تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : "ديسلكسيا" .. اضطراب يسبب عسر القراءة للصغار والكبار
source icon

سبوت

.

"ديسلكسيا" .. اضطراب يسبب عسر القراءة للصغار والكبار

كتب:شيماء مكاوي

قد يتأخر الطفل عن القراءة، أو يجد صعوبة في إدراك الحروف، لكن إذا امتدت معه هذه الحالة يشخص بأن لديه عسر في القراءة وقد يمتد معه لسن الشباب، وهذا ما يسمى اضطراب الـ "ديسلكسيا" والذي يؤثر في تفاعل الإنسان مع المحيطين به.

وفي هذا السياق، تحدثت الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري نفسي، وقالت إن الـ "ديسلكسيا" مصطلح يوناني وهي تعني صعوبة القراءة، وتم استخدام هذا المصطلح في العديد من الدراسات التي تتعلق بعسر القراءة وصعوبات التعلم، وهي للأسف أصبحت ظاهرة منتشرة بكثرة في الفترة الأخيرة.

اضطراب عصبي
اضطراب الديسلكسيا هو اضطراب عصبي، جزء منه حسي والآخر عقلي، لكن ما يتعلق بالقراءة مرتبط بالجانب العصبي، وليس له علاقة بالثقافة أو العوامل البيئية، فمن الممكن أن يكون الإنسان معدل ذكاؤه جيد جدًا ولكن لديه صعوبة في القراءة، فتلك الصعوبة تنشأ من الطفولة وقد تمتد للشباب، حيث يتلعثم المريض في القراءة ولا يستطيع أن يكون كلمة كاملة.

وهناك فرق بين عسر القراءة وتأخر القراءة، لأن تأخر القراءة من الوارد حدوثه، ولكن اضطراب الديسلكسيا يحدث عندما يكون لدى المريض خلل في إحدى الوظائف العصبية التي تخص دوائر القراءة الموجودة في النصف الأيسر الخلفي من المخ، وأكدت د. إيمان أن هذا الاضطراب ليس مرتبطاً تماماً بمعدل الذكاء فقد يكون نسبة ذكاء الانسان تفوق المعدل الجيد ولكن لديه هذا الاضطراب.

أعراض وروابط
ومن أعراض اضطراب الديسلكسيا أنه بمجرد قراءة بعض الكلمات قد يحذف المريض بعض الحروف، أو يحذف مقطع بأكمله أو من الممكن أن يحرف في القراءة أو يضيف بعض الكلمات أو الحروف، ومن الممكن أن يعيد بعض الكلمات مرة أخرى، وهناك بعض الحروف يتجاهل قراءتها، حسبما أكدت الاستشاري النفسي.

وهناك بعض الأنشطة التي من الصعب على مريض الـ "ديسلكسيا" فعلها مثل ربط الحذاء أو تناول الطعام بشكل جيد ومنظم، ارتداء ملابسه، لعب الكرة بشكل صحيح، حيث يكون لديه ضعف عام في التركيز.

وأحيانا يكون أسباب "الديسلكسيا" له علاقة بالعامل الوراثي أيضًا، وينجم عن تغيرات في الهيكل الزمني لأصوات التحدث وهو أمر دقيق للغاية، فعندما نقرأ يكون لدينا ذبذبات ونشاط كهربي في المخ، لكن مريض الديسلكسيا لديه خلل في هذا النظام، فيكون قدرته على الاستجابة حتى للأصوات ليست قوية.

انطواء وإحساس بالنقص
وتابعت د. إيمان حديثها عن مريض الديسلكسيا؛ وأوضحت أنه يواجه مشاكل سلوكية عديدة مثل الانطواء، والإحساس بالنقص بسبب التنمر عليه، كما أنه في سن الشباب قد يعاني من مشاكل عديدة تتعلق بالمذاكرة، الدراسة، التذكر، والانتباه، كما يكون لديه ضعف في الثقة بالنفس، مما قد يصيبه بفرط بالحركة، وسلوك فوضوي، ويكون لديه أخطاء إملائية كثيرة، كما قد يتسبب في حدوث اضطراب في الإدراك السمعي والبصري. 

عوامل نفسية
 ومن جانبه، أوضح الدكتور عبد العزيز آدم، إخصائي علم النفس السلوكي، أن الـ "ديسلكسيا" هو اضطراب تعلمي يؤثر على قدرة الشخص على القراءة والكتابة بشكل سليم، رغم امتلاكه لذكاء طبيعي، ويواجه الأشخاص المصابون الـ "ديسلكسيا" صعوبة في ربط الحروف بالأصوات، مما يؤثر على فهمهم للمعلومات المكتوبة.

وتابع: وعلى الرغم من أن الديسلكسيا مرتبطة بوظائف الدماغ، إلا أن العوامل النفسية قد تلعب دورًا في تفاقم الأعراض أو التأثير على تجربة الشخص معها، من هذه العوامل القلق والتوتر فقد يؤدي الشعور بالقلق والتوتر الشديدين لدى الشخص المصاب الديسلكسيا إلى تفاقم صعوبات القراءة والكتابة، مما يزيد من الإحباط ويؤثر على الثقة بالنفس.

كما يؤدي الفشل المتكرر في المهام المتعلقة بالقراءة والكتابة إلى انخفاض كبير في ثقة الشخص بنفسه وقدراته، مما يؤثر على أدائه الأكاديمي والاجتماعي، وقد يشعر الشخص المصاب الديسلكسيا بالإحباط واليأس بسبب صعوبة مواكبة أقرانه، مما يؤثر على دافعيته للتعلم.

التدريب والعلاج
أما عن علاج "الديسلكسيا" فأكد د. عبد العزيز أن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة، مثل التدريب على مهارات القراءة، حيث يهدف هذا التدريب إلى تعليم الشخص استراتيجيات مختلفة للقراءة، مثل تقسيم الكلمات إلى مقاطع صوتية أو استخدام الإشارات البصرية.

كما يساعد العلاج النطقي على تحسين نطق الحروف والأصوات، مما يسهل عملية القراءة، ويمكن العلاج بالتدريب على مهارات الكتابة حيث يهدف هذا التدريب إلى تحسين مهارات الإملاء والتنظيم والتفكير النقدي.

وهناك العلاج السلوكي المعرفي ويساعد هذا العلاج على إدارة المشاعر السلبية المرتبطة بالديسلكسيا، مثل القلق والاكتئاب، ويمكن استخدام برامج الكمبيوتر والتطبيقات التي تساعد على تسهيل القراءة والكتابة، حسبما أكد الاخصائي النفسي.

وكلما تم تشخيص اـ "لديسلكسيا" في سن مبكرة، زادت فرص الحصول على العلاج المناسب، وأشار د. عبد العزيز أن الدعم العائلي يلعب دورًا هامًا في مساعدة الشخص المصاب بالديسلكسيا على التغلب على صعوباته، كما يجب على المعلم أن يكون على دراية بهذه الأعراض، وأن يقدم الدعم اللازم للطالب في المدرسة، لافتًا إلى أن علاج الديسلكسيا يتطلب وقتًا وجهدًا، لذلك يجب على الشخص المصاب وأسرته التحلي بالصبر والمثابرة.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية