تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أصبحت زراعة الأسنان من أكثر طرق التعويض تطورًا ودقة في السنوات الأخيرة، فهي لا تعيد الشكل الجمالي فقط، بل تسترجع وظيفة المضغ وجودة الحياة، تحتاج إلى دقة في التشخيص وجودة العظم، ومع انتشار هذه التقنية تزداد الأسئلة حول أسباب نجاحها أو فشلها؛ هل تحتاج إلى متخصص أم يستطيع الطبيب العام تنفيذها؟ ما أحدث تقنياتها؟ من هم المرضى المناسبون لها؟ في هذا التقرير نعرض شرحًا علميًا مبسطًا وشاملًا لكل ما يخص زراعة الأسنان، منذ الأسباب المؤدية إليها وحتى الرعاية ما بعدها، وذلك بما يناسب الباحث عن معلومة واضحة وموثوقة.
فشل زراعة الأسنان
في البداية تقول الدكتورة يسرا الدميري، باحث بقسم الاستعاضة الصناعية المثبتة والمتحركة بالمركز القومي للبحوث، إن فشل زراعة الأسنان قد يحدث نتيجة الزراعة والعظم، يرتبط هذا غالبًا بالتهابات بكتيرية أو تحميل مبكر قوي قبل التئام العظم أو ضعف جودة العظم في الفك، كما يعد التدخين والسكر غير المنضبط من أهم أسباب فشل الزراعة، إضافة إلى سوء العناية الفموية والتهابات محيط الزرعة.
الفوري والموجه الأحدث
تشير د. يسرا إلى أهم التقنيات الحديثة في مجال زراعة الأسنان ومنها؛ الزراعة الفورية بعد الخلع مباشرة، الزراعة الموجهة بالكمبيوتر، استخدام التخطيط الرقمي ثلاثي الأبعاد، استخدام الأشعة المقطعية المخروطية لتحديد كثافة العظام بدقة، الزراعة دون شق جراحي، وتقنيات الليزر لتقليل الألم والالتهاب.
الفرق بين الزراعة والتركيبات
توضح د. يسرا أن هناك فرقًا واضحًا بين الزراعة والتركيبات؛ فتركز الزراعة على تعويض جذر السن نفسه بدعامة التيتانيوم المزروعة داخل العظم، بينما تعتمد التركيبات (الكوبري/الجسر) على بَرْد الأسنان المجاورة لتثبيت التركيبة فوقها، والزراعة أكثر ثباتًا، وتحافظ على العظم، ولا تضعف الأسنان المجاورة، بينما التركيبات التقليدية قد تسبب ضعفًا تدريجيًا للأسنان الداعمة.
الزراعة الدائمة تُصنع عادة من التيتانيوم أو الزركونيوم وبقطر أكبر من 3.5-5 مم، وتزرع داخل عظام الفك لتحل محل جذر السن بشكل نهائي ودائم، وتندمج بالعظم خلال 3-6 أشهر وتبقى حلًا طويل المدى، وهي تتطلب جراحة أعمق وكثافة عظام كافية.
أما الزراعة المؤقتة فهي زرعة صغيرة القطر 1.5-3 مم، تُصمّم لتكون دعمًا مؤقتًا للتركيبات أو تقويم الأسنان، ولا تُعد حلًا دائمًا، وغالبًا تُزال لاحقًا، كما أنها غير صالحة لتحمل قوى المضغ الدائمة، ولا يُركّب عليها تاج دائم، وعمرها قصير من أشهر إلى سنوات قليلة.
ولضمان نجاح الزراعة تقول يجب توفر عظم كافٍ من حيث الارتفاع والكثافة، لثة صحية دون التهاب فعال، انضباط السكر لدى المرضى، الامتناع عن التدخين قبل وبعد العملية، نظافة فموية ممتازة، وعدم وجود أمراض مناعية غير مستقرة.
غير مناسب لجميع المرضى
تشمل الحالات التي يُمنع أو يُؤجَّل فيها الإجراء؛ هشاشة العظام الشديدة غير المعالجة، السكر غير المنتظم، العلاج الإشعاعي للفك، مرضى المناعة الضعيفة أو المثبطات، المدخنون الشرهون حتى إيقاف التدخين.
بالإضافة إلى أن هناك أمراضًا تؤثر سلبًا على صحة الأسنان، أهمها نقص فيتامين د، الكالسيوم، نقص فيتامين سي، نزيف اللثة، أمراض الغدة الدرقية وضعف العظم، الارتجاع الحمضي وتآكل الأسنان، وأمراض المناعة مثل متلازمة شوغرن التي تسبب جفاف الفم.
نصائح مهمة للحفاظ على الأسنان
تنصح د. يسرا بتنظيف الأسنان مرتين يوميًا، استخدام الخيط الطبي يوميًا، زيارة الطبيب كل 6 أشهر، علاج التسوس في بدايته، تجنب السكريات والأطعمة اللزجة، وعلاج التهابات اللثة فور ظهورها.
كما يجب تجنب المضغ على الزرعة أول أسبوعين، الالتزام بالأدوية والمضاد الحيوي، الامتناع الكامل عن التدخين، تناول أطعمة لينة أول 48 ساعة، استخدام غسول الفم بانتظام، ومراجعة الطبيب عند ظهور تورم أو ألم شديد.
لماذا يلجأ البعض للخلع سريعًا؟
بعض الأشخاص يفضلون الخلع لتجنب الألم أو لتقصير وقت العلاج، لكن هذا يؤدي لفقدان العظم وتغير شكل الفك، ويجعل الزراعة لاحقًا أكثر صعوبة وكلفة، الحفاظ على السن وعلاجه دائمًا أفضل من الخلع السريع.
الجير وصحة اللثة
أما الدكتورة عبير طارق المويلحي، باحث بقسم الجراحة وطب الفم بمعهد بحوث طب الفم والأسنان بالمركز القومي للبحوث، فتقول إن عملية تكوّن وتراكم جير الأسنان، وهو غشاء حيوي ميكروبي يلتصق بالأسنان، هو العامل الأساسي لحدوث أمراض اللثة والتهاب الأنسجة الداعمة، ومع نضوج هذا الغشاء تزداد شدة الالتهاب اللثوي بمرور الوقت، فبمجرد إزالة الجير يساعد ذلك على استعادة صحة اللثة ويحمي الأسنان من التسوس، أما إهمال التنظيف فيؤدي إلى التهاب لثة مزمن قد يتطور لاحقًا إلى التهاب دواعم السن.
تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين على الأقل بعد الإفطار وقبل النوم لمدة تتراوح بين 2-3 دقائق في كل مرة هو الإجراء الأكثر فعالية والأكثر توصية لإزالة الجير والترسيبات وبقايا الطعام وتدليك أنسجة اللثة، يُنصح بتجنب استخدام الفرشاة ذات الشعيرات القاسية لأنها قد تسبب تراجع اللثة، كما يُنصح بوضع شعيرات الفرشاة بزاوية 45 درجة باتجاه خط اللثة مع القيام بحركات لطيفة ودائرية من اللثة نحو السن.
الأكثر شيوعاً
يضيف الدكتور عمر خالد عبد القادر، الباحث بقسم التركيبات الثابتة والمتحركة بمعهد بحوث طب الفم والأسنان بالمركز القومي للبحوث، أن الكثير يألف مفهوم الزراعة، سواء زراعة أعضاء عضوية أو صناعية في أماكن مختلفة في الجسم، لكن تُعد زراعة الأسنان من أكثر الزراعات شيوعًا في الزمن الحالي.
تعتبر زراعة الأسنان غرسات صناعية لتعويض أو استبدال الجذور المفقودة بجذور صناعية لدعم التركيبات المختلفة سواء الثابت منها أو المتحرك، يمكن تركيب طربوش مستقل أو عدد من الطرابيش أو الكباري المستقلة أو المتصلة لتعويض سن واحد أو أكثر، أو أسنان الفك العلوي أو السفلي جميعًا، ويكون ذلك تركيبًا ثابتًا للأسنان باللزق أو البراغي المثبتة في الزرعات.
أما التركيب المتحرك فيمكن أن يُدعم بالزرعات واللثة، حيث يمكن تثبيت الأطقم المتحركة للفك العلوي أو السفلي بكلبسات أو رؤوس مغناطيسية على الزرعات لتعزيز ثبات وكفاءة مضغ التركيبة، مع استخدام عدد أقل من الغرسات الداعمة عن التركيبات الثابتة، هذا النوع يسمح بنزع الطقم لتنظيفه وإعادة تركيبه بعد كل وجبة بكفاءة عالية.
زراعة الأسنان تُعتبر علاجًا نهائيًا وليس مؤقتًا، لكن في بعض الأحيان يمكن تركيب غرسات مؤقتة لحين التئام عظم الفك حول الغرسات الدائمة، ثم استبدال التركيبات المؤقتة بالدائمة، غالبًا يتم ترك الغرسات في الفك بعد زراعتها دون الجزء الخارجي منها لحين التئام العظم حولها، لتكون مدفونة وغير ظاهرة في الفم، ثم يتم تركيب الجزء الخارجي للزرعة حسب نوع التركيبة الداعمة، ويتم ذلك بعد ثلاثة أشهر في الفك السفلي أو من أربعة إلى ستة أشهر في الفك العلوي.
يؤكد د. عمر أن انتهاء الزراعة والتركيب الناجح هو بداية مشوار الحفاظ على الأسنان الصناعية وليس نهايته، عدم العناية المناسبة بالفم يؤدي لخسارة الأسنان الصناعية مثل الأسنان الطبيعية بل وأكثر، كذلك بقايا الأكل والترسبات والتجمعات البكتيرية على أسطح اللثة والتركيبات، ولا سيما أجزاء الزرعات، تعد من أهم عوامل النجاح أو الفشل الشكلي أو الوظيفي للتركيبات.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية