يوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجَّة، الذي يتم فيه تصعيد الحجيج إلى مشعر منى استعدادا لصعود جبل عرفات في صبيحة اليوم الثاني، حيث يعد يوم مشهود تتعلق فيه قلوب الحجيج بالوقوف بالركن الأكبر للحج، وهو جبل عرفات، وتنطلق السنتهم بالتكبير والتهليل.

 وفي هذا التقرير نصطحبك عزيزي القارئ في جولة دينية حول يوم التروية، لنتعرف من خلالها سبب تسمية يوم التروية بهذا الاسم، والحكمة منه، وأفضل الدعاء فيه.

سبب تسميته
بداية يقول الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية بأن يوم التروية، سُمِّيَ بهذا الاسم لأنَّ الحجاج كانوا يروون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام؛ : [وَقِيلَ: إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلَى عَرَفَاتٍ وَمِنًى] اهـ. وقيل: سمي بذلك لحصول التروي فيه من إبراهيم في ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام؛ قال الإمام العيني : [وإنما سمي يوم التروية بذلك؛ لأن إبراهيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ رأى ليلة الثامن كأنَّ قائلًا يقول له: "إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك"، فلما أصبح رؤي، أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سمي يوم التروية] اهـ.

أهم الأعمال وما يُستحب فيه
وأوضح مفتي الجمهورية، بأن أهم الأعمال التي يقوم بها الحاج في يوم التروية في هذا اليوم، هو أن يذهب الحاجّ المُفْرِد والقارن إلى منى ضحى، وكذلك المُتَمَتِّع لكن بعد أن يُحْرِم؛ لأنَّه قد تحلَّل من إحرامه بعد أداء العمرة.

وبينت دار الإفتاء بأنه يُسْتَحَبُّ للذاهب إلى منى الاغتسال، ثم يلبس ملابس الإحرام، فإن كان متمتعًا فليحرم بالحج كما ذكرنا، وليكثر الحاجّ من التلبية.

ثم يصلّي الحاجّ في منى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وله أن يقصر الرباعية، لكن بدون جمع، والذهاب إلى منى والمبيت بها في هذا اليوم سنة.

أفضل  الدعاء
اتفق العلماء أن الدعاء في يوم التروية، من العبادات الواجبة علي المسلم، وهو أن يدعوا المسلم بما في قلبه، ولكن هنا صيغة الدعاء بها في يوم التروية تكون شاملة وهي:

اللَّهُم في ‎"يوم التروية أرْوِ أعيُنَنا بفرح الحياة وغيث السعادة ، واْجعل لنا من خيرك أوفر الحظ والنصيب.. اللهم لا تُخرجنا من يوم التروية إلا وقد أصلحت حالنا وقويت إيماننا وأسعدت حياتنا وحققت ما في قلوبنا ، إنك على كل شيء قدير".

 "اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت، اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك، اللهم لا تمنع بذنوبنا فضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين".