تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : شبكة الأنفاق الفلسطينية.. شبح يتحدى الآلة العسكرية الإسرائيلية
source icon

سبوت

.

شبكة الأنفاق الفلسطينية.. شبح يتحدى الآلة العسكرية الإسرائيلية

كتب:محمد الدرس


شبكة عنكبوتية أحرجت أعتى الأجهزة المخابراتية، لتدخل معها لأعوام في حرب جديدة من نوعها بالمنطقة، أطلقوا عليها "حرب الأنفاق".. لتكون هي الهاجس الجديد، فالمنتصر فيها هو صاحب أرض المعركة، فهو الأكثر دراية بدهاليزها، وكمائنها.. حاول المحتل الإسرائيلي استخدام كافة الطرق لكشفها، وردمها، لكن خريطتها، وعمقها مازالت سر دفين، يضاف لأسرار الأرض الصامدة، حيث يؤكد الجيش الإسرائيلي دائماً أنها مدينة أخرى تحت أرض فلسطين، وتحديداً تحت غزة، خان يونس، ومعسكر الشاطئ، فما الغرض منها؟ وكيف تم إنشائها؟ وطرق تأمينها، كلها أسئلة لا تجد إجابة رغم الاستعانة بأحدث تكنولوجيات التجسس والأقمار الصناعية، والعسكرية..

شبكة من الأنفاق أسستها "حماس"، تحت الأراضي المحتلة للاستخدامات اللوجستية، فتعتمد عليها في تحركاتها، تنسيق عملياتها، نقل المؤن والأسلحة، كما يعتقد أنها تحتوي على أماكن خاصة بتخزين الأسلحة، والصواريخ، وأماكن أخرى لإخفاء الأسرى، ومستشفى ميداني لعلاج الجنود الجرحى، ويتم تأمين هذه الأنفاق من خلال متاهات، وكمائن، وأنظمة مراقبة، وأجهزة الاستشعار.

وفي تقرير لـ "سكاي نيوز" ذكرت فيه، أن الأنفاق الأولى في فلسطين تم حفرها بمجرد أن بدأ الإسرائيليون في بناء جدار الفصل العنصري. 

وتزايدت أعدادها بوتيرة هائلة مع وصول حركة "حماس" للسلطة في 2007، حيث فُرض حصاراً إسرائيلياً كاملاً على القطاع، وبدأت بقصف الفلسطينيين.

ورداً على ذلك، قام الفلسطينيون ببناء مئات الأنفاق لتهريب المواد الغذائية، البضائع، البشر، والأسلحة، وذكرت الموساد وقتها، أن "حماس" أنفقت أكثر من 300 مليون دولار على إنشاء تلك الأنفاق تحت الأرض، واعتبرتها مدينة حقيقية أطلقوا عليها اسم "غزة السفلى".

آلية الحفر
ذكر التقرير أنه يتم حفر جزء صغير من الأنفاق بواسطة آلات جرف التربة، لكن معظمها يتم حفره بأدوات يدوية بسيطة لإخفاء هذه الأماكن عن الأقمار الصناعية، وأجهزة تسجيل الزلازل التابعة للولايات المتحدة وإسرائيل، حتى لا تصبح عرضة للهجمات، البعض منها مبني من الخرسانة مسبقة الصنع، والحديد، ويتم حفر أجزاء منها على عمق حوالي 50 متراً ليصعب تدميرها بأسلحة غير نووية، كما تتحمل أن تسير عليها الدراجات النارية، ومركبات الدفع الرباعي، والشاحنات، لذلك من الصعب جداً اكتشافها، وتعتقد إسرائيل أن الأنفاق بها إمدادات لمدة 3 أشهر من الحرب الشاملة في حصار كامل.

وفي عام 2021 أعلنت "حماس" أن الطول الإجمالي للإنفاق تحت غزة باتجاه مصر وإسرائيل، يبلغ 500 كيلومتر، ولا أحد يعرف كم يبلغ طوله اليوم، بعد مرور عامين.

ومن المؤشرات على حجم الشبكة تحت الأرض، هي اكتشاف الإسرائيليين عام 2012 نفقاً يسير من قطاع غزة إلى إسرائيل، بطول 2 كيلومتر، وعمق 20 متراً، استخدم لحفرة 800 طن من مواد البناء.

الأنفاق تعيق الهجوم البري
وسلط تقرير مطول لوكالة "أسوشيتد برس"، الضوء على شبكة الأنفاق، ووصفتها بأنها تمثل "التهديد الأكبر" على الخطط الحالية للقوات الإسرائيلية، التي تستعد لشن هجوم بري واسع على القطاع المحاصر.

فالمتاهة الواسعة من تلك الأنفاق والتي تمتد عبر أحياء مكتظة بالقطاع، تهدف لإخفاء مسلحيها، وترسانتها الصاروخية، وأكثر من 200 رهينة تم احتجازهم
عقب هجوم السابع من أكتوبر.

ويشير التقرير إلى أن القتال تحت الأرض من شأنه أن يجرد إسرائيل من المزايا التكنولوجية التي يتمتع بها جيشها، بينما يعطي ميزة لحماس فوق الأرض وتحتها.

تعد "حرب الأنفاق" كما وصفها التقرير من أكثر الحروب صعوبة على مستوى التاريخ، حيث يمكن للطرف الذي أنشأ الأنفاق أن يختار المكان الذي ستبدأ فيه المعركة، وغالبا ما يحدد كيف ستنتهي، نظرا لخياراته الواسعة في نصب الكمائن.

محاولات اكتشاف الأنفاق
ومنذ عام 2004، تحاول قوة "سامور"- وهي قوة تابعة للجيش الإسرائيلي- على تحديد مواقع الأنفاق وتدميرها، أحياناً باستخدام الروبوتات التي يتم التحكم فيها عن بعد، كما استعانت إسرائيل بالقصف الجوي واستخدمت متفجرات على الأرض لتدمير الأنفاق في الماضي، ومازالت تحاول.

شهادات إسرائيلية حول استخدام الشبكة العنكبوتية
خلال حرب عام 2014، قتل مسلحو حماس ما لا يقل عن 11 جندياً إسرائيلياً بعد التسلل إلى إسرائيل عبر الأنفاق.
وفي حادثة أخرى، تم اختطاف ضابط إسرائيلي باستخدام نفق داخل غزة ومن ثم قتله حيث لا تزال حماس تحتفظ برفاته لغاية اليوم.
يصف أرييل بيرنشتاين، وهو جندي إسرائيلي سابق، القتال في المناطق الحضرية في شمال غزة بأنه مزيج من "الكمائن والفخاخ والمخابئ والقناصة".

وأشار إلى أن الأنفاق كان لها تأثير ومربك، لأن مسلحي حماس كانوا يظهرون فجأة من العدم، مضيفا: " أنت لا تراهم.. كان الأمر كما لو كنت تقاتل أشباحا".
ومن جهة أخرى أكد رائد من استخبارات القيادة الجنوبية الإسرائيلية للقناة 12 العبرية، صعوبة تدمير الأنفاق.
ويقول التقرير إن إفراج حماس عن رهينتين إسرائيليتين أكد الشكوك المتعلقة بإخفاء الحركة للرهائن داخل شبكة الأنفاق.
حيث قالت يوشيفيد ليفشيتز (85 عاما) الرهينة الإسرائيلية التي أُُفرج عنها   "بدت مثل شبكة العنكبوت، أنفاق كثيرة جداً، سرنا كيلومترات تحت الأرض".

حرب مع الرهائن
ووفقاً لمركز "صوفان"- وهو مركز أبحاث أمني مستقل في نيويورك - فإن "استخدام الرهائن كدروع بشرية سيضيف طبقة إضافية من التعقيد إلى القتال".
يشير التقرير إلى أن الجنود الإسرائيليين سيواجهون أجواء خانقة ومرعبة أثناء القتال في الأنفاق.
يعتقد التقرير أن المعارك يمكن أن تجبر الجيش الإسرائيلي على الدخول في قتال بالأسلحة النارية قد يتسبب بقتل رهائن عن طريق الخطأ.
وفي تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي "يوآف غالانت" توقع هجوماً برياً صعباً، محذراً من أن تفكيك شبكة الأنفاق الواسعة التابعة لحركة حماس "سيستغرق وقتا طويلا".
لذلك وجب على الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات جوية "مهمة جدا" على أهداف تحت الأرض في غزة، فعادة ما تعتمد الجيوش الحديثة على الضربات الجوية لتدمير الأنفاق، لكنها مع ذلك لا يمكن أن تلحق سوى أضرار محدودة.
وبحسب التقديرات، تضم شبكة الأنفاق 1300 نفقاً، يبلغ طولها نحو 500 كيلومتر، ويصل عمق بعضها إلى 70 متراً تحت سطح الأرض، بينما تشير التقارير إلى أن معظم هذه الأنفاق يبلغ ارتفاعها مترين فقط، وعرضها مترين.
ويقدر الخبراء أنه من المحتمل أن يكون الرهائن الذين اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر موجودون داخل هذه الأنفاق.

تميز فلسطيني
ويعتقد الباحثون الذين سبق لهم أن درسوا شبكة أنفاق حماس، أن بعض قيادات التنظيم يتمركزون داخل هذه الأنفاق.
وأفاد مايك مارتن، الخبير في شئون الحرب في "كينغز كوليج" بلندن "باختصار، هذه الأنفاق تحدث توازنا، لأنها تحيد مزايا إسرائيل التسليحية، والتكتيكية، والتكنولوجية والتنظيمية، كما أنها تحيد خطر انعدام القدرة على التمييز بين الأهداف العسكرية، والمدنية التي تتطلب الفحص وفق القانون الدولي، وبالتالي فإن الجيش الإسرائيلي يواجه مشاكل عندما يتعلق الأمر بالعمليات العسكرية داخل المناطق المدنية، والتي يمكن تعريفها بأنها حرب ثلاثية الأبعاد".
وأوضح ما يقصده بالقتال ثلاثي الأبعاد، قائلا "ستكون هناك عناصر ستطلق النار فوق الأبراج السكنية، وستكون هناك عناصر ستطلق النار تحت الأرض، وإذا تم تدمير مبنى، فإنه سيصبح كومة من الركام، بمعنى أنها ستصبح مكانا يسهل على أي مسلح الدفاع عنه وإطلاق النار منه.
وتظل الأنفاق تحت غزة سر أسرار المقاومة، ودرع لعناصرها، يؤمن لهم عنصر المفاجأة، أم الآلية العسكرية الإسرائيلية.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية