تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أجبرتني الظروف قبل سنوات على زيارة إحدى المستشفيات المتخصصة في علاج الأورام، كانت المشاهد مؤلمة، والمعاناة وألم المرض المرتسم على الوجوه يبدو قاسيا، وعجبت من زحام المستشفى، وهو الأمر الذي يشير إلى عدد المرضى، وتألمت كثيرا لحالهم ولساني يلهج بكلمات الشكر والثناء لله على نعمة الصحة.
غادرت المستشفى بعد انتهاء مهمتي، وعدت لمنزلي ولكن بقيت مشاهد الألم أمام عيني، أتذكرها بين الحين والآخر على الرغم من مرور السنوات، حتى قرأت مؤخرا عن العلاج بـ"الطب الشخصي"، وهو آلية جديدة للعلاج تقوم على إعداد خطة خاصة لعلاج كل مريض على حدة.
خريطة جينية
وأورد البحث الذي قرأته، أنه عمليًا تحدث جميع الأمراض المزمنة مثل السرطان والقلب والسكر للمرض، بسبب مكون وراثي، إلا أن تلك الأمراض الخطيرة، تكشف عن أسرارها من خلال الحمض النووي، حيث يستخدم الأطباء الخريطة الجينية للمريض، لوضع خطة علاجية مخصصة له تحقق أفضل النتائج، ما يمنح الأمل للكثير من المرضى خاصة المصابين بالسرطان، في الشفاء والتمتع بحياة أفضل أثناء العلاج وبعده، وهي الإستراتيجية التي أسهم في تنفيذها المبادرات الرئاسية التي أطلقت خلال السنوات الماضية، ما أسهم في ارتفاع نسب الشفاء من السرطان.
وفي الغالب كان يستخدم الأطباء علاجات مماثلة للأشخاص الذين يعانون من نفس نوع السرطان، فكان يستجيب البعض للعلاج والبعض الآخر لا يستجيب، وبالتالي يوجد اختلافات بين البشر رغم الإصابة بنفس النوع من السرطان، كما أوضح لي الدكتور باسل رفقي أستاذ مساعد جراحة الأورام بمركز الأورام جامعة المنصورة، عندما حدثته للاطلاع على مزيد من التفاصيل، قبل أن يواصل: "حتى جاء الطب الشخصي ليحاول فهم هذه الاختلافات، عن طريق الخريطة الجينية للبشر لتحديد أفضل علاج لكل مريض"
.
علاج الغالبية
ففي البداية كان يستخدم العلاج الكيماوي لعلاج غالبية أنواع السرطان، إلا أنه كان يعمل بقسوة على الجسم ويؤدي لأثار شديدة على الجسم مثل سقوط الشعر، والحديث مازال لـ "رفقي"، لكن الآن يعتمد الطب الشخصي على معرفة الطبيب أسباب المرض بدقة، ليتمكن من تحديد الطريقة المثلى للعلاج وجرعة الدواء اللازمة، لتجنب تحمل المرضى الأدوية الكيميائية بجرعات أكبر من حاجتهم، أو غير مناسبة، إذ يؤدي اعتماد خطة "الطب الشخصي" استهداف الخلايا السرطانية فقط للمريض دون السليمة، ما يشعره بالتحسن.
ولكل نوع من الأورام سماته الخاصة بحسب "رفقي"، ويأمل الأطباء في أن يسهم تطبيق أساليب طب الأورام الدقيق في اكتشاف تلك السمات وتطوير الخطط العلاجية بناء على تشخيص كل حالة، حيث يستخدم طب الأورام الدقيق حاليًا في علاج عدد من السرطانات ومنها الثدي، القولون والمستقيم، والجهاز الهضمي، والمبيض والرحم، والبروستاتا، والرئة.
دليل تعليمات
ويتم اختبار جزء من الحمض النووي الخاص بكل مريض، إذ يشبه الحمض النووي دليل تعليمات خاص بكل فرد، والحديث ما زال لأستاذ الأورام بجامعة المنصورة، ومن خلال قراءة هذا الحمض، يمكن للأطباء تعلم الكثير عن الورم الذي يعانيه المريض ومن ثم تحديد العلاج المناسب وجرعاته، موضحا أن جزء من التحاليل يتم داخل مصر، وجزء آخر يتم إرساله للخارج، ما يشير إلى ارتفاع تكلفة التحاليل، وأيضا الأدوية التي ترد جميعها مستوردة.
واستطرد: "وعلى الرغم من ذلك ساعدت المبادرات الرئاسية في تطبيق الطب الشخص في مصر والتوسع فيه، ومن ثم دخوله لبروتوكولات العلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحي، ما رفع نسب الشفاء من السرطان إلى أعلى مستوياتها، وأعطى الأمل لمرضى المراحل المتقدمة مثل المرحلة الثالثة والرابعة في البقاء على قيد الحياة لسنوات طويلة بعد أن كانوا ينتظرون الموت"، مختتما: "يمكن أن يساعد الطب الشخصي أيضًا في اكتشاف الأورام مبكرًا، ومعرفة فرص الإصابة ببعض أنواعها مستقبلا".
ارتفاع التكلفة
أسهمت المبادرة الرئاسية لصحة المرأة، على الاكتشاف المبكر لعدد كبير من حالات الإصابة بسرطان الثدي وتحويلهم للمستشفيات، والحديث انتقل هنا للدكتورة سارة زيتون استشاري جراحات أورام الثدي، قبل أن تشير إلى مساعدة المبادرة في علاج نوع مهم من مرضى السرطان الموجه، لارتفاع تكلفة علاجه، التي تصل تكلفة الجرعة الواحدة منه إلى 60 ألف جنيه، وتحتاج المريضة الواحدة إلى 20 جرعة تقريبًا، وبالتالي قد تصل تكلفة علاج مريضة واحدة إلى نصف مليون جنيه، والمبادرة وافقت على علاج جميع الحالات مجانا على نفقة الدولة ودون تحمل المرضى أي مبلغ مالي .
ويمثل مرضى العلاج الموجه نحو 8 % من الحالات المكتشفة، وفقا لـ"سارة"، وكانوا لا يستجيبوا للعلاج الكيماوي أو الاشعاعي أو الجراحة، وبالتالي ساعدت المبادرة في علاج هؤلاء المرضى مما رفع نسب الشفاء بالإضافة إلى عدم الانتكاسة وعودة المرض مجددا لآلاف المرضى.
سيطرة موثوقة
والطب الشخصي الدقيق هو ممارسة سيطرة موثوقة على معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات والعجز وكذلك تحسين تكلفة وفاعلية العلاج بشكل كبير سواء للمرضى أو للأشخاص المعرضين للخطر، كما أوضحت الدكتورة نجوى عبد المجيد، أستاذ الوراثة البشرية بالمركز القومي للبحوث، مؤكدة أن هذه الاستراتيجية من شأنها أن تعطي فرصة حقيقية لتأمين التدابير الوقائية التي يمكن أن يكون لتخصيصها تأثير إيجابي كبير على التركيبة السكانية.
ورأت أن تنفيذ موارد الطب الشخصي الدقيق في الممارسة السريرية بحاجة قوية إلى تطوير استراتيجي جديد يعتمد على المؤشرات الحيوية، قبل أن تشير إلى أن هناك 4 أنواع من المؤشرات الحيوية المتعلقة بالطب الشخصي الدقيق تتضمن التشخيص، التنبؤ، الإنذار، أثناء العلاج، موضحة أهمية تحسين دعم اتخاذ القرار السريري مما يؤدي إلى تجنب العلاج غير الضروري.
مرضى التوحد
وللطب الشخصي في علاج الأمراض الوراثية دور مهم، خاصة لمرضى التوحد، بحسب أستاذ الوراثة البشرية، وبالتالي فهناك حاجة إلى الاهتمام الدقيق بتناول المغذيات في مرضى التوحد مثل فيتامين د، والكالسيوم، والبوتاسيوم وغيرها، ولذلك تعد الأساليب الشخصية مثل الرعاية الغذائية الدقيقة أمرا بالغ الأهمية، مشيرة إلى ارتباط برنامج الجينوم المصري وأهميته في الطب الشخصي والدقيق والعلاج الجيني والصيدلة الجينية، حيث سيساعد على التنبؤ بالأمراض الوبائية المستقبلية، وتحديد طرق مواجهتها، وسيساعد في الاكتشاف المبكر للجينات المتعلقة بالأمراض الأكثر شيوعًا عند المصريين، وأفضل البروتوكولات العلاجية والوقائية لها.
واختتمت: "وستُمكن نتائج المشروع منظومة الصحة المصرية من الاستفادة من التقدم الطبي في مجال الطب الشخصي والدقيق، مع الاهتمام بتوسيع قاعدة البيانات المتعلقة بهذا المشروع، وانعكاس ذلك على تحويل نموذج الرعاية الصحية من خلال توقع ومعالجة أفضل.
غادرت المستشفى بعد انتهاء مهمتي، وعدت لمنزلي ولكن بقيت مشاهد الألم أمام عيني، أتذكرها بين الحين والآخر على الرغم من مرور السنوات، حتى قرأت مؤخرا عن العلاج بـ"الطب الشخصي"، وهو آلية جديدة للعلاج تقوم على إعداد خطة خاصة لعلاج كل مريض على حدة.
خريطة جينية
وأورد البحث الذي قرأته، أنه عمليًا تحدث جميع الأمراض المزمنة مثل السرطان والقلب والسكر للمرض، بسبب مكون وراثي، إلا أن تلك الأمراض الخطيرة، تكشف عن أسرارها من خلال الحمض النووي، حيث يستخدم الأطباء الخريطة الجينية للمريض، لوضع خطة علاجية مخصصة له تحقق أفضل النتائج، ما يمنح الأمل للكثير من المرضى خاصة المصابين بالسرطان، في الشفاء والتمتع بحياة أفضل أثناء العلاج وبعده، وهي الإستراتيجية التي أسهم في تنفيذها المبادرات الرئاسية التي أطلقت خلال السنوات الماضية، ما أسهم في ارتفاع نسب الشفاء من السرطان.
وفي الغالب كان يستخدم الأطباء علاجات مماثلة للأشخاص الذين يعانون من نفس نوع السرطان، فكان يستجيب البعض للعلاج والبعض الآخر لا يستجيب، وبالتالي يوجد اختلافات بين البشر رغم الإصابة بنفس النوع من السرطان، كما أوضح لي الدكتور باسل رفقي أستاذ مساعد جراحة الأورام بمركز الأورام جامعة المنصورة، عندما حدثته للاطلاع على مزيد من التفاصيل، قبل أن يواصل: "حتى جاء الطب الشخصي ليحاول فهم هذه الاختلافات، عن طريق الخريطة الجينية للبشر لتحديد أفضل علاج لكل مريض"
.
علاج الغالبية
ففي البداية كان يستخدم العلاج الكيماوي لعلاج غالبية أنواع السرطان، إلا أنه كان يعمل بقسوة على الجسم ويؤدي لأثار شديدة على الجسم مثل سقوط الشعر، والحديث مازال لـ "رفقي"، لكن الآن يعتمد الطب الشخصي على معرفة الطبيب أسباب المرض بدقة، ليتمكن من تحديد الطريقة المثلى للعلاج وجرعة الدواء اللازمة، لتجنب تحمل المرضى الأدوية الكيميائية بجرعات أكبر من حاجتهم، أو غير مناسبة، إذ يؤدي اعتماد خطة "الطب الشخصي" استهداف الخلايا السرطانية فقط للمريض دون السليمة، ما يشعره بالتحسن.
ولكل نوع من الأورام سماته الخاصة بحسب "رفقي"، ويأمل الأطباء في أن يسهم تطبيق أساليب طب الأورام الدقيق في اكتشاف تلك السمات وتطوير الخطط العلاجية بناء على تشخيص كل حالة، حيث يستخدم طب الأورام الدقيق حاليًا في علاج عدد من السرطانات ومنها الثدي، القولون والمستقيم، والجهاز الهضمي، والمبيض والرحم، والبروستاتا، والرئة.
دليل تعليمات
ويتم اختبار جزء من الحمض النووي الخاص بكل مريض، إذ يشبه الحمض النووي دليل تعليمات خاص بكل فرد، والحديث ما زال لأستاذ الأورام بجامعة المنصورة، ومن خلال قراءة هذا الحمض، يمكن للأطباء تعلم الكثير عن الورم الذي يعانيه المريض ومن ثم تحديد العلاج المناسب وجرعاته، موضحا أن جزء من التحاليل يتم داخل مصر، وجزء آخر يتم إرساله للخارج، ما يشير إلى ارتفاع تكلفة التحاليل، وأيضا الأدوية التي ترد جميعها مستوردة.
واستطرد: "وعلى الرغم من ذلك ساعدت المبادرات الرئاسية في تطبيق الطب الشخص في مصر والتوسع فيه، ومن ثم دخوله لبروتوكولات العلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحي، ما رفع نسب الشفاء من السرطان إلى أعلى مستوياتها، وأعطى الأمل لمرضى المراحل المتقدمة مثل المرحلة الثالثة والرابعة في البقاء على قيد الحياة لسنوات طويلة بعد أن كانوا ينتظرون الموت"، مختتما: "يمكن أن يساعد الطب الشخصي أيضًا في اكتشاف الأورام مبكرًا، ومعرفة فرص الإصابة ببعض أنواعها مستقبلا".
ارتفاع التكلفة
أسهمت المبادرة الرئاسية لصحة المرأة، على الاكتشاف المبكر لعدد كبير من حالات الإصابة بسرطان الثدي وتحويلهم للمستشفيات، والحديث انتقل هنا للدكتورة سارة زيتون استشاري جراحات أورام الثدي، قبل أن تشير إلى مساعدة المبادرة في علاج نوع مهم من مرضى السرطان الموجه، لارتفاع تكلفة علاجه، التي تصل تكلفة الجرعة الواحدة منه إلى 60 ألف جنيه، وتحتاج المريضة الواحدة إلى 20 جرعة تقريبًا، وبالتالي قد تصل تكلفة علاج مريضة واحدة إلى نصف مليون جنيه، والمبادرة وافقت على علاج جميع الحالات مجانا على نفقة الدولة ودون تحمل المرضى أي مبلغ مالي .
ويمثل مرضى العلاج الموجه نحو 8 % من الحالات المكتشفة، وفقا لـ"سارة"، وكانوا لا يستجيبوا للعلاج الكيماوي أو الاشعاعي أو الجراحة، وبالتالي ساعدت المبادرة في علاج هؤلاء المرضى مما رفع نسب الشفاء بالإضافة إلى عدم الانتكاسة وعودة المرض مجددا لآلاف المرضى.
سيطرة موثوقة
والطب الشخصي الدقيق هو ممارسة سيطرة موثوقة على معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات والعجز وكذلك تحسين تكلفة وفاعلية العلاج بشكل كبير سواء للمرضى أو للأشخاص المعرضين للخطر، كما أوضحت الدكتورة نجوى عبد المجيد، أستاذ الوراثة البشرية بالمركز القومي للبحوث، مؤكدة أن هذه الاستراتيجية من شأنها أن تعطي فرصة حقيقية لتأمين التدابير الوقائية التي يمكن أن يكون لتخصيصها تأثير إيجابي كبير على التركيبة السكانية.
ورأت أن تنفيذ موارد الطب الشخصي الدقيق في الممارسة السريرية بحاجة قوية إلى تطوير استراتيجي جديد يعتمد على المؤشرات الحيوية، قبل أن تشير إلى أن هناك 4 أنواع من المؤشرات الحيوية المتعلقة بالطب الشخصي الدقيق تتضمن التشخيص، التنبؤ، الإنذار، أثناء العلاج، موضحة أهمية تحسين دعم اتخاذ القرار السريري مما يؤدي إلى تجنب العلاج غير الضروري.
مرضى التوحد
وللطب الشخصي في علاج الأمراض الوراثية دور مهم، خاصة لمرضى التوحد، بحسب أستاذ الوراثة البشرية، وبالتالي فهناك حاجة إلى الاهتمام الدقيق بتناول المغذيات في مرضى التوحد مثل فيتامين د، والكالسيوم، والبوتاسيوم وغيرها، ولذلك تعد الأساليب الشخصية مثل الرعاية الغذائية الدقيقة أمرا بالغ الأهمية، مشيرة إلى ارتباط برنامج الجينوم المصري وأهميته في الطب الشخصي والدقيق والعلاج الجيني والصيدلة الجينية، حيث سيساعد على التنبؤ بالأمراض الوبائية المستقبلية، وتحديد طرق مواجهتها، وسيساعد في الاكتشاف المبكر للجينات المتعلقة بالأمراض الأكثر شيوعًا عند المصريين، وأفضل البروتوكولات العلاجية والوقائية لها.
واختتمت: "وستُمكن نتائج المشروع منظومة الصحة المصرية من الاستفادة من التقدم الطبي في مجال الطب الشخصي والدقيق، مع الاهتمام بتوسيع قاعدة البيانات المتعلقة بهذا المشروع، وانعكاس ذلك على تحويل نموذج الرعاية الصحية من خلال توقع ومعالجة أفضل.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية