تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : شرب القهوة وسلامة الغذاء للوقاية.. تضخم الكبد عرض يكشف خبايا أمراض خطيرة
source icon

سبوت

.

شرب القهوة وسلامة الغذاء للوقاية.. تضخم الكبد عرض يكشف خبايا أمراض خطيرة

كتب:إيمان طعيمة 

الكبد هو المصنع الكيميائي الأكبر في جسم الإنسان، حيث يقوم بتنقية الدم من السموم، وتخزين الطاقة، والمساعدة في الهضم، لكن عندما يزداد حجمه عن الطبيعي، يظهر ما يُعرف بـ تضخم الكبد، وهو ليس مرضًا بحد ذاته، بل جرس إنذار لمشكلات أخرى قد تكون بسيطة أو بالغة الخطورة، ولذلك فإن اكتشافه مبكرًا يساعد على التشخيص الصحيح وتحديد العلاج المناسب.

تضخم الكبد له أسباب متعددة، بعضها يرتبط بالكبد نفسه مثل التهابات الكبد الفيروسية، الكبد الدهني، والأورام، بينما قد تكون الأسباب متعلقة بالدورة الدموية مثل فشل القلب الأيمن أو انسداد أوردة الكبد، وهناك أيضًا أسباب أخرى تتمثل في بعض الأمراض الطفيلية، أو أمراض الدم، مما يجعل التضخم عرضًا متنوع الأسباب يحتاج إلى متابعة دقيقة.

أعراض مختلفة
ويشير الدكتور أحمد ماهر، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد وأستاذ باحث مساعد بالمركز القومي للبحوث، أنه عادة ما يلاحظ المريض ألمًا أو ثقلاً في الجزء العلوي الأيمن من البطن، أو إحساسًا بالامتلاء المستمر، وقد يصاحب ذلك فقدان شهية، غثيان، أو حتى اصفرار الجلد والعينين في بعض الحالات المتقدمة. 
وتختلف الأعراض باختلاف المسبب، فالمريض الذي يعاني من خراج كبدي قد يشكو من حمى وقشعريرة، بينما المصاب بالكبد الدهني قد لا تظهر عليه أي أعراض لسنوات طويلة.

طرق الاكتشاف
ويوضح أنه يتم اكتشاف حالة تضخم الكبد من خلال الفحص السريري والذي يعد الخطوة الأولى، حيث يستطيع الطبيب "جس" الكبد أسفل القفص الصدري والتأكد من تضخمه، لكن التشخيص لا يكتمل إلا بالاستعانة بالوسائل الحديثة مثل تحاليل وظائف الكبد، والأشعة التليفزيونية (السونار)، وأحيانًا يتم اللجوء إلى الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي، وفي بعض الحالات المعقدة، يصبح من الضروري أخذ عينة من الكبد لتحديد السبب بدقة، وهو ما يساعد على وضع خطة علاجية مناسبة.

علاج المسبب
وينوه إلى أن العلاج يعتمد بشكل أساسي على السبب المؤدي للتضخم، ففي حالة الالتهاب الكبدي الفيروسي يتم استخدام مضادات الفيروسات، أما الكبد الدهني فيحتاج المريض إلى إنقاص الوزن، وضبط مستويات السكر والدهون في الدم، وفي حالة الأورام قد تتطلب جراحة أو علاجًا كيماويًا أو إشعاعيًا، بينما أمراض القلب تستدعي أدوية مدرة للبول وتحسين كفاءة القلب، ومع كل هذه العلاجات، يبقى النظام الغذائي السليم وتجنب المشروبات الكحولية والأدوية الضارة بالكبد من الركائز الأساسية في العلاج والوقاية.

الكبد والطحال.. ثنائي المرض
وفي كثير من الأحيان لا يتضخم الكبد وحده، بل يصاحبه تضخم في الطحال، وهو ما يُعرف بـ تضخم الكبد والطحال، ويظهر هذا العرض عادة في أمراض الدم مثل اللوكيميا واللمفوما، وكذلك في الأمراض المزمنة مثل البلهارسيا والملاريا، هذا الترابط يجعل التشخيص أكثر تعقيدًا ويحتاج إلى متابعة دقيقة وفحوصات شاملة.

ويشدد د. ماهر على أن تضخم الكبد ليس مجرد عرض عابر يمكن تجاهله، بل هو رسالة من الجسم تستحق الإنصات، فقد يكون مجرد تراكم دهون بسيطة على الكبد، وقد يكشف في الوقت نفسه عن ورم أو مرض خطير في الدم، لذلك فإن الكشف المبكر والمتابعة الطبية المنتظمة هما خط الدفاع الأول للحفاظ على هذا العضو الحيوي.

الوقاية خير من العلاج
ومن جانبها توضح الدكتورة رضوى أحمد شاهين، مدرس مساعد التغذية وعلوم الأطعمة بكلية التربية النوعية جامعة عين شمس، أن التغذية السليمة لها دور أساسي في حماية الكبد من التضخم والوقاية من مضاعفاته، مؤكدة أن اتباع نظام البحر الأبيض المتوسط يعد من أهم الأنظمة الغذائية المفيدة لصحة الكبد، حيث يعتمد على تناول الخضار والفواكه والبقوليات مثل الفول والعدس، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة وزيت الزيتون والأسماك.
 
هذا النظام الغذائي يساعد على تقليل الدهون المتراكمة على الكبد ويحافظ على وظائفه بشكل طبيعي، كما أن إنقاص الوزن حتى بنسبة بسيطة تتراوح بين 5–10% من وزن الجسم يسهم بشكل كبير في تحسين حالة الكبد ومنع تضخمه.

وتضيف أن هناك أطعمة ومشروبات لها دور وقائي فعال، منها تجنب السكريات والمشروبات الغازية والعصائر الجاهزة لاحتوائها على كميات كبيرة من الفركتوز الذي يرفع خطر تراكم الدهون على الكبد، بينما القهوة عند تناولها باعتدال بمقدار فنجانين يوميًا، أظهرت الدراسات أنها تقلل من تليف الكبد وتحافظ على خلاياه، كذلك فإن تناول الألياف الموجودة في الخضار والفواكه والشوفان ينظم مستويات السكر والدهون في الدم ويخفف من العبء على الكبد. 

ولا يجب إغفال دور الأسماك مثل السلمون والسردين الغنية بأحماض أوميجا-3 التي تقي الكبد من الأمراض، بالإضافة إلى البروتين النباتي مثل العدس والحمص والفول الذي يمثل بديلاً صحيًا عن اللحوم الحمراء التي قد تُرهق الكبد.

كما شددت على أهمية سلامة الغذاء، فالمكسرات والحبوب مثل الفول السوداني والذرة يجب التأكد من خلوها من العفن، إذ إن العفن قد يفرز مادة سامة تُعرف باسم "الأفلاتوكسين" وهي من المواد شديدة الضرر على الكبد.

أما فيما يتعلق بالمياه، فشرب كميات كافية تتراوح بين 2 - 3 لترات يوميًا، بحسب وزن الجسم، يعد من العوامل الأساسية لدعم وظائف الكبد، فالماء يساعد على ترطيب الجسم وتنقية الدم من السموم، ويحسن من عملية الهضم ويقلل الإمساك، وهو ما يخفف الضغط على الكبد.

كما أن الترطيب الجيد يمنع تراكم الدهون ويُحسن معدل الحرق، بالإضافة إلى أنه يساعد على امتصاص الأدوية وتوزيعها في الجسم، وبالتالي يقلل العبء الواقع على الكبد.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية