تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : سيناء.. أرض القلاع العسكرية وطريق حورس ممر الحُجاج
source icon

سبوت

.

سيناء.. أرض القلاع العسكرية وطريق حورس ممر الحُجاج

كتب:ياسر علي

شبه جزيرة سيناء.. تلك القطعة من الأرض التي تقبع في الجزء الشمالي الشرقي من مصر، وتتمتع بموقع جغرافي واستراتيجي متميز، كان كلمة السر في عظمتها بين الماضي والحاضر، وجعلها مطمعا لأعدائها، حيث تقع بين البحر المتوسط في الشمال، وقناة السويس في الغرب، وخليج العقبة في الجنوب الشرقي، وتُعدّ حلقة الوصل البرية الوحيدة بين آسيا وأفريقيا، ومعبر تاريخي للتبادل التجاري والثقافي الحضاري بين حضارات شرق أسيا ووادي النيل، والشام، والعراق.

وتحتفل مصر الأربعاء المقبل،  بالذكرى الـ 52 هجريا لانتصار العاشر من رمضان، الذي جرى الجزء الأكبر من أحداثه على أرض سيناء،  عام 1393 هجرية، الموافق السادس من أكتوبر 1973 م، تلك الحرب التي تمثل الانتصار الأعظم ليس في تاريخ مصر الحديث فقط، بل وفي التاريخ العربي أجمع.

أرض الفيروز

وحظيت سيناء بتاريخ عريق منذ عصر الأسرات الأولى، حيث عُرفت باسم "توشويت"، والتي تعني الأرض الجدباء، أو الصحراء القاحلة، أما في العصور الفرعونية المتأخرة، ومع تطور البعثات القديمة لاكتشاف أرض مصر، عُرفت باسم "أرض الفيروز"، أو "سيدة الفيروز"، وذلك بعد اكتشاف مناجم الفيروز على أرضها.

طريق حورس الحربي

كان يمر بسيناء طريق حربي قديم، يُسمى بطريق حورس، وﻴﻌﺘﺒﺭ ﻁﺭﻴﻕ ﺤﻭﺭﺱ الحربي ﻓﻲ ﺸﻤﺎل سيناء ﺃﻗﺩﻡ الطرق الحربية في العالم على الإطلاق، وهو الطريق الذي سارت عليه جيوش تحتمس الأول وتحتمس الثالث وأمنحوتب الثاني وسيتي الأول ورمسيس الثاني ورمسيس الثالث، وهو أيضًا، الذي لعب دورًا محوريًا ورئيسيًا في تكوين الإمبراطورية المصرية في مناطق فلسطين والساحل الفينيقي غرب آسيا، وكان ممرًا لعبور الحجاج إلى الأراضي المُقدّسة.

حضارة موازية لوادي النيل

    "لم تنفصل حضارة سيناء يومًا عن الحضارة المصرية التي قامت على ضفاف النيل، بل واكبت لها خطوة بخطوة، بدءًا من الحضارة الفرعونية، مرورًا باليونانية، والرومانية، والمسيحية، والإسلامية"، كما تركت كل حضارة من هذه الحضارات بصمتها على أرض مصر، واستودعت هذه الحضارات أرض سيناء وديعة أو هدية تزينها". هكذا قالت الدكتورة قدرية توكل البنداري، في دراستها الأثرية المعمارية، المعنونة بـ"أضواء على الاستحكامات العسكرية في سيناء".

وأضافت: "لعل معبد "حتحور"، على جبل سرابيط الخادم وسط سيناء، أبرز معالم الحضارة المصرية القديمة، على الأرض المُباركة".

سانت كاترين

كما ترك العصر المسيحي علامة بارزة ومقصد سياحي لا يضاهيه آخر مماثل في روعته وعظمته وهو دير سانت كاترين، درّة العمارة في الأديرة والكنائس المصرية القديمة. أما العصر الإسلامي فبصمته البارزة تتمثل في العديد من القلاع والحصون في جزيرة فرعون، ولعل أبرزها قلعة الجندي، وقلعة نخل، وقلعة العقبة.

الحروب الصليبية

لعبت سيناء أخطر وأهم أدوارها السياسية والحربية فى العصر الإسلامي خلال الحروب الصليبية، التي استمرت قرنين من الزمان، بدأت منذ نهاية العصر الفاطمي في القرن الخامس الهجري واستغرقت عصر الدولة الأيوبية وجزءًا من الدولة المملوكية حتى نهاية القرن السابع الهجري، لذا كان لزامًا على الحكام المسلمين طوال قرنين أن يُقيموا القلاع والحصون خاصة في العصر الأيوبي الذي شهد معظم الحروب الضارية مع الصليبيين.

درب الحج

على جانب الطريق الرئيسي الموازي للساحل الشمالي في سيناء عرف طريق آخر يبدأ من رأس خليج السويس مباشرة إلي رأس خليج العقبة مارًا بوسط سيناء، ويُعرف باسم درب الحج، وكان طريق الحجاج من مصر وشمال أفريقيا إلى مكة والمدينة المنورة.

وآثار هذا الطريق تدل على أهميته العسكرية بالنظر إلي عدد القلاع الكبرى التي تقع عليه أو بالقرب منه، وأهمها "قلعة الجندي" قرب سدر و"قلعة السلطان الغوري"، عند نخل و"قلعة صالح الدين"، بجزيرة فرعون عند طابا.

قلعة الجندي

تقع قلعة الجندي على تل رأس الجندي الذي يصل ارتفاعه إلى 2150 قدمًا فوق سطح البحر، ويرتفع 500 قدم فوق السهل المنبسط المتسع حوله من كل الجهات، والتل له شكل فريد، على شكل خوذة الجندي، ويتمتع بموقع يُمكّنه من كشف أكبر مسافة ممكنة على الطريق، ولا تبعد القلعة أكثر من 20 كيلو متر عن طريق الحج القديم الذي يبدأ من السويس وينتهي إلى العقبة مارا ً بنخل، وهو الطريق الوحيد الذي يصل بين خليج السويس إلى شمال سيناء وبلاد العرب.

وقد اشتمل تل رأس الجندى على جميع العناصر التي يتطلبها الموقع العسكري. والتي تتمثل في توفير مصدر دائم للمياه، إلى جانب موقعه الاستراتيجي، الذي يوفّر للقلعة الإشراف الكامل على الطرق الرئيسية لمواجهة الأخطار.

قلعة صلاح الدين

بنيت قلعة صالح الدين فوق تل الجندي على شكل مستطيل غير منتظم الشكل، وتمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي بشكل نصف سداسي الأضلاع، ويتراوح طول الضلع ما بين 150 إلى 200 متر، وأوسع عرض لها يبلغ مائة متر، وسُمك سور القلعة الخارجي يبلغ مترين، وما زال جزءه الأسفل باقيًا حتى الآن.

قوّيت أركان القلعة المتعددة الأضلاع بأبراج مربعة ومستديرة، تسند كل منها وتقويها دُعامات ساندة. بدأ صلاح الدين الأيوبي تشييد هذه القلعة في عام 579هـ، والقلعة يتوسطها صحن كبير متسع به عدة مستويات، وفوق كل مستوى توجد أبنية مخصصة لأحد الأغراض المطلوبة لخدمتها في القلعة الحربية والمدنية والدينية، وقد اندثرت هذه المباني، ولم يبقى منها سوى خمس مبانى فقط.

قلعة نخل

تقع القلعة على هضبة عالية بمدينة نخل قرب الطريق الدولي بوسط سيناء، اهتم السلطان المملوكي قنصوة الغوري بإنشاء القلعة في سيناء نظرًا للأخطار التي كانت تُهدد دولته، والتي كانت تتمثل حينذاك فى بقايا الوجود الصليبي، بالإضافة إلى الخطر المغولب من جهة، ومن جهة أخرى الخطر العثماني من ناحية الشرق.

كما حاولت الدولة المملوكية أن تظهر من خلال بناء القلعة بمظهر الدولة التي تؤمن لرعاياها المسلمين آداء فريضتهم الدينية، ومن ثم شيدت قلعة نخل على طريق الحج المصري. وتعتبر قلعة نخل من أجمل القلاع التي بناها السلطان الغوري، وكانت تُعرف باسم الخان، وتقع على هضبة على يمين وادي أبو طريفة قرب مصبه بوادي العريش، وترتفع عن سطح البحر نحو 1750 قدمًا، وتطل على سهل فسيح تحده الجبال من جميع الجهات إلا جهة الجنوب التي تبدو وكأنها نجمة في هلال.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية