تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
بدأ طلاب المدارس عامهم الدراسي الجديد، وخلال تلك الفترة تحدث لبعض الأطفال خاصة في المراحل التعليمية المبكرة تغيّرات سلوكية غير مبررة؛ كفتح الفم أثناء تناول الطعام، ووضع الإصبع داخل الأنف، والبصق على الأرض أو في الطعام أو الشراب، ومحاولة وضع اليد على براز الأخ الأصغر، والتبول والتبرز بإرادتهم في أي مكان، وغيرها من السلوكيات التي يطلق عليها الآباء "مقرفة".
فهم أسباب التغيرات أولاً
ولتفسير هذه السلوكيات، توجهت سبوت بسؤال لأخصائي الطب النفسي وتعديل السلوك الدكتور محمد زيادة، الذي قال إن فهم أسباب المشكلات السلوكية، خاصة التي تظهر أثناء العام الدراسي، هو الخطوة الأولى والأهم نحو علاجها، وهذه الأسباب متعددة ومعقدة، منها:
- الأسرة: الطفل الذي يعاني من التفكك الأسري ـ ولا يُقصد هنا الطلاق فقط، بل قد يكون التفكك سمة من سمات الأسرة نفسها ـ يعيش حالة من عدم الاستقرار العاطفي، وكذلك فإن ضعف التواصل داخل الأسرة وعدم وجود حوار مفتوح وصحي بين أفرادها يزيد من هذه السلوكيات.
- القسوة والتدليل المفرط: إن الشدة الزائدة أثناء التربية، وكذلك الإفراط في التدليل، يخلقان لدى الطفل العديد من السلوكيات المضطربة.
- القدوة الحسنة: عندما لا يجد الطفل نماذج إيجابية يحتذي بها داخل المنزل أو المدرسة، يلجأ إلى اتباع أساليب غير محترمة، وهو ما نطلق عليه السلوكيات السيئة.
- الشعور بالنقص: يشعر الطفل بالنقص عندما تتم مقارنته بإخوته أو أقرانه فهي مقارنة غير عادلة في التحصيل الدراسي أو نتائج الامتحانات، أو عندما يُنتقد باستمرار، هذا يدفعه إلى القيام بسلوكيات سيئة كنوع من إثبات الذات والاعتراض.
- الصدمات النفسية: مثل فقدان شخص عزيز أو التعرض لحادث مؤلم بالتزامن مع بدء الدراسة.
- الحالة النفسية: إصابة الطفل بالاضطرابات العاطفية كالاكتئاب أو القلق تظهر غالبًا في صورة مشكلات سلوكية.
- الضغوط النفسية المدرسية: الضغوط الناتجة عن المدرسة أو العلاقات مع الأقران.
- الأقران السيئون: يدفعون الطفل إلى تبني سلوكيات سلبية للشعور بالانتماء، ومن بينها السلوكيات الغريبة.
- التنمر المدرسي: السخرية من الطفل أو تجاهل احتياجاته التعليمية قد يدفعه إلى تصرفات غريبة كنوع من الاعتراض أو التنفيس.
- الظروف الاقتصادية والاجتماعية: الضغوط الاقتصادية تخلق توترًا نفسيًا إضافيًا لدى الطفل، وقد ينتج عنها سلوكيات غير مألوفة.
- حالة الطفل الصحية: لها تأثير مباشر على سلوكه وحالته النفسية.
- الصحة الجسدية: مثل اضطرابات الغدة الدرقية التي قد تؤثر على سلوكيات الطفل.
ويضيف د. زيادة أن فهم أسباب هذه السلوكيات يساعد الوالدين على استخدام أساليب فعّالة للتعامل معها، وأن العلاج يأتي باتباع عكس كل ما سبق ذكره من أسباب.
ما هو مفهوم السلوك؟
تشير الدكتورة ولاء علام، أستاذ علم الاجتماع، إلى ضرورة فهم معنى كلمة "السلوك"، الذي يمثل مجموعة من الأفعال والتصرفات التي يقوم بها الطفل استجابة للمثيرات الداخلية والخارجية المحيطة به.
وأضافت أن السلوك هو وسيلة أساسية للتعبير عن احتياجات ومشاعر الأطفال، خاصة قبل تطور قدراتهم اللغوية بشكل كامل؛ فالطفل الذي لا يمتلك مهارات التعبير اللفظي يلجأ إلى السلوك للتواصل مع العالم، وتشير إلى أن السلوك الطبيعي للطفل يتطور مع نموه ويتأثر بعوامل عديدة، منها:
- البيئة المحيطة: التي تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل سلوك الطفل، فالبيئة الداعمة تنتج سلوكًا مختلفًا عن البيئة غير المستقرة التي قد تدفع الطفل إلى سلوكيات غير سوية.
- أسلوب التربية: أساليب التربية القائمة على الحوار والتفاهم تختلف في نتائجها عن التربية القائمة على العقاب المستمر أو التسلط.
- العوامل الوراثية: بعض السلوكيات غير المقبولة قد تكون موروثة، مثل الخجل أو السلوكيات الشاذة.
- التجارب السابقة: كل تجربة إيجابية أو سلبية تترك أثرًا في سلوك الطفل.
وشددت د. ولاء على أنه عندما يخرج السلوك عن المألوف، نكون أمام "مشكلات سلوكية" تستدعي تدخل الوالدين والمدرسة معًا، إضافة إلى متخصص، لتهذيبها وعلاجها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية