تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : رغم الصاروخ العابر للقارات.. تطور السلاح الصيني لا يلغي التفوق الأمريكي
source icon

سبوت

.

رغم الصاروخ العابر للقارات.. تطور السلاح الصيني لا يلغي التفوق الأمريكي

كتب:د. نسرين مصطفى

أثار الصاروخ الصيني العابر للقارات DF-100 جدلاً واسعًا بعدما وصفت تقارير إعلامية وعسكرية قدرته على اختراق أنظمة الدفاع الأمريكية المتقدمة، ويأتي الإعلان عن هذه المنظومة في إطار سعي بكين لإبراز قوتها الصاروخية، وتأكيد موقعها كقوة عسكرية صاعدة رغم ذلك يرى خبراء أن الصاروخ يمثل تطورًا نوعيًا في تكنولوجيا التسليح الصيني بفضل سرعته العالية ومناوراته المعقدة، فإنهم يؤكدون في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة ما زالت تحتفظ بقدرات دفاعية وهجومية تجعلها متفوقة بفارق كبير على الصين في ميدان الأسلحة الإستراتيجية.

تفوق بالأرقام
وفى تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) تعد الولايات المتحدة أكبر مصدر للأسلحة بالعالم، حيث شكلت 43% من صادرات الأسلحة العالمية، أما الصين فاحتلت المرتبة الرابعة، بنسبة 5.9% من الصادرات العالمية للأسلحة، وهو ما أكده اللواء طيار دكتور هشام الحلبي المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، الذي أكد ان أكبر نسبة مبيعات للأسلحة في العالم لصالح الولايات المتحدة وأن الصين مازالت خارج المنافسة. 

ونبه د. الحلبي إلى أنه لا يمكن الحكم على الأمر من خلال صفقة أو اثنين قامت بهم الصين فالأمر يقاس بالأرقام، فمازالت الولايات المتحدة الأمريكية تتصدر العالم بفارق كبير عن باقي الدول.

تميز أمريكي
فعلى الرغم من أن الصين منتجة للسلاح لكن قدرتها على بيع السلاح مرتبط بعلاقاتها السياسة، فالولايات المتحدة الأمريكية قادرة بل ومتفوقة في إنشاء علاقات سياسية وعسكرية بالتوازي، وهو أمر تتميز به الولايات المتحدة عن الصين، فبعض الدول تدخل تحت المظلة الامريكية لحمايتها وبالتالي هذه الدول يجب أن تشتري سلاحها من أمريكا مثل دول أوروبا وحلف شمال الأطلنطي.
 
وأشار د. الحلبي، إلى أن الصين مازالت في البدايات، بل إن ما يقال عن مساندة الصين لإيران وقت العمليات العسكرية الإسرائيلية ضدها، لم يكن له وجود على أرض الواقع، فالأسلحة والصواريخ التي استخدمت إيرانية الصنع وليست صينية. 

قوة عسكرية لم تظهر بعد
لذا فإن إعلان الصين عن امتلاكها صواريخ عابرة للقارات -وهي صواريخ فرط صوتية تصل إلى 25 ضعف سرعة الصوت- يأتي في إطار التصريحات الإعلامية فقط، ولكننا لم نر صواريخ صينية سواء استخدمتها أو باعتها لدول أخرى، ولكن هذا لا يمنع أن الصين لديها قدرات عسكرية لم تظهر بعد. 

القبة الذهبية
ويرى د. الحلبي، أن الولايات المتحدة تضع في اعتبارها هذه القدرات، لذا أعلن ترامب عن إنشاء القبة الذهبية لتحمى الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من الضربات الصاروخية، معتمداً بشكل كبير على استغلال الفضاء ويتطلب وقتًا وتكاليف ضخمة، متوقعًا أن يبدأ ظهوره التجريبي في عام 2028 قبل أن يكتمل لاحقًا.

 تقدم ملحوظ
فالصين بدأت مؤخراً تطور أسلحتها، خاصة القوات الجوية ووصلوا لتصنيع الصواريخ الفرط صوتية، وهي بدايات قوية، إلا أن العبرة في التسليح هي الوصول للمبيعات التي تحقق أمرين:

الأول: اختبار السلاح في بيئات عملياتية مختلفة مما يكون فرصة للتجربة والتطوير.
الثاني: المردود المالي لاستمرار التطوير.

طفرة في السلاح 
ومن جانبه يؤكد الدكتور أحمد أبو جبل الباحث السياسي، أن التنافس بين الولايات المتحدة والصين لن يصل للمجال العسكري، لأن الولايات المتحدة مسيطرة بشكل كبير على سوق التسليح في العالم، وهي المصدر الأول للسلاح، وليس معنى ان الصين بدأت تعلن عن أسلحة لها في مجال الطيران أو الدفاع الجوي أنها وصلت إلى مرحلة التنافس مع واشنطن، فهناك فارق كبير، ولكن من الممكن أن نعتبر ما يحدث طفرة حقيقية في السلاح الصيني. 

مميزات السياسة الصينية
وأضاف د. أبو جبل، من مميزات الصين -وكذلك روسيا- أنها لا تفرض شروطاً سياسية أو تدخل في الشئون الداخلية للدول التي تبيع لها السلاح، مما يجعل فرصة السلاح الصيني والروسي في إفريقيا أفضل من فرصة السلاح الأمريكي.

فالتنافس من الوارد أن يحدث بين روسيا والصين، وليس بين الصين والولايات المتحدة، وهو تنافس اقتصادي، يمكن أن تستخدم فيه أسلحة سياسية أو تلويح بالقوة العسكرية مثل التدريب المشترك مع بعض الدول في المنطقة، مما يفرض نوع من أنواع الضغوط على واشنطن، خاصة أن الصين حققت بالفعل قفزات واضحة في تكنولوجيا السلاح، ما يمنحها موقعًا أكثر حضورًا على خريطة تجارة الأسلحة العالمية، غير أن الفارق ما زال شاسعًا بينها وبين الولايات المتحدة التي تستحوذ وحدها على الحصة الأكبر من السوق وتبقى صاحبة النفوذ الأوسع في هذا المجال.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية