كشف باحثون متخصصون عن وجود تناقضات في البيانات الواردة على موقع "شات جي.بي.تي" للدردشة الآلية وفقا للغة المستخدمة، وقالوا إن عدد ضحايا الصراع في الشرق الأوسط يزيد في المتوسط ​​بمقدار الثلث باللغة العربية عما هو عليه باللغة العبرية. وأن الهجمات الجوية في غزة كانت أقل فتكا، بينما يزيد عدد قتلى الأطفال مقارنة بالسكان الناطقين باللغة العربية.

وقام باحثون من جامعتي زيوريخ السويسرية وكونستانس بالألمانية طرح الأسئلة ذاتها على "شات جي.بي.تي" حول النزاعات المسلحة، مثل تلك الموجودة في الشرق الأوسط، بشكل متكرر وتلقائي، وبلغات مختلفة.. حيث قاما بالسؤال عن عدد الضحايا الذين تم تسجيلهم في 50 غارة جوية تم اختيارها عشوائيا، مثل الهجوم الجوي الإسرائيلي عام 2014 على مخيم النصيرات للاجئين باللغتين العربية والعبرية.
وأوضج "شات جي.بي.تي" أن عددا أكبر من الضحايا عند إجراء عمليات البحث بلغة المجموعة التي تمت مهاجمتها و يميل/شات جي.بي.تي/ أيضا إلى الإبلاغ عن مقتل المزيد من الأطفال والنساء بلغة المجموعة المهاجمة ووصف الهجمات الجوية بأنها عشوائية وتعسفية إلى حد ما.
وأوضح كريستوف شتاينرت الباحث في معهد العلوم السياسية بجامعة زيورخ، في بيان صحفي "تظهر نتائجنا في الوقت ذاته أن الهجمات الجوية من المرجح أن يتم تحديها بلغة المعتدي بواسطة تشات جي.بي.تي".
وسلط البحث الضوء على أن الأشخاص ذوي المهارات اللغوية المختلفة يتلقون معلومات مختلفة من خلال هذه التقنيات، والتي لها تأثير مركزي على تصورهم للعالم.
ووفقا للباحثين، قد يدفع هذا الأشخاص الذين يعيشون في إسرائيل إلى التقدير، بناء على المعلومات التي يتلقونها من الموقع ، أن الهجمات الجوية في غزة كانت أقل فتكا، مقارنة بالسكان الناطقين باللغة العربية. ومن المؤكد أن وسائل الإعلام التقليدية يمكنها أيضا تشويه التقارير. لكن التشوهات المنهجية مثل تلك التي شوهدت في حالة /شات جي.بي.تي/ يصعب على معظم المستخدمين إدراكها.
وفي النهاية حذر الباحثان من أن هناك خطرا من أن يؤدي تطبيق هذه الأدوات في محركات البحث إلى تعزيز التصورات المتباينة، والتحيزات، وفقاعات المعلومات على طول الحدود اللغوية. وهو الامر الذى يمكن أن يساهم في المستقبل في تأجيج الصراعات المسلحة مثل تلك الموجودة في الشرق الأوسط.