تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تتنوع أدوات القتل الإسرائيلية في حرب غزة بين الروبوتات والمفخخات والطائرات المسيرة، وتُعد الوسائل التكنولوجية اليوم الأداة «الأبشع» في اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه بطريقة تتنافى مع كل القيم الأخلاقية، وتحوّل القطاع إلى ساحة اختبار عسكري لأحدث أدوات التدمير الممنهج.
وأشار الباحث في الشئون الفلسطينية سعيد محمد أبو رحمة، إلى أن إسرائيل منذ العدوان على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر 2023 لم تكتفِ بشن حرب تقليدية، بل استخدمت القطاع كساحة اختبارات عسكرية لأدوات تدمير متقدمة، ضمن تكتيك استعماري يهدف إلى إضعاف البنية الاجتماعية الفلسطينية وتمهيد الأرض لواقع جديد تُمحى فيه حياة الناس ويُدفع السكان نحو النزوح والموت البطيء.
وأشار الباحث في الشئون الفلسطينية سعيد محمد أبو رحمة، إلى أن إسرائيل منذ العدوان على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر 2023 لم تكتفِ بشن حرب تقليدية، بل استخدمت القطاع كساحة اختبارات عسكرية لأدوات تدمير متقدمة، ضمن تكتيك استعماري يهدف إلى إضعاف البنية الاجتماعية الفلسطينية وتمهيد الأرض لواقع جديد تُمحى فيه حياة الناس ويُدفع السكان نحو النزوح والموت البطيء.
روبوتات
وصرح لـ "سبوت" أن من أبرز التكتيكات التدميرية الحديثة - بحسب تقرير لـ «Euro-Med Monitor» - هو استخدام إسرائيل روبوتات متفجّرة موجهة عن بُعد في مناطق مكتظة بالسكان مثل حي الزيتون وحي الشجاعية ومخيّم الشاطئ، تُستخدم هذه الروبوتات لتفجير منازل أو مواقع يُشتبه بوجود مقاومين فيها، لكنها عمليًا تُدمّر أحياءً بأكملها.
وذكر أن دائرة التدمير لتلك الروبوتات تصل إلى نحو 100 متر مباشرة، وقد تمتد آثارها إلى محيط يتجاوز 300 متر، فلا تفرِّق بين مدني وعسكري، مما يضع استخدامها ضمن بند الأسلحة العشوائية المحرَّمة دوليًا، كما اعتبر أن من أخطر الأساليب التدميرية التي تعتمدها إسرائيل تعطيل الاتصالات والإنترنت عبر تدمير البنية التحتية للاتصالات كليًا، ما نتج عنه عزل السكان وصعوبة التنقل واستحالة التنسيق الطبي والإغاثي، وانهيار قدرة إيصال الصوت الفلسطيني للخارج، وهو ما حوّل الحرب إلى عملية قتل ممنهجة تدفع نحو التهجير والإبادة دون رقابة.
مسيرات وصواريخ
وأضاف أبو رحمة، أن إسرائيل تستخدم الطائرات المسيرة الهجومية في عمليات اغتيال واستهداف أفراد ومبانٍ دون إنذار، كما تتوسع في استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل «Lavender» لتحديد آلاف الأهداف في وقت قصير، استنادًا إلى بيانات قد تكون غير دقيقة، ما يؤدي إلى استهداف واسع للمدنيين بصمت قاتل وتترك وراءها مجازر دون شهود، وتظهر صور الأقمار الصناعية أن أكثر من 191 ألف مبنى في غزة تضرر أو دُمر.
كما أشار إلى استخدام صواريخ فراغية تسبب موجات ضغط قاتلة، وأخرى انشطارية تتفجر في الهواء لتُغطي أكبر مساحة ممكنة بشظايا، ما ينتج عنه دمارًا شاملًا وتحويل أحياء كاملة إلى أراضٍ ميتة.
حرب نفسية
وشدّد على أن الحرب ضد غزة لا تقتصر على السلاح المادي فحسب، بل تشمل حربًا نفسية شرسة تمثلت في رسائل نصية تهديدية ومنشورات تجبر السكان على النزوح، وقصف مفاجئ للملاجئ، وبث خطابات تهديد عبر مكبرات الصوت، وذلك بهدف خلق حالة رعب تدفع إلى الهجرة الذاتية.
ووصف أبو رحمة ما يجري في غزة بأنه ليس مجرد قرار سياسي أو عسكري فحسب، بل نتاج تحالف التكنولوجيا الإسرائيلية مع قرارات سياسية إجرامية، مما يستلزم - في تقديره - مقاطعة أكاديمية للجامعات ومراكز الأبحاث الإسرائيلية من قبل المجتمع العلمي الدولي كرد فعل أخلاقي ضد تحويل المعرفة إلى سلاح إبادة، واعتبر أن وقف الشراكات البحثية والأكاديمية مع إسرائيل يجب أن يكون جزءًا من الضغط الدولي، خاصة إذا رُبط بتجميد الاستثمارات ومحاسبة علمية وأخلاقية واضحة.
واختتم بالقول إن ما يجري في غزة مشروع اقتلاع جماعي يُستخدم فيه كل ما أنتجته تكنولوجيا الحرب من أدوات دمار، والأخطر أن ذلك يحدث في ظل تواطؤ دولي وصمت قانوني. وأردف أن الرسالة واضحة: المطلوب ليس فقط وقف إطلاق النار، بل كسر نمط استعماري يحوّل غزة إلى مختبر للتجارب العسكرية والإفناء السكاني.
مركبات ودبابات
من جانبه، ذكر الباحث الفلسطيني علاء مطر، أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أدوات تدمير تكنولوجية متقدمة على رأسها المركبات المدرعة المسيّرة عن بُعد، ودبابات معدلة تُفخّخ عن بُعد وتحدث دمارًا هائلاً نتيجة احتوائها على نترات الأمونيوم شديدة الاشتعال، إضافة إلى مواد وقودية تزيد من شدة الانفجار والحرائق، وأوضح أن إسرائيل تعيد تدوير مركبات قديمة مثل دبابات وناقلات جند لتحويلها إلى مفخخات تُستخدم في إدارة حرب طويلة الأمد مع القدرة على إحداث دمار واسع النطاق في آن واحد.
وكشف مطر أن إسرائيل تطور نسخًا متقدمة من المركبات الآلية المزودة بمعدات لوجستية وقناصات ومُستشعرات تساعد في الوصول إلى الأهداف بسرعة، وتحديد المسلحين وإطلاق نار سريع ودقيق في آن واحد، وأشار إلى لواء "عتسيوني" الذي يعد من أقدم ألوية الاحتلال (تأسس عام 1947) وشارك في مجازر تاريخية بحق الشعب الفلسطيني، ويشارك الآن في عمليات اقتحام مدينة غزة، ويُعد من أكثر الألوية الإسرائيلية قساوة في التخريب والتدمير والحرق، مع استخدام واسع للروبوتات والمدرعات المفخخة.
وأضاف أن الطائرات المسيرة الإسرائيلية من أكثر الأسلحة فتكًا في غزة، فهي ترصد أي تحركات للسكان في مناطق القطاع وتبلّغ إحداثيات المواقع لتدميرها فورًا بصواريخ تزن أحيانًا أكثر من 1000 كيلوجرام، خصوصًا في البنايات الشاهقة والأبراج، كما تشارك الجرافات العسكرية في تدمير المباني ومحوها عن الأرض، فيما تقوم معدات هدم تابعة لشركات إسرائيلية خاصة بعمليات إزالة ممنهجة للأنقاض، ثم تُعاد تدويرها وبيعها في السوق الإسرائيلي واستخدامها في البناء داخل المستوطنات في الضفة الغربية.
واختتم بالقول إن إسرائيل تتبع استراتيجية الأرض المحروقة لإبادة قطاع غزة ومحو وجوده على الخريطة الفلسطينية، مستخدمة كل أساليب التدمير غير الأخلاقية والمحرَّمة دوليًا، ورغم ذلك يؤكد أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدًا فوق أرضه.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية