"مسمار البطن".. "بروتين الغلابة".. أوصاف يطلقها المصريين على الفول، الغذاء الرئيسي المعتمد لوجبة الإفطار كل يوم مهما كانت مكوناتها الأغلى، ومع قرب دخول شهر رمضان، تزداد مكانته فهو الملك المتوج على قمة مائدة سحور، بل وموائد الإفطار أيضا، إذ تضعه الكثير من الأسر على موائدها رأسا برأس إلى جانب اللحوم ..

ولكن نار ارتفاع الأسعار طالته وباتت أكبر المهددات لمكانته بين المصريين، فهل يفقد الفول مكانته؟!، وماذا عن أسعار بقية البقوليات، التي يلجأ إليها المصريين لتجاوز ارتفاع أسعار اللحوم.

الصنف الأكثر طلبا في رمضان

. "الراعي الرسمي لوجبة السحور في خطر"  .. بهذه الكلمات كشف عزت عزيز عضو شعبة الحاصلات الزراعية بغرفة القاهرة التجارية، تأثير ارتفاع سعر الفول الذي يعد الصنف الاكثر طلباً في المائدة الرمضانية علي ميزانية الأسرة والصعوبات في شراء الكميات المعتادة.

وأشار  إلى أن سعر الفول المستورد يسجل من 35 جنيها للكيلو "جملة"، ونحو 45 جنيها للكيلو للمستهلك، فيما يسجل سعر الفول البلدي 45 جنيه للكيلو جملة، ونحو 55 جنيها للمستهلك، مؤكدا عدم وجود نقص في المعروض، حيث تم توفير كافة الكميات من الفول بالسوق.

زيادة أسعار كافة البقوليات

ولفت عزيز إلى أن معدل الاستهلاك يزيد بنحو يقترب من 100% من الفول خلال شهر رمضان، حيث يصل إلى نحو 30 ألف طن خلال الشهر، مشيراً إلى أن معدل الاستهلاك السنوي يصل الي نحو 450 ألف طن، حيث يتم استيراد نحو 85% من الاحتياجات من الخارج.

وعن بقية أسعار البقوليات، أوضح أن أسعار العدس سجلت نحو 65 جنيها للكيلو جملة، و 75 إلى 80 جنيه للكيلو للمستهلك، و 70 جنيها للكيلو المعبأ للمستهلك بمعارض "أهلا رمضان" ، موضحا أن الفاصوليا سجلت نحو 100 جنيه جملة، و120 جنيها للكيلو للمستهلك، فيما تسجل في معارض أهلا رمضان 110 جنيها للكيلو المعبأ للمستهلك، أما اللوبيا، تسجل 70 جنيها للكيلو جملة، و 90 جنيها للكيلو للمستهلك، فيما تسجل 80 جنيهًا للكيلو المعبأ بمعارض أهلا رمضان.

متهمان رئيسيان في ارتفاع الاسعار

ولخص خالد العلاقي عضو المجلس التصديري للحاصلات الزراعية وضع السوق الحالي الدولار و التوترات في منطقة البحر الأحمر متهمان رئيسيان  .. بهذه الكلمات لخص "قائلاً  أزمة الدولار أثرت سلباً علي تكدس البضائع بالموانئ والتي انعكست علي نقص المعروض من السلع وكذلك  ارتفاع الأسعار خاصة وأنه يتم استيراد غالبية استهلاكنا من البقوليات من الخارج.

ولفت مسعود إلي أن هناك صعوبات أمام الشركات لفتح اعتمادات مستندية بالبنوك لتنفيذ عمليات الاستيراد و  التصدير  خاصة مع أزمة نقص العملة الأجنبية التي عانيناها خلال الأشهر الماضية، والتي نأمل أن تنتهي مع دخول الاستثمارات الجديدة في رأس الحكمة، موضحا أن أزمة الملاحة في البحر الأحمر لها تأثيرات سلبية علي حركة التجارة الدولية، إذ أن المركب التي تستغرق وصولها نحو 12 يوماً أصبحت تستغرق 43 يوميا بعد تغيير خط سيرها إلي طريق رأس الرجاء الصالح .

وقدر عضو المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، الزيادة في تكاليف النقل بـ 33 % ، مشيراً إلي أن تكلفة الحاوية الواحدة ارتفعت من 1150 دولار إلي 4 آلاف دولار بسبب زيادة تكلفة التأمين

وشدد علي أهمية تبني الدولة استراتيجية لزيادة الإنتاج الزراعي واستصلاح أراضي جديدة لسدد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك ، .

كاشفا عن قيام العديد من الشركات بتصدير إنتاجها بالكامل لتوفير الدولار و تلبية احتياجات مدخلات الإنتاج، منوهاً لقيام البعض بتخصيص جزء من الإنتاج لتوفير متطلبات السوق المحلية.