تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
يأتي شهر رمضان هذا العام خاليًا من أي أعمال درامية موجهة للأطفال، في ظل غياب ملحوظ لإنتاج أعمال جديدة تناسب هذه الفئة العمرية المهمة، وتظل أسطورة "بكار"، التي حافظت على عرش مسلسلات الأطفال لأكثر من 20 عامًا، بعدما قدم 16 جزءًا، كان آخرها في عام 2016، و"بوجي وطمطم"، التي أبدعها المخرج الراحل محمد رحمي، وتوقف إنتاجها بعد 18 جزءًا، ومنذ ذلك الحين، لم تقدم أي أعمال درامية للأطفال تضاهي هذه الأيقونات في جودتها وتأثيرها.
المنتجون والخوف من الخسارة
يرجع المؤلف عمرو سمير عاطف، صاحب الإنجازات الكبيرة في دراما الطفل والأسرة، غياب أعمال الأطفال إلى عزوف المنتجين عن الاستثمار في هذا النوع من الأعمال، مؤكداً أن المنتجون يخشون الخسارة، معتقدين أن هذه الأعمال غير مربحة ومكلفة، وأن نسب مشاهدتها في رمضان أقل مقارنة بالمسلسلات الأخرى، هذه مخاوف غير مبررة، فتجربة "بكار" مثلًا لا تزال حلقاته الأكثر مشاهدة حتى بعد توقف إنتاجه، ويتم بثه على العديد من القنوات، خاصة في رمضان.
ويضيف عاطف أن البعض يردد أننا لسنا متقدمين في صناعة محتوى جيد للأطفال، وأننا لا نستطيع منافسة الغرب، وهذا غير صحيح، لدينا كفاءات في الكتابة والإخراج تنافس عالميًا، والأعمال المصرية تحظى بقبول كبير في جميع الدول العربية.
إمكانات مصرية غير مستغلة
ويؤكد عاطف أن المبدع المصري لديه ما يقدمه للطفل، مشيرًا إلى أن مصر قدمت أعمالًا رائدة في الماضي، مثل "السندباد البحري" و"بكار"، التي لا تزال حاضرة في ذاكرة الأطفال، ويقول: "لدينا كل الإمكانات التي يمكن أن تسعد أطفالنا، وأؤكد أن هذه الأعمال مربحة إنتاجيًا.
وعن مشاريعه المستقبلية، يكشف عاطف عن مشروعه الفني الذي يعكف عليه، وهو دراما العائلة، حيث قدم أعمالًا مثل "الجيل الرابع" و"بيت العيلة"، ويعد بمفاجآت جديدة خلال الفترة المقبلة.
دراما الأطفال رفاهية أم مسئولية؟
من جانبه، يرى الكاتب محمد فتحي أن الطفل المصري يستحق مشروعًا متكاملًا تعنى به الجهات الرسمية، وليس مجرد أعمال فردية، ويقول: "تتعامل معظم القنوات التليفزيونية مع برامج الأطفال ودراماهم وكأنها رفاهية أو عبء، بسبب اعتقادهم بأن هذا المحتوى غير جاذب إعلانيًا، وندرة الكوادر المؤهلة، وتركيزهم على الكارتون فقط".
ويضيف فتحي أن هذه التصورات خاطئة، فالتليفزيون المصري كان ينتج أعمالًا درامية مميزة للأطفال يشارك فيها كبار النجوم مثل يحيى الفخراني وإيمان الطوخي وحسن يوسف، ونحن بحاجة إلى دعم رسمي حقيقي وكوادر مؤهلة تتعامل مع الأمر كاستثمار في المستقبل وقضية أمن قومي.
استثمار في المستقبل
ويشير فتحي إلى أن العالم يتغير بسرعة، والأطفال أصبحوا أكثر انفتاحًا على المحتوى العالمي عبر الإنترنت والذكاء الاصطناعي، ويحذر من أن عدم الاهتمام بدراما الأطفال يعني تركهم فريسة لمحتوى قد لا يتوافق مع قيمنا وهويتنا.
ويذكر أن دراما الأطفال المصرية شهدت نقلة كبيرة بفضل الراحلة دكتورة منى أبو النصر، التي أخرجت عدة أجزاء من "بكار"، واستكملها نجلها المخرج شريف جمال بعد وفاتها عام 2003، وقد تميز المسلسل بأغنية البداية والنهاية التي غناها الفنان محمد منير، والتي لا تزال محفورة في ذاكرة المصريين.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية