تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : رفض مشروع التهجير بين الالتزام بالأمن القومي ودعم القضية الفلسطينية
source icon

سبوت

.

رفض مشروع التهجير بين الالتزام بالأمن القومي ودعم القضية الفلسطينية

كتب:د. نسرين مصطفى

في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، تتصاعد المخاوف الدولية من مخططات أمريكية وإسرائيلية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسريًا من القطاع إلى دول الجوار، بما في ذلك مصر والأردن، هذه المخططات، التي تم التلميح إليها في تقارير إعلامية وتسريبات رسمية، تثير تساؤلات حول أهدافها الإستراتيجية وتداعياتها على الأمن القومي المصري والقضية الفلسطينية بشكل عام.

الشرق الأوسط الكبير
أوضح اللواء الدكتور محمد الغباري، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن التصميم الإسرائيلي الأمريكي على تهجير الفلسطينيين إلى سيناء يرتبط بالمصالح الإستراتيجية بين البلدين، فالولايات المتحدة تسعى لتنفيذ مشروع "الشرق الأوسط الكبير"، الذي يهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالحها.

وحذر الغباري من أن مشروع التهجير يهدد الأمن القومي المصري على المدى القصير والطويل، ففي بدايته، كان المشروع يستهدف تبادل الأراضي، ثم تطور ليصبح مشروعًا لاستقطاع جزء من سيناء لإقامة دولة فلسطينية، مما يعرض الأراضي المصرية للخطر، فالدولة الفلسطينية المقترحة ستكون غير مستقرة بسبب تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه، مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.

سيناريوهات مستقبلية 
كما أكد الغباري أن هناك العديد من السيناريوهات المستقبلية المحتملة ومنها أن مصر ستواجه ضغوطًا دولية لإجبارها على قبول مشروع التهجير، سواء من خلال قطع المعونات العسكرية أو زيادة الضغوط الاقتصادية، إلا أنها قادرة على التعامل مع هذه التحديات.

تصريحات لجس النبض
وردًا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول قضية التهجير، اعتبر الغباري أن هذه التصريحات تأتي في إطار "جس النبض" وليست جزءًا من سياسة رسمية، فالولايات المتحدة لديها أهداف إستراتيجية واضحة في المنطقة، وتصريحات ترامب لا تعكس بالضرورة هذه الأهداف.

الأمن القومي والأبعاد الإنسانية
ويرى الغباري أن مصر ترفض مشروع التهجير منذ طرحه لأول مرة في تسعينيات القرن الماضي، نظرًا لتداعياته السلبية على القضية الفلسطينية والأمن القومي المصري، فمصر تدعم الشعب الفلسطيني من خلال توفير المساعدات الإنسانية وتشجيع الصمود في وجه العدوان الإسرائيلي.

وأضاف أن الموقف الشعبي المصري يرفض أيضًا مشروع التهجير، حيث أظهر الشعب المصري تعاطفًا كبيرًا مع الفلسطينيين، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد، مؤكداً أن الوعي الشعبي بالمخاطر التي تهدد الأمن القومي جعل الشعب يدعم موقف الدولة الرسمي برفض التهجير.

إعادة الإعمار 
فيما يتعلق بإعادة إعمار غزة، توقع الغباري أن تقتصر مساهمة مصر على الدعم الفني، نظرًا للأزمة الاقتصادية العالمية، وعملية إعادة الإعمار ستكون طويلة الأمد وتتطلب تعاونًا عربيًا ودوليًا.

وحذر من أن نموذج التهجير قد يتكرر في الضفة الغربية، حيث تسعى إسرائيل إلى تهجير الفلسطينيين من المنطقة تماشيًا مع العقيدة اليهودية التي تعتبر الضفة الغربية والقدس جزءًا من الدولة اليهودية.

تداعيات التهجير 
أكد الغباري أن الأردن، مثل مصر، ترفض مشروع التهجير، وأن أي محاولة لتنفيذه ستؤدي إلى زعزعة استقرار الدول العربية، مشيراً إلى أن الفلسطينيين لن يقبلوا بأي حلول تهدف إلى تهجيرهم من أرضهم، خاصة في ظل التضحيات التي قدموها على مدار عقود.

الحلول البديلة والمصالح الإقليمية
ويؤكد مستشار الأكاديمية العسكرية على أن مشروع التهجير ليس حلاً واقعيًا، وأن الحل الأمثل يكمن في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، خاصة القرار 242، الذي يدعو إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، وأكد أن نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى يعني القضاء على القضية الفلسطينية، وهو ما يتعارض مع حقوقهم التاريخية.
وأشار إلى أن مصر تقوم بدور فعال في حشد الرأي العام الدولي ضد مشروع التهجير، مما يعكس التزامها بحماية الأمن القومي ودعم القضية الفلسطينية.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية