تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
يشهد المجتمع المصري تزايدًا مقلقًا في انتشار مخدر "الشابو" أو "الآيس" بين فئتي الشباب والفتيات، مما دفع الأطباء والمتخصصين إلى دق ناقوس الخطر بسبب التأثيرات المدمرة لهذا المخدر على الأفراد والمجتمع.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على هذا الخطر الصامت، ونقدم للأهل دليلاً مبسطًا يساعدهم في معرفة العلامات المبكرة لتعاطي الشابو، وكيفية التعامل معها بحكمة ووعي قبل أن يفقدوا أبناءهم إلى الأبد.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على هذا الخطر الصامت، ونقدم للأهل دليلاً مبسطًا يساعدهم في معرفة العلامات المبكرة لتعاطي الشابو، وكيفية التعامل معها بحكمة ووعي قبل أن يفقدوا أبناءهم إلى الأبد.
ما هو مخدر الشابو؟
الشابو، المعروف علميًا باسم “الميثامفيتامين”، هو مادة منشطة شديدة الخطورة تعمل على الجهاز العصبي المركزي، يمنح المتعاطي شعورًا زائفًا بالنشاط الزائد والثقة بالنفس والسعادة المؤقتة، لكنه يسبب تدميرًا تدريجيًا للجسم والعقل، ويؤدي في كثير من الحالات إلى الهلوسة، العنف، ونوبات من الجنون المؤقت.
زيادة ملحوظة في نسبة المدمنات
الدكتور نبيل عبد المقصود، أستاذ علاج السموم والإدمان بكلية الطب بجامعة القاهرة حذر من الانتشار السريع لهذا النوع من المخدرات، مشيراً إلى أن "الشابو" لم يعد قاصراً على فئة الشباب الذكور فقط، بل أصبحت هناك زيادة ملحوظة في نسبة الفتيات اللاتي يتجهن لتعاطيه، في ظاهرة وصفها بالمقلقة وغير المسبوقة.
وأوضح أن مخدر الشابو يُسبب تدميراً مباشراً لخلايا المخ، ويؤدي إلى تغيرات حادة في السلوك، واضطرابات نفسية قد تصل إلى الهلاوس والذهان ومحاولات الانتحار في بعض الحالات، وهو يُعطي شعوراً وهمياً بالنشاط والطاقة، ما يجعل البعض ينجذب إليه بسرعة، لكنه في الحقيقة يُنهك الجسد والعقل بشكل كارثي.
علامات تكشف التعاطي
أكد د. عبد المقصود أن على الأسر أن تلاحظ التغيرات السلوكية غير المعتادة على أبنائهم، مشيراً إلى أبرز الأعراض التي قد تدل على تعاطي "الشابو"، مثل:
• البقاء مستيقظاً لفترات طويلة قد تصل إلى يومين أو ثلاثة دون نوم.
• العصبية الزائدة والانفعال لأتفه الأسباب، الانعزال، والعنف غير المبرر.
• الحديث بسرعة شديدة، وأحياناً يكون الكلام غير مترابط أو غير منطقي.
• بعد فترة النشاط، يدخل المتعاطي في نوم عميق جداً يستمر لفترات طويلة ويصعب إيقاظه خلالها.
• فقدان الشهية، وفقد الوزن بشكل واضح
• حك الجلد باستمرار، بسبب الهلاوس الحسية.
• وجود أدوات غريبة في غرفته (مثل زجاجات تم فتحها بفتحة صغيرة بها "شفاطة"، ورق قصدير، أو أنابيب).
دعوة للأهالي والمجتمع
ودعا د. عبد المقصود أولياء الأمور إلى ضرورة فتح حوار مع أبنائهم، ومراقبة أي تغيرات مفاجئة في سلوكهم أو اهتماماتهم أو نمط حياتهم، مشدداً على أن "الوقاية دائماً أسهل من العلاج"، كما طالب بتوفير دعم نفسي ومجتمعي للشباب، وإتاحة مساحات آمنة لهم للتعبير عن أنفسهم دون خوف أو ضغوط.
ويشير د. عبد المقصود إلى أن هناك حاجة ماسة لتكثيف حملات التوعية في المدارس والجامعات، وإشراك وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في نشر معلومات دقيقة ومبسطة عن خطورة هذه المواد وتأثيرها المدمر على الفرد والأسرة والمجتمع.
تأثيرات خادعة
يرتبط تعاطي الشابو بعدة عوامل كما أكد د. نبيل منها:
• الرغبة في الهروب من مشاكل نفسية أو أسرية.
• تأثير أصدقاء السوء.
• الفضول أو التجربة.
• ضعف الرقابة الأسرية.
• غياب التوعية بمخاطر هذا النوع من المخدرات.
اكتشف واستمع
أول خطوة عن اكتشاف هذه الكارثة أن يكون الحوار هادئ، فلا يجوز أن نبدأ باتهامات أو عنف، ولابد أن نستمع له كويس ونفهم أسباب وصوله لهذه المرحلة، والحديث ما زال لدكتور نبيل، ثم من الضروري اللجوء لمساعدة متخصص، سواء طبيب نفسي أو مركز علاج إدمان، حتى يكون الحل بشكل علمي وسليم.
متابعاً، يجب أن نتابع الابن ومحيطه الاجتماعي، ومتابعة أصدقائه، فأصدقاء السوء سبب رئيسي للسقوط في هاوية الإدمان، كما ينصح د. نبيل بعدم تأجيل المواجهة لأي سبب، فالوقت عدو علاج الإدمان.
أرقام مقلقة
أكد الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أن نسبة تعاطي المخدرات التخليقية مثل الشابو والاستروكس ارتفعت من 7% في عام 2020 إلى 17% في عام 2021، مما يشير إلى زيادة مقلقة في انتشار هذه المواد الخطرة.
وتُعدّ زيادة الإدمان بين الشباب خصوصاً الفتيات تهديداً مباشراً للنسيج المجتمعي، فإدمان الشابو لا يؤثر فقط على المتعاطي، بل يُدمر العلاقات الأسرية، ويزيد من نسب الجرائم، ويُثقل كاهل المنظومة الصحية، ويهدد مستقبل جيل كامل إذا لم يواجه بخطط جدية وسريعة.
الشباب هم الشريحة المستهدفة
تشير البيانات إلى أن 45.1% من المتعاطين تتراوح أعمارهم بين 15 -20 عامًا، و34.1% بين 20 -30 عامًا، بينما بدأ 14.02% التعاطي قبل سن 15 عامًا.
فالشابو ليس مجرد مخدر، بل هو قنبلة موقوتة تنفجر في عقول شبابنا وقلوب أسرنا، ومع تزايد انتشاره في بعض الأوساط، تصبح مسؤولية التوعية والمتابعة أكبر من أي وقت مضى، لا تنتظر أن تظهر علامات الإدمان لتبدأ بالتحرك، فالوقاية تبدأ من الحوار، ومن بناء علاقة صحية بين الأهل وأبنائهم تقوم على الثقة والتفاهم.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية