ترتفع تكلفة الانتقالات والسفر خلال الفترة المقبلة، مع انتعاش السوق السوداء لتذاكر القطارات قبيل المناسبات المختلفة، ومنها عيد الأضحى المبارك، الذي نستعد لاستقباله خلال أيام قليلة.

ويمكن ملاحظة الظاهرة بشكل أكبر، خاصة للمسافات الطويلة وتحديدا لمحافظات الصعيد التي تستغرق ساعات طويلة بدءا من القاهرة وحتى أسوان، في ظل الزحام بمحطات القطارات، ومواقف الأجرة، لنقل الركاب من المدن الكبرى حيث إقامتهم ومقار عملهم، إلى محافظات نشأتهم لقضاء الأجازة مع أسرهم وعائلاتهم، الأمر الذي يدفع معدومي الضمير لاستغلال الموقف، ورفع التعريفة الرسمية للركوب، أو بيع تذاكر القطارات بأسعار أعلى من قيمتها الحقيقية.

تذاكر السكك الحديدية
ولأن القطارات هي أكثر وسائل النقل بين المحافظات وخاصة للمسافات الطويلة، راحة وأمانا،  يفضلها الكثير من  المسافرين ، ولذلك تعد أوقات الزحام ومنها الأعياد،  بيئة مناسبة لرواج ظاهرة السوق السوداء، وتنشط بسبب اضطرار الركاب للجوء إليها، لتوفير تذاكر السفر، والتي تنفذ من منافذ الحجز مبكرا نظرا لمحدودية أعداد القطارات والمقاعد بها، وكثرة أعداد المسافرين في نفس الوقت من العام، ولذلك أعلنت وزارة النقل عن  أرقام ساخنة للتواصل معها في حالة اكتشاف آية حالات للسوق السوداء في التذاكر، وهي 0227955562، ورقم محمول 01111119726، وهي أرقام مركز عمليات الوزارة لاستقبال آية شكاوى أو بلاغات عن أي تجاوزات، وللتصدي لظاهرة بيع التذاكر في السوق السوداء.

أما هيئة سكك حديد مصر فطالبت المتعاملين معها بالتواصل والشكاوى والمقترحات عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك "الهيئة القومية لسكك حديد مصر"، وكذلك يمكن التواصل بالخط الساخن لمنظومة الشكاوى الحكومية الموحدة التابعة لرئاسة مجلس الوزراء 16528.

ولحماية المسافرين من الوقوع في براثن استغلال السوق السوداء، بحسب المهندس محمد عامر، رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، وفرت السكك الحديدية حجز تذاكر القطارات من منافذها بالمحطات.

وكذلك عبر الموقع الرسمي للحجز وهو
/obs.enr.gov.eg/o-city/obs/enr/railway/ar/home

أو تطبيق "سكك حديد مصر" لأجهزة الأندرويد
play.google.com/store/apps/details?id=enr.transit.maf

أو تطبيق "سكك حديد مصر" لأجهزة الآيفون

/apps.apple.com/eg/app/enr/id1486815902

إضافة إلى الحجز من خلال وكلاء البيع المنتشرين في كافة أنحاء الجمهورية، ممثلين في "فوري، خالص، خدماتي، طلقة، كاش كول، أوباي"، إضافة إلى مكاتب الحجز بالهيئات الحكومية والنقابات.

غرامة وسجن
وحددت سكك حديد مصر أسعار تذاكر القطارات حسب المسافة ودرجة الركوب ونوع القطار وسرعته، ورفع هذه الأسعار ولو جنيها واحدا يعتبر مخالفة قانونية، وفي ظل الزحام والتكدس قبيل العيد وحجز القطارات تزدهرا لسوق السوداء، وهي ظاهرة تواجهها الدولة كل موسم، بحملات مكثفة من هيئة السكة الحديد، ووزارة النقل، وغيرها من الجهات المعنية، وذلك لضبط السوق، وحماية المسافرين من الوقوع في فخ النصب أو الاستغلال، كما طالبت السكك الحديدية المواطنين الإبلاغ عن آية محاولات استغلال أو بيع التذاكر بالسوق السوداء، حيث يطبق القانون في هذا الصدد، والذي ينص على الحبس لمدة لا تزيد عن سنة، وغرامة تصل إلى 20 ألف جنيها.

وفي محاولة للقضاء على السوق السوداء، والحد منها، تنسق هيئة السكك الحديدية، مع شرطة النقل والمواصلات،  لشن حملات أمام المحطات وعلى الأرصفة وأمام شبابيك حجز التذاكر، لضبط أي محاولات لبيع التذاكر بأسعار أعلى من تكلفتها المحددة رسميا، بحسب م. محمد عامر، رئيس هيئة السكك الحديدية، وتتضاعف تلك الحملات في مواسم الزحام ومنها عيد الأضحى المبارك، وهي إجراءات فرضتها الهيئة لرفع درجة الاستعداد، لاتخاذ كافة التدابير لحماية المواطنين من استغلالهم بالسوق السوداء، إضافة إلى توفير الراحة لهم وتوفير وسيلة انتقال آمنة وسهلة بأسعار رخيصة.
 
الرقابة على القطارات
كما تشكل هيئة السكك الحديدية، والحديث مازال لرئيسها، غرفة عمليات مركزية لإدارة حركة القطارات كاملة، والتدخل في حالة حدوث أي طوارئ، والتدخل لحل المشكلات ورصد البلاغات وسرعة التعامل معها على كافة الخطوط، وكذلك التوظيف الأمثل لكافة الكوادر البشرية، والتأكد من نظافة القطارات ودورات المياه بها وتطهيرها، بجانب مراجعة الحالة الفنية للقطارات وسلامتها للقيام بالرحلات المختلفة لوجهات وصولها وعودتها، بحيث يتم تكثيف أعمال الصيانة، وعدم السماح بخروج القطارات من الورش إلا بعد التأكد من سلامتها والحالة الفنية الآمنة لتشغيلها.

ومن أجل استيعاب أعداد الركاب المتزايدة قبيل عيد الأضحى المبارك، وبعده، ولعدم السماح للسوق السوداء بالانتشار، حددت هيئة السكك الحديدية الحجز، كما أكد م. محمد عامر، بحد أقصى 4 تذاكر لكل راكب بموجب بطاقة الرقم القومي، وفتحت الحجز لمدة أسبوع من يوم 27 مايو، وحتى 2 يونيو، وذلك للسفر في الفترة بين 10 و 16 يونيو، وهي ذات الفترة التي ستوفر فيها السكك الحديدية قطارات إضافية ستدخل التشغيل الفعلي من 10 يونيو وحتى 28 من نفس الشهر، حتى تستوعب أعداد المسافرين وتغطي أوقات تكدس السفر ذهابا وإيابا، وهي قطارات إضافية بجانب القطارات والخطوط الحالية.

رفع التعريفة عشوائيا
ولا يختلف الحال كثيرا في وسائل المواصلات الخاصة، متمثلة في السرفيس، حيث يرفع السائقون الأجرة عشوائيا وقت الزحام، وعند تكدس المسافرين في المواقف العمومية بالمحافظات، وخاصة المدن الكبرى التي يسافر منها الآلاف يوميا عبر تلك الوسائل سواء كانت ميكروباص أو ميني باص أو غيرها، وترتفع الأجرة بنسب تصل إلى الضعف، مع إجبار الركاب على استيعاب أعداد أكثر من الحمولة المقررة لكل وسيلة انتقال، بهدف جباية أموال أكثر مما هو مقررا لخط السير.

إضافة إلى تغيير بعض السائقين اتجاهات السير من الخطوط التي ليس بها ركاب إلى تلك التي تشهد زحاما شديدا، مع اشتراط رفع الأجرة على الركاب مقابل إقلالهم لبلادهم بحجة أن السائق يتنازل عن السير في طريقه، ويغيره من أجل إقلال الركاب، وتحت ضغط التكدس والزحام يضطر الركاب مجبرين إلى دفع المطلوب دون مناقشة، ومن يعترض فعليه تقديم شكوى والنزول من وسيلة الانتقال، والانتظار في الموقف لأوقات أخرى قد تطول أو تقصر.

المواقف الرئيسية
في القاهرة الكبرى، عدد من المواقف الرئيسية الكبرى، التي تخرج منها الحافلات المتجهة للمحافظات والأقاليم المختلفة، من الوجهين البحري والقبلي، وإقليم القناة، وسيناء، والساحل الشمالي ومطروح، وجنوب وشمال سيناء، يتصدرها للميكروباص مواقف عبود، والسلام، والمرج، والمنيب، أما الأتوبيس فهو مواقف الترجمان، وجوباص، وشرق وغرب ووسط الدلتا، والوجه القبلي.

وتعتبر الأتوبيسات هي الأكثر أمانا ودقة في المحاسبة المالية، حيث ان لها أسعار محددة بتذاكر رسمية، وتديرها شركات تفرض رقابة مشددة على السائقين والمحصلين.

إدارات المواقف
وتتضاعف السلبيات واستغلال الزحام في مواقف الأقاليم، ورفع أجرة الميكروباص وبعض شركات النقل الجماعي، ولذلك تشدد إدارات المواقف الرقابة عليها، وتشن حملات من المحافظين والإدارات المحلية بالمحافظات على المواقف، لضبط المخالفات، والتشديد على عدم التلاعب بالأجرة المحددة، وعدم تحصيل أي مبالغ إضافية لأي سبب.

وتكون العقوبة في حالة ضبط المخالفة هي تغريم السائق غرامة فورية 500 جنيها، وإيفاق خط سيره، لمدد تتراوح بين أسبوع وشهر، وتعلن إدارات المواقف أن لكل مواطن الحق في الشكوى لدى إدارات المواقف وموظفي الكارتة، لكي تتخذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين فورا.

آليات رقابية
وعلى الراكب الذي يلجأ للشكوى من مخالفة أحد السائقين أو السيارة، تسجيل بيانات السيارة من رقم وحروف اللوحة المعدنية، وخط السير الموجودة فيه داخل الموقف، ويشن محافظ القاهرة حملات مفاجئة على المواقف بشكل دوري في تلك المواسم، وكذلك حملات مشتركة من الإدارات العامة للمرور، وإدارات المواقف، وطالب المواطنين بالاتصال بالخطوط الساخنة للمحافظة في حالة الشكاوى وهي 15496، و 114، على مدار 24 ساعة يوميا، وكذلك خدمة المواطنين 0223917157 وكذلك غرفة العمليات على 0223912136 و 0223912139.

وأعطى اللواء هشام أمنة، وزير التنمية المحلية، توجيهات لكافة المحافظين بضرورة النزول للشارع، ومتابعة المواقف وتذليل التحديات، ومراقبة تعريفة الركوب وحل أية شكاوى تصل للمحافظات بسببها، والتشديد على إدارات المواقف بالتواجد المستمر بين الركاب لحل المشكلات، ومنع أي عشوائية في تحصيل الأجرة، سواء في الخطوط الداخلية أو الخارجية.

خطوط السير
ينطبق نفس الالتزام على المواقف المنتشرة في الميادين العامة، إذ شدد وزير التنمية المحلية أيضا، على ضرورة الالتزام بالتعريفات التي أصدرها المحافظون في مارس الماضي، والذي شهد أخر تعديل لتعريفة الركوب عقب إقرار زيادة المواد البترولية وقتها، ومؤكدا على القيادات التنفيذية الضرب بيد من حديد على المخالفين، وعدم التهاون في هذا الأمر، لعدم استغلال الركاب.

كما وجه وزير التنمية المحلية الأجهزة التنفيذية، بضرورة التشديد على مديري المواقف بوضع ملصقات، على واجهات السيارات، تحدد خطوط السير وكذلك تعريفة الركوب، لكي لا يدفع الراكب أكثر منها، مع إعلان لوحات إرشادية بتعريفات الركوب المختلفة أمام كل موقف، وواضحا بها أرقام الشكاوى والخطوط الساخنة التي تتلقى عليها الجهات المعنية الشكاوى من المواطنين