رغم كونها من الأطعمة المسلية والمحببة لدى كثيرين، إلا أن المكسرات تملك وجهًا آخر أكثر أهمية، يتمثل في قيمتها الغذائية العالية وفوائدها الصحية المتعددة.

فقد أكد عدد من الأطباء وخبراء التغذية أن المكسرات تُعد من الأغذية الغنية بالعناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم، إذ تحتوي على الدهون الصحية، البروتين، الألياف، إلى جانب الفيتامينات والمعادن، وتُعد بعض أنواع المكسرات خيارًا مثاليًا لمن يتبعون أنظمة غذائية بهدف إنقاص الوزن، نظرًا لاحتوائها على سعرات حرارية أقل مقارنة بغيرها، مع احتفاظها بنسبة مرتفعة من الدهون الجيدة والبروتين.

ولا تتوقف فوائد المكسرات عند هذا الحد، بل تدخل أيضًا في تركيب بعض الوصفات الطبية لعلاج عدد من الأمراض، من أبرزها: الأنيميا (فقر الدم)، والتقزم، بفضل ما تحتويه من عناصر تدعم نمو الجسم وتحسن من كفاءة الجهاز المناعي.

وخلال هذا التقرير، نسلّط الضوء على الفوائد الصحية الكاملة للمكسرات، وأبرز الوصفات العلاجية التي تدخل فيها كمكون فعّال يساهم في مواجهة بعض الأمراض المزمنة.

 برنامج غذائي متكامل 
يقول يحيى إبراهيم خبير في مجال الصناعات الغذائية والمكسرات؛ تعد المكسرات أحد أهم مصادر الطاقة، والتي تنقسم إلى ثلاثة أنواع أهمهم:
- الدهون الصحية: أحد أهم مصادر الطاقة الرئيسية، التي تساعد على الحفاظ على الصحة وتوفير الطاقة بشكل عام. 
- المغذيات: من الأحماض الأمينية والمعادن.
- الحماية: من خلال تعويض الجسم احتياجاته الضرورية عن طريق الاعشاب.

صيدلية طبيعية
أوضح يحيى؛ أن المكسرات تعد من أهم المصادر العلاجية التي تساعد في علاج أمراض القلب، وتعويض الجسم احتياجاته من المعادن والفيتامينات الضرورية مثل:
- اللوز: الذي يحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم، وغني جداً بأحماض أوميجا 3 و6، ومصدر ممتاز للسيلينيوم المفيد لمرضى الغدة الدرقية، ودعم الخصوبة.
- عين الجمل والجوز: تحتوي على نسب عالية من أوميغا 3، والتي تساعد الطلبة على الاستذكار وتذكر المعلومات، لذا ينصح الطلبة بتناول ما يعادل 8 حبوب من المكسرات يوميًا ضمن وجبات الإفطار أو على مدار اليوم الدراسي، بالإضافة لاحتوائه على البروتين والدهون الأحادية الغير مشبعة، التي تغذي المخ والقلب والشرايين، والطاقة الناتجة عن تناوله تعد طاقة مستدامة.
 كما أنه يساعد على إفراز هرمون الدوبامين، الذي يحسين الحالة المزاجية ويحقق سعادة للإنسان، كما يحافظ على البكتيريا النافعة في جسم الإنسان.
- الفول السوداني: يعد من أهم أنواع المكسرات التي تحتوي على الدهون الصحية.

الحبوب الكاملة
أشار يحيى إبراهيم؛ إلى أن هناك أنواع أخرى من المسليات والتي تصنف كأنواع من البقوليات (الحبوب الكاملة)، والتي تصنف ضمن المغذيات عالية القيمة مثل: 

- الحمص: ويحتوي على نسب عالية من البروتين والألياف، إضافة إلى أنه يحسن وظائف المعدة.
- الترمس: وهو أحد أهم أنواع الحبوب الكاملة، التي تحتوي على نسبة عالية من المغذيات، الاحماض الأمينية، الزنك، والماغنسيوم.

حياة بدون أمراض
ويوضح إبراهيم يحيى؛ أن السبب الأساسي في انتشار الأمراض هو عدم توافر المغذيات والفيتامينات التي تحسن من صحة الإنسان، وأن التوازن في توفير المغذيات الضرورية سوف يؤدي إلى حياة بدون أمراض.

وتذكر الدكتورة غادة الصايغ استشاري التغذية العلاجية وأسلوب الحياة والمتخصصة في تغذية ما بعد جراحات السمنة؛ أن الدراسات العلمية أثبتت أن المكسرات لها فوائد صحية كبيرة على الجسم كاملًا:

- تحسن من المزاج العام لغناها بالمعادن والألياف.
- غنية بالبوليفينول الذي يقوم بنفس خصائص البكتريا النافعة، بالتزامن مع قيامها بدور مهم في تقليل البكتريا الضارة، بالجهاز الهضمي، مثل جرثومة المعدة.
- علاج العديد من الأمراض وأهمها السكر، الضغط، أمراض القلب.
- مفيدة لمرضي الفايبروماليجيا، وتكيس المبايض، السمنة، وذلك لأنها تحتوي على نسب عالية من البروتين والألياف.
- غنية بالمعادن والدهون الصحية، فهي مفيدة لمرضى الإمساك المزمن.
- منخفضة في نسبة الكربوهيدرات وغنية بمضادات الأكسدة وفيتامين E والسلينيوم، لذا فهي تساعد على تجديد خلايا البشرة، وتزيد من نسبة لمعانها ونضارتها.
- تنشط الكبد وتقلل من مقاومة الأنسولين.
- تقلل من أسباب التهابات العضلات والأعصاب، المرتبطين بأمراض القلب والأوعية الدموية، لأنها غنية بالبوتاسيوم ومضادات الأكسدة.
- تعد وجبه خفيفة لتحسين مستوى الكولسترول، كما أن الماغنيسيوم أحد المعادن التي تخفض ضغط الدم المرتفع، ومفيدة لتحسين وظائف المخ، ورفع كفاءته الإدراكية، وتحمي من خطر الإصابة بالزهايمر.
- تعد المكسرات بأنواعها من اللوز، الكاجو، الفول السوداني، والفستق، المصدر الثاني للزنك بعد المأكولات البحرية، والذي يعد من أهم المعادن التي تقي من أمراض التقزم، وقصر الطول لدى الأطفال، ويساعد في إنتاج وتخليق الأنسولين الذي يساهم في معادلة السكر في الدم.

سعرات حرارية
 ويقول الدكتور حسن حسونة أستاذ التغذية في المركز القومي للبحوث، تعد المكسرات من أنواع الأغذية ذات الطاقة العالية، فمثلًا 100 جرام من الفول السوداني قد يزود الجسم ما يعادل 580 سعرًا حراريًا.
و100 جرام من اللوز وعين الجمل، تزود الجسم بالطاقة ليصل حجم الطاقة فيها إلى 600 سعراً حرارياً لكل 100 جرام.

أفضل أوقات تناول المكسرات 
وتشير د. غادة، إلى أن أفضل الأوقات لتناول المكسرات بأنواعها -خاصة الجوز وعين الجمل- هو فترة الصباح لتحسين الأداء العضلي، التركيز، ضبط المزاج، وتخفيف الضغط العصبي خاصة مع كوب من القهوة السادة بدون سكر أو حليب، بكمية لا تزيد عن 7 قطع من أي نوع.

وصفات علاجية 
وتنصح د. غادة باستخدام المكسرات بأنواعها كوصفات علاجية، فهي مكونات صحية وغير ضارة، فمثلاً:

- لصحة البشرة التأكسدية والمعرضة للحبوب والدهنية: نخلط زيت اللوز مع اللوز المطحون ليستخدم كمقشر طبيعي للبشرة، فهو مفيد جدًا للإكزيما الجلدية، الحبوب، التفتيح الطبيعي للبشرة، تقليل الخطوط الرفيعة، تأخير علامات التجاعيد، كما يساعد على تفتيح الهالات السوداء.

- لعلاج النحافة: يستخدم منقوع المكسرات المجروش، مع ملعقة زيت الزيتون، وقطعة تين مجفف، تأخذ مساءً قبل النوم بعد وجبة العشاء لعلاج الانيميا وفتح الشهية وعلاج النحافة.