تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : ريسبونسيبل ستيتكرافت: ماذا لو لم تهدف إسرائيل لتدمير حماس؟
source icon

سبوت

.

ريسبونسيبل ستيتكرافت: ماذا لو لم تهدف إسرائيل لتدمير حماس؟

كتب جون مولر، وهو زميل أول في معهد كاتو، مقالاً نشره معهد ريسبونسيبل ستيتكرافت بعنوان "ماذا لو لم تهدف إسرائيل لتدمير حماس؟"، استهله بالإشارة إلى فكرة أن رد الفعل المنضبط على الاستفزازات الشنيعة هو في أحيان كثيرة المسار الأكثر حكمة، والتي تنطبق على سبيل المثال على رد فعل الولايات المتحدة على أحداث 11 سبتمبر، والتي كلفت تريليونات الدولارات وأدت إلى وفيات تزيد عن مائة ضعف ما أسفرت عن الهجمات المؤلمة.

ويمكن الجدل بأنه كان من الأفضل بالنسبة لإسرائيل لو كان ردها العنيف على التوغل القاتل الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر محدوداً إلى حد كبير. فقد كان من الممكن أن يركز الرد على صد الهجوم، وتوجيه بضع ضربات ضد أهداف معزولة في غزة، وتعزيز الدفاعات الحدودية، وشن عمليات سرية لتقويض حماس، وإطلاق جهد دولي منسق لإطلاق سراح الرهائن. وكان هذا النهج ليستند إلى حقيقة أن جاذبية حماس ورسالتها كانت في تراجع قبل هجومها، حيث يبدو أن الدافع وراء هذه العملية هو اعتباران مركزيان على الأقل. فأولاً، خلصت تقارير البارومتر العربي إلى أن الحركة أصبحت لا تحظى بشعبية كبيرة في غزة؛ وبينما يبدو أنها نجحت في تبديد الأموال وحفر الأنفاق لحماية نفسها، كان حكمها غير كفؤ وفاسداً. وبمرور الوقت، أصبحت أغلبية كبيرة في غزة تقول إنها لا تثق بها، وإنها عانت من نقص الغذاء خلال حكمها، ولم تشاركها وجهة نظرها بشأن القضاء على إسرائيل. وثانياً، كان الدعم الذي تحظى به حماس في الشرق الأوسط الكبير يتضاءل، وهذا ما أوضحته اتفاقيات أبراهام، حيث خفضت دولة الإمارات العربية المتحدة دعمها لإغاثة الفلسطينيين من 51 مليون دولار إلى مليون دولار. وإذا كان هذا التحليل صحيحاً، فلا يممكن ردع حماس من خلال احتمال الانتقام الإسرائيلي؛ والواقع هو أنها ترى أن أي رد مدمر من قِبَل إسرائيل سيصب في مصلحتها من خلال تعزيز دعمها في غزة وأماكن أخرى، ومن خلال تنفير الدول العربية التي وقعت -أو ربما توقع قريباً، مثل المملكة العربية السعودية- على اتفاقيات أبراهام. وعلى المستوى الدولي، حظيت إسرائيل بالكثير من التعاطف عندما كانت الضحية الوحيدة، ولكن الكثير من هذا تبدد عندما ردت إسرائيل بقتل عدد أكبر بكثير من المدنيين وتدمير ممتلكات أكبر بكثير من تلك التي دمرها مقاتلو حماس. وقد كان الهدف المعلن للحكومة الإسرائيلية هو "تدمير حماس"، وقد لا يكون هذا الهدف مبالغاً فيه كلياً مثل الهدف الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر والذي كان "تخليص العالم من الشر"، ولكن هناك قدراً من التشابه. ومن المرجح أن يتمكن أعضاء حماس من تجنب الدمار من خلال التخفي عن الأنظار والفرار إلى تحت الأرض بكل بساطة، ثم الصعود مرة أخرى مع مرور الوقت.

وحتى لو كان من الممكن تدمير حماس بطريقة أو بأخرى، فقد تنهض جماعات أكثر تطرفاً من تحت الأنقاض، باستغلال وتر الاستياء العميق في غزة والذي تولد نتيجة القصف والغزو الإسرائيلي الجائر. ويوضح الكاتب أن النهج الأكثر تحفظاً المبين أعلاه لم يكن ليعمل على "تدمير" حماس بالمعنى المادي، بل على عزلها وجعلها منبوذة دولياً -وهو أمر كان يحدث بالفعل قبل هجومها على إسرائيل. فلا تكون المبالغة في رد الفعل مطلوبة بالضرورة من الناحية السياسية، ورغم أن خيار عدم القيام بأي شيء تقريباً رداً على استفزاز فاضح قد لا يكون مقبولاً أو حكيماً، فينبغي أن يُطرح على الأقل على الطاولة للنظر فيه في أي عملية صنع قرار عقلانية. وفي بعض الأحيان، جرى قبول النهج المنضبط في التعامل مع الاستفزازات الشنيعة.

فقد أشار توماس فريدمان من صحيفة نيويورك تايمز وآخرون إلى أن الهند لم تبالغ في رد فعلها عندما فتح مسلحون من باكستان النار على مومباي في عام 2008، ما أسفر عن مقتل 175 شخص؛ ولم تبالغ الولايات المتحدة في رد فعلها عندما فجر الإرهابيون طائرة ركاب مليئة بالأمريكيين فوق مدينة لوكربي بأسكتلندا في عام 1988. وبدلاً من ذلك، أطلقت جهوداً حازمة وطويلة باستخدام الأساليب القانونية لملاحقة المسؤولين عن ذلك. ولم يكن أي من هذين الحدثين مدمراً بقدر هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، ولكن في الأغلب وقف العالم إلى جانب الضحايا وساعد جهودهم. ويختتم الكاتب المقال بالإشارة إلى أنه قد يكون من الهام ملاحظة أنه رغم أن كلا الهجومين ولّدا دعاية هائلة لمرتكبيهما ولقضيتهما، لم يتكرر أي منهما مرة أخرى.
 

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية