليين علناً، من بين أمور أخرى.
وتلمح الرسالة إلى فقدان متزايد للثقة بين الدبلوماسيين الأمريكيين في نهج الرئيس جو بايدن تجاه أزمة الشرق الأوسط، وهو ما يجسد مشاعر العديد من الدبلوماسيين الأمريكيين، وخاصة في الرتب المتوسطة والدنيا، وفقاً لمحادثات مع العديد من موظفي الوزارة بالإضافة إلى تقارير أخرى.
وإذا اشتدت هذه الخلافات الداخلية، فقد يزيد ذلك من صعوبة صياغة السياسة تجاه المنطقة على إدارة بايدن.
وتحتوي المذكرة على طلبين رئيسيين: أن تدعم الولايات المتحدة وقف لإطلاق النار، وأن توازن بين رسائلها السرية والعامة تجاه إسرائيل، بما في ذلك توجيه انتقادات للتكتيكات العسكرية الإسرائيلية وطريقة معاملة الفلسطينيين التي تفضل الولايات المتحدة عموماً إبقاءها سرية.
وتقول المذكرة إن الفجوة بين الرسائل السرية والعامة الأمريكية "تساهم في تصورات عامة إقليمية بأن الولايات المتحدة قوة متحيزة وغير نزيهة، وعلى أحسن تقدير لا تعمل على تعزيز المصالح الأمريكية حول العالم، وعلى أسوأ تقدير تضر بهذه المصالح".
** المعركة الإسرائيلية الفلسطينية وتأثيرها في الكونجرس الأمريكي
ومن جانب أخر، أعدت أبيغيل هوسلنر تقريراً نشرته صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان "في المعركة الإسرائيلية الفلسطينية للتأثير في الكونغرس الأمريكي، الفوز يكون من نصيب طرف واحد فقط"، ويوضح التقرير أنه في الوقت الذي سارعت فيه الولايات المتحدة لمساعدة أقرب حليف لها في الشرق الأوسط في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس عبر الحدود الشهر الماضي، انخرط العديد من المشرعين الأمريكيين في نزاع خطابي حول العنف -حيث يسفر الانتقام الإسرائيلي الشرس عن ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين يوماً بعد يوم. وقد أصبح مبنى الكونغرس نفسه واجهة في معركة الروايات هذه، مع مقاطعة المتظاهرين -الذين دهنوا أيديهم باللون الأحمر رمزاً إلى سفك الدماء- للجلسات للمطالبة بـ"وقف إطلاق النار الآن!".
** حليف نتانياهو
وأعد مارك لاندلر تقريراً نشرته صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "حليف نتانياهو، الذي ينظر إليه الديمقراطيون بعين الريبة، هو قناة اتصال رئيسية للولايات المتحدة"، قال فيه إنه عندما عيّن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رون ديرمر سفيراً لإسرائيل لدى الولايات المتحدة في عام 2013، ناقش مساعدو الرئيس باراك أوباما -الذين نظروا إلى ديرمر باعتباره ناشطا سياسيا يمينيا وليس دبلوماسيا- ما إذا كان ينبغي للبيت الأبيض أن يرفض قبول تعيينه قبل أن يتراجعوا عن الفكرة.
والآن، أصبح ديرمر أحد خمسة أعضاء في حكومة نتانياهو الحربية وقناة اتصال إسرائيل الرئيسية بإدارة جو بايدن.
فعلى عكس ما كان عليه الحال قبل عقد من الزمن، عندما كان ديرمر مصدراً متكرراً للتوتر داخل البيت الأبيض، يحرص المسؤولون الأمريكيون على قول إن علاقاته الوثيقة مع نتانياهو، ومعرفته العميقة بالمشهد السياسي في واشنطن، تجعل منه حلقة وصل قيمة في هذه الأزمة.
ولكن بينما تبحر الولايات المتحدة في فترة ربما تكون الأكثر تحدياً في علاقاتها مع إسرائيل منذ سنوات عديدة –مع الموازنة بين دعمها للحرب على حماس والضغط لوقف القصف في قطاع غزة من أجل الإغاثة الإنسانية- يلوح تاريخ ديرمر المشاكس مع البيت الأبيض في عهد أوباما في الخلفية.
وينقل التقرير عن آرون ديفيد ميلر، وهو زميل أول في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ومفاوض سابق للسلام في الشرق الأوسط، قوله إن "رون ديرمر هو العراب الأمريكي، وكونه عضواً في مجلس الوزراء الحربي أمر بالغ الأهمية لذلك؛ والسؤال هنا هو ما إذا كان سيواجه شكوكاً وانعدام ثقة بين فريق بايدن".
وحتى الآن يبدو أن الجواب هو لا، حيث قال مسؤولون أمريكيون إن ديرمر (52 عاماً)، والذي يحمل لقب وزير الشؤون الاستراتيجية، كان له حضور بنّاء في العديد من الاجتماعات والمكالمات الهاتفية –مع تحول التقلبات في العلاقة الطويلة بينهما إلى مصدر للألفة وليس الضغينة.
** حرب غزة تكلف بايدن سياسيا
أعد هوارد لافرانشي تقريرا نشرته صحيفة كريستيان ساينس مونتور تحت عنوان "مع ارتفاع عدد الضحايا في غزة، تتزايد التكاليف الدبلوماسية والسياسية على بايدن"، تناول فيه التكاليف السياسية والدبلوماسية المتزايدة التي يواجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن في ظل ارتفاع حصيلة القتلى في غزة. ويلفت التقرير إلى أنه بينما تواصل إسرائيل حملتها العنيفة لتدمير حركة المقاومة الفلسطينية حماس، وبينما تتعمق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، فقد تغيرت الأوضاع السياسية التي تواجهها إدارة الرئيس بايدن في الداخل والخارج بشكل كبير.
فعلى الصعيد الداخلي، يُظهر التحالف الذي ساهم في فوز الرئيس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية عام 2020 - والذي يتألف من الشباب والأمريكيين من أصل أفريقي والأقليات الأخرى بما في ذلك الأمريكيين من أصل عربي - علامات تفكك.
وفي الخارج، وخاصة بين الشركاء العرب للولايات المتحدة، يتزايد الاعتراض على دعم الرئيس بايدن الكامل لإسرائيل، وفي ضوء ذلك، يلفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة تسير على حبل مشدود، بين التزامها تجاه حليفها في هذه الفترة العصيبة، وبين اعتقادها بأن هذا الحليف يجب أن يتصرف بشكل مختلف.
ومع ذلك، يرى المجتمع العربي أن الولايات المتحدة تأخذ في اعتبارها الجانب الأول فقط من هذا الانقسام. ومن ثم يشير التقرير أيضا إلى أن الدعم التاريخي لإسرائيل في الولايات المتحدة قد ضعف، وهذا ليس ما توقعه الرئيس بايدن.
** بايدن في مأزق
كتب جون ديلا فولبي، وهو مدير استطلاعات الرأي في معهد السياسة التابع لكلية كينيدي بجامعة هارفارد، مقالاً نشرته صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "جو بايدن في مأزق"، استهله قائلاً إن الهجوم المفاجئ الذي شهدته إسرائيل والحرب التي تلت ذلك في غزة تدفع الكثير من الشباب الأمريكي إلى الانخراط في الوضع السياسي الراهن بكثافة قد تؤثر في سباق الرئاسة الأمريكية لعام 2024.
إذ يقدم الرئيس جو بايدن دعماً كاملاً لإسرائيل، رغم كلمات التحذير التي وجهها مؤخراً للمسؤولين الإسرائيليين، ولكن أقل من ربع الناخبين الشباب -الذين كان لهم دور حاسم في انتصارات الديمقراطيين في انتخابات 2020 وتفوقهم في انتخابات عام 2022 النصفية- يوافقون على الطريقة التي يتعامل بها الرئيس مع الحرب بين إسرائيل وحماس، وفقاً لعدد من استطلاعات الرأي الحديثة.
** بايدن يفقد الناخبين الأصغر سنًا
وفي استطلاع للرأي أجرته مجلة ذي إيكونوميست بالتعاون مع شركة يوغوف لأمريكيين بالغين، قال أكثر من ثلث المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً إن رد فعل الحكومة الإسرائيلية على الهجمات التي وقعت في السابع من أكتوبر وأودت بحياة 1400 شخص "قاسٍ للغاية".
وفي كل يوم يمر وتقصف فيه إسرائيل سكان غزة ولا يُنظر فيه إلى الولايات المتحدة على أنها صانعة سلام، يتلقى موقف بايدن السياسي ضربة قوية بين الناخبين الأصغر سناً الذين يرون الحرب إلى حد كبير من منظور حقوق الإنسان المتعلق بالحياة أو الموت.
ويوضح الكاتب أن معظم الشباب في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم يتفقون على أن حماس ارتكبت جرائم حرب في إسرائيل، ولا يعتقد معظمهم أنه يجب دعم هذا الموقف أو ذاك بل يريدون من الولايات المتحدة مساعدة الشعب الإسرائيلي والشعب الفلسطيني على حد سواء
** بايدن يخسر أمام ترامب
كتب سيث ماسكيت، وهو أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز السياسة الأمريكية بجامعة دنفر، مقالا نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز تحت عنوان "بايدن يخسر أمام ترامب في استطلاع جديد"، تناول فيه نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا مؤخرا للمنافسة الرئاسية في 6 ولايات حاسمة لإنتخابات عام 2024، والتي أظهرت تفوق دونالد ترامب على جو بايدن في 5 من تلك الولايات.
ويشرح المقال الأسباب المحتملة وراء هذه النتائج، ويشير الكاتب إلى أن الاستطلاعات هي لقطة للوضع الحالي، وليست توقعا للوضع في يوم الانتخابات، الذي يبعد عنا عاما كاملا. وبالرغم من أن بايدن يحظى بتأييد اقتصادي جيد، وظروف اقتصادية ملائمة، لكنه يتخلف في الاستطلاعات بسبب شعبيته المنخفضة، ورضا الشعب الأمريكي المُنخفض عن أوضاع البلاد الحالية. ويشير الكاتب إلى أن الناخبين يمتلكون ذاكرة قصيرة المدى، ويعتمدون على الأحداث الأخيرة في السوق الاقتصادية والوضع الاجتماعي في تقييمهم للرئيس الحالي.
وبالتالي، فإن أحداث مثل فترة رئاسة ترامب السابقة، والطريقة العنيفة التي انتهت بها تلك الفترة، تفقد أهميتها بالنسبة للناخبين الذين يركزون أكثر على الأحداث الأخيرة. وعلى الرغم من التقدم الاقتصادي الذي حققه بايدن، يشعر الناس بعدم الأمان والقلق بسبب التغيرات التي طرأت على المجتمع الأمريكية، وقلة الثقة بالمؤسسات الحاكمة.
وبما أن بايدن هو الرئيس الحالي، فإنه يتحمل نتائج هذه المشاعر السلبية، ومن ثم يشير الكاتب إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة قد تكون تقديرات مبالغ فيها لتأييد ترامب وتقليل تأييد بايدن.
ويلفت الكاتب إلى أن نتائج الانتخابات الرئاسية في العقود الأخيرة كانت متقاربة جدا، حيث حصل ترامب على نسبة 46٪ من الأصوات في 2016 و47٪ في 2020، ومن المرجح أن تكون الانتخابات في عام 2024 مشابهة وقريبة جدا من تلك النتائج. ومن ثم يركز الكاتب على أهمية فهم الديناميات السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة، واعتبارات الناخبين في تقييمهم للمرشحين.
وفي النهاية، يشدد على أن الاستطلاعات ليست نهائية وقاطعة، وأن العديد من العوامل قد تؤثر في النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية في عام 2024.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية