تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
يشهد العالم اليوم ثورة تكنولوجية غير مسبوقة يقودها الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح أحد أهم ركائز التقدم في القرن الحادي والعشرين، فلم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة، بل تحول إلى عنصر محوري في صياغة مستقبل الابتكار والإنتاج والمعرفة، وتتزايد أهميته يومًا بعد يوم مع ما يشهده العالم من تطورات هائلة في مجالات الروبوتات، وتحليل البيانات الضخمة، والتعلم العميق، مما أسهم في تحسين جودة الحياة وتطوير الخدمات في مختلف القطاعات، من الصحة والتعليم إلى الاقتصاد والإعلام.
ويؤكد الخبراء أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا ترفيهيًا، بل أصبح ضرورة استراتيجية للدول والمؤسسات الساعية إلى مواكبة التنافس العالمي وتعزيز قدراتها الابتكارية، في ظل سباق عالمي نحو بناء دول قوية قائمة على الإبداع والتقنيات الذكية.
ويؤكد الخبراء أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا ترفيهيًا، بل أصبح ضرورة استراتيجية للدول والمؤسسات الساعية إلى مواكبة التنافس العالمي وتعزيز قدراتها الابتكارية، في ظل سباق عالمي نحو بناء دول قوية قائمة على الإبداع والتقنيات الذكية.
وبحسب تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، تم تقديم أكثر من 54 ألف اختراع في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي بين عامي 2014 - 2023، فيما تم في الصين توثيق نحو 378 ألف اختراع في هذا المجال، مما يفتح الباب أمام ابتكارات جديدة ومتنوعة، أما حجم الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي، فقد وصل إلى 1.5 تريليون دولار في عام 2025، مما يعني أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجالًا تجريبيًا بل أصبح استثمارًا ضخمًا ومؤثرًا.
شريك جديد
تقول الدكتورة غادة عامر، خبيرة الذكاء الاصطناعي بمركز دعم واتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء، إن التقدم السريع في مجالات التعلم الآلي، وتحليل البيانات الضخمة، ومعالجة اللغة، والروبوتات، والرؤية الحاسوبية، أدخل البشرية مرحلة جديدة من الإبداع والابتكار، فلم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تقنية مساعدة، بل أصبح شريكًا رئيسيًا في اتخاذ القرار، وإدارة العمليات، والتنبؤ بالمستقبل.

الدكتورة غادة عامر
وتتابع د. غادة قائلة إن الدول العربية تنظم العديد من الفعاليات في هذا المجال، كان آخرها الأسبوع العلمي السادس 2025 الذي نظمته الكلية العسكرية التقنية في سلطنة عمان تحت شعار "تكنولوجيا يصنعها الإنسان من أجل الإنسانية"، شاركت فيه مؤسسات عسكرية من سلطنة عمان ودول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب مؤسسات التعليم العالي وكليات الهندسة والمؤسسات التقنية وطلبة المدارس، بهدف تشجيع التعاون وتبادل المعرفة في مجال الابتكار بين المشاركين، وتحفيز الطلبة على طرح أفكارهم وأبحاثهم الإبداعية، وتعزيز الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا دعمًا للتوجه الوطني نحو التحول الرقمي ودفع مسيرة التقدم الإنساني.
روبوت يقرأ ملامح الإنسان بدقة
وتضيف د. غادة: "شاركت كعضو في لجنة تحكيم الابتكارات والأبحاث والمشروعات، ومن أبرز المشروعات الابتكارية التي يجري العمل عليها روبوت ذكي قادر على تحليل الصفات الشخصية للأفراد بمجرد التقاط صورة لهم عبر الكاميرا، مستندًا إلى خوارزميات دقيقة للتعرف على ملامح الوجه وأنماط التعبير".
ويهدف المشروع إلى توظيف التكنولوجيا في فهم السلوك الإنساني ودعم مجالات التعليم والتوظيف وخدمة العملاء، بما يعكس التطور المتسارع في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان وتحسين جودة الحياة.
إبداع شبابي
وأكدت د. عامر، أن مستوى الابتكارات الشبابية في الوطن العربي شهد تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، وأضافت أن الابتكار الجديد تم اختباره ميدانيًا وأثبت دقته العالية، إذ جاءت التحليلات التي أجراها الروبوت متطابقة مع الصفات الشخصية الفعلية للأشخاص الذين خضعوا للتجربة، ما يؤكد كفاءة النظام وفاعليته في تحليل السمات البشرية بدقة وموضوعية.
ثورة رقمية
من جانبها، أوضحت الدكتورة بسمة البلاط، أستاذ مساعد بكلية الإعلام بالجامعة الكندية الدولية، أن ظهور الميتافيرس يأتي في إطار التطور الهائل ضمن مظلة الذكاء الاصطناعي، حيث يُعد عالمًا افتراضيًا ثلاثي الأبعاد يدمج بين العوالم الحقيقية والافتراضية، مما يتيح للمستخدمين التفاعل مع بعضهم البعض وكذلك مع الكائنات الرقمية من خلال صور رمزية تمثلهم داخل هذا العالم.
تطبيقات الميتافيرس
ذكرت د. بسمة، أن هذا المفهوم يمكن تطبيقه في العديد من المجالات، فمثلًا يمكن لمعرض سيارات تقديم أحد طرازاته في الميتافيرس، ليجرب المستخدم قيادة السيارة افتراضيًا في بيئة واقعية رقمية، وهو ما يمثل نقلة نوعية في التسويق الرقمي، كما يمكن استخدام التقنية في تدريب الأطباء على العمليات الجراحية، وقد بدأت بعض الجامعات الأجنبية بالفعل في تطبيق هذا النوع من التدريب الافتراضي المتقدم.
وأضافت د. بسمة، أن هناك ثورة حقيقية يشهدها مجالي الإعلام والسياحة بفضل الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع الافتراضي، وأشارت إلى تجربة معبد أبو سمبل في مصر، حيث تم تنفيذ تجربة ميتافيرس تتيح للسائح الدخول إلى المعبد وخوض تجربة سياحية تفاعلية متكاملة من أي مكان في العالم، باستخدام نظارات الواقع الافتراضي وسماعات الرأس.
وأكدت أن تعميم هذه التجربة على باقي المعالم الأثرية في مصر سيساهم في تحقيق نقلة اقتصادية كبرى، لأنها تمنح السائح تجربة غامرة دون الحاجة للحضور الفعلي، مما يعزز من مكانة مصر على خريطة السياحة الذكية.
الهولوجرام.. مستقبل الإعلام التفاعلي
أوضحت د. بسمة، أن هناك تطورًا كبيرًا في مجال الهولوجرام، وهي تقنية تعتمد على تجميع الضوء لتكوين صور ثلاثية الأبعاد متحركة تبدو وكأنها حقيقية، واعتبرت أن هذه التقنية هي الأحدث في مجال الإعلام، خاصة في نشرات الأخبار، إذ بدأت بعض المؤسسات الإعلامية العالمية في استخدامها لاستضافة ضيوف افتراضيين يظهرون داخل الاستوديوهات وكأنهم حقيقيون، مما يضفي عنصر الإبهار والواقعية على البث.
كما أشارت إلى أن من أبرز الابتكارات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي ما أعلنته اليابان ضمن استعداداتها لاستضافة بطولة كأس العالم القادمة، حيث ستعتمد على تقنية الهولوجرام في نقل المباريات، ليتمكن المشاهد من رؤية اللاعبين أمامه كما لو كانوا على أرض الواقع، في تجربة تجمع بين العالم الحقيقي والافتراضي وتُعد من أكثر التقنيات تطورًا في مجال العرض الرياضي.
هوية جديدة
وأضافت د. البلاط أن كلية الإعلام تزخر بالعديد من الطلاب المبدعين الذين يقدمون أفكارًا مبتكرة في الإعلام الرقمي، موضحة أن الكلية بدأت بالفعل في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والميتافيرس في مشروعات الطلاب.
فعلى سبيل المثال، يقوم بعضهم بإعداد سيرة ذاتية رقمية تفاعلية تتضمن تصميم شخصية افتراضية تمثل هويتهم الإعلامية، بحيث يمكن لهذا "الأفاتار" أن يتحدث عنهم ويعرض مهاراتهم وخبراتهم بشكل تفاعلي مبهر. وتُعد هذه التجربة خطوة متقدمة نحو تحويل السيرة الذاتية التقليدية إلى نموذج رقمي ذكي يعكس مدى التطور التكنولوجي في المجال الإعلامي.
ميسي والذكاء الاصطناعي
وفي ختام حديثها، أوضحت أن من أحدث التطبيقات في مجال الإعلام الرقمي التفاعلي ما قدمه النجم العالمي ليونيل ميسي، الذي ظهر عبر أحد التطبيقات كشخصية افتراضية تتفاعل مع المستخدمين وتخاطبهم مباشرة كما لو كانت شخصية حقيقية.
وأشارت إلى أن هذه الحملة تمثل خطوة متقدمة في توظيف الذكاء الاصطناعي داخل الإعلام الحديث، وأسهمت بفعالية في الترويج لشخصيته وتعزيز تواصله مع جمهوره بطريقة مبتكرة وغير تقليدية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية