تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تلقيت دعوة إفطار رمضاني على مائدة إحدى الأسر الصديقة، التي اعتادت دعوة أسرتي، ومجموعة من الأسر الصديقة لمنزلها كل عام، لنقضي معا يوما لطيفا، نتشارك فيه الطعام ونقضي أمسية لطيفة نسترجع فيها ذكرياتنا ونتسامر .
كانت مائدة إفطار مُضيفنا، حافلة بالعديد والعديد من الأطباق المتنوعة، التي كانت تفوح منها الرائحة الشهية، وتشير إلى كرم أهل الدار، وأثناء تناولنا الطعام كانت صاحبة الدعوة تصر على وضع بعضه في أطباقنا والتأكيد علينا بتناوله كعادة المصريين.
عراقية في القاهرة
من بين الأصناف التي وضعتها مُضيفتنا في طبقي، بعض "المحشي" الذي بالكاد لا تخلو موائد العزائم منه في مصر، لكني وجدته غريبا عما اعتدته فقد اختلط الأرز فيه باللحم المفروم، وكان غارقا بعض الشيء في الصلصة، فضحكت لها معلقة: "لأول مرة أراكِ تطبخين المحشي بهذا الشكل"، فأجابتني: "الحقيقة أن هذا الطبق أعدته جارتي فاطيما"، وهي تشير إلى إحدى الجالسات على المائدة الممتدة لم انتبه لها من قبل، قبل أن تواصل: "هي عراقية تعيش في مصر منذ نحو 20 عاما، وتحديدا منذ أحداث الغزو الأمريكي للعراق".
ابتسمت لفاطيما، ورحبت بها قبل أن أعرب لها عن سعادتي بطهيها ولذته، وأخبرها أن لنا حديثا معا بعد انتهاء الطعام.
وعندما انتهينا، أسرعت لاتخذ مقعدا بجوار فاطيما، فقد انتابني الفضول لأعرف كيف تعيش في مصر، وهل اختلفت حياتها وعاداتها عما اعتادته في بلدها الأم العراق، عما تعيشه في مصر، خاصة في رمضان؟!.
أثر مصر على الوطن العربي
وعرفتني بأن اسمها "فاطيما تحسين"، وأنها جاءت إلى القاهرة، إبان الغزو الأمريكي للعراق، لما تعرفه عن مصر والمصريين، من كرم وحسن معشر، من خلال تعاملها مع بعضهم في بلدها قبل أن يسقط في براثن الغزو البغيض، موضحة، أنها تزوجت رجلا مصريا، وتعيش معه في سعادة، ولا تجد فارقا كبيرا بين حياتها في القاهرة عن بغداد باستثناء بعض تفاصيل صغيرة، ترى أنها قد تختلف أيضا من محافظة لأخرى في نفس البلد.
وتابعت فاطيما حديثها قائلة: "أما عن رمضان، هناك تشابه كبير بين البلدين، في كل شيء، فيوجد المسحراتي في العراق مثل مصر ولكنه موجود فقط في الأحياء الشعبية"، مضيفة: "أما على المائدة العراقية، فلا بد أن يتواجد القوزي والبرياني والدولمة وهو المحشي في مصر، ولكن لابد أن يحتوي على لحم كثير وصلصة كثيفة كما شاهدتيه على مائدة إفطار اليوم.
"مصر أثرت في الوطن العربي بأكمله"، هذا ما قالته "فاطيما" مؤكدة أنها كانت في الماضي تفطر وتشاهد فوازير نيللي وشيريهان وحاليا تفطر على المسلسلات المصرية مثل "الكبير"، أما بالنسبة للعادات العراقية فقالت: لا أستطيع تطبيق جميعها في مصر ولكني أحافظ على بعض الأكلات العراقية على السفرة الرمضانية، وأخذت كثيرا من العادات المصرية مثل شراء الفانوس، والذهاب لأداء صلاة التراويح، وهذه العادات غير موجودة في العراق.
السحور من طعام الإفطار
ومن عادات العراق كما وصفت "فاطيما" أن يقدم السحور من بواقي طعام الإفطار، موضحة أن من أبرز أنشطة العراقيين في رمضان، ممارسة لعبة "المحابس" في المقاهي، حيث يتم إخفاء "خاتم" في يد أحد اللاعبين ويتم التخمين من يخفي في يده هذا المحبس أو الخاتم، ويتم اللعب بين فريق كبير من اللاعبين من الرجال فقط بالإضافة إلى لعبة "الدومينو".
وأثناء حديثي مع فاطيما، تدخل في الحوار حسن علوان، وهو عراقي أيضا يعيش في مصر، وقال لي أن عادات رمضان تتشابه الي حد كبير بين البلدين فالأجواء في رمضان يكون فيها زيارات وتبادل الطعام ما بين الجيران وهذا ما نحرص عليه في مصر منذ تواجدنا بها أنا وزوجتي.
الشوربة عنصرا رئيسيا
وقال، إن بين الاختلاف بين العراق ومصر في رمضان، أن وجبات الإفطار تقدم في جميع المساجد في العراق، بعدها تبدأ صلاه التراويح وعند الانتهاء منها تكون تتبادل الزيارات بين الجيران والاصدقاء والتي تمتد إلى وقت السحور، مؤكدا أن الأسواق بعد الإفطار تكون مزدحمة للغاية كما في مصر أيضا.
ولفت إلى أنه منذ تواجده منذ أكثر من 10 سنوات في مصر، وهو يحرص على عادات الإفطار العراقية حيث لا تخلو المائدة من "الشوربة" ، خاصة شوربة العدس فهي تعتبر بمثابة وجبة رئيسية، موضحا أنه وزوجته "أم عبير"، عقب تناول شوربة العدس في البداية، يقومون لصلاة المغرب، ثم يستكملون إفطارهم بتناول أطباق الأرز أو الدجاج واللحم والمرق والدولمة أو المحشي، قبل أن يختتم: "ونحن عشاق للحلوى الرمضانية بكل أنواعها وهذا الأمر من عادات العراقيين أيضا كما في مصر".
شوربة "ماش" من اللوبيا
وتدخلت زوجته "أم عبير"، أيضا في الحوار، وقالت إنها عندما كانت في العراق كانت لا تحضر اي أكلات لشهر رمضان قبل بدايته، لكنها تعلمت منذ تواجدها في مصر تحضير الأكلات قبل بداية الشهر الكريم، بحيث يسهل عليها إعداد الإفطار يوميا، مشيرة إلى أنها لا تستطيع تنفيذ كامل عاداتهم الرمضانية ولكن تستطيع أن تطهو العديد من الأكلات العراقية مثل المحشي بطريقتهم، والبرياني وغيرها من الأكلات.
وتحدث الصديق العراقي "سيف" صاحب تجارة فاكهة، يعيش في مصر منذ أحداث العراق، وقال لي أنه لا يمكن أن تخلو المائدة الرمضانية لديه من أشهى الأكلات العراقية، ورغم أنه غير متزوج إلا أنه يستطيع إعداد الأطعمة بنفسه مثل شوربة "ماش"، وهي مكونة من اللوبيا ومرق الخضار والبصل والثوم والكركم، وحلاوة تمن المصنوعة من دقيق الأرز والنشا، وعصير اللومي "الليمون الاسود"، وعصير تمر هندي، وخبز العروك العراقي المميز المحشو باللحم المفروم.
وسرقنا الوقت، وتجاوزت الساعة منتصف الليل، ونحن نتجاذب الحديث، عن العادات والتقاليد والأكلات في العراق، والحياة في مصر، لنضطر للانصراف جميعا بعد شكر أهل الدار على ضيافتهم، وتواعدنا أن نلتقي مرة أخرى بعد أن أصبحنا أصدقاء.
كانت مائدة إفطار مُضيفنا، حافلة بالعديد والعديد من الأطباق المتنوعة، التي كانت تفوح منها الرائحة الشهية، وتشير إلى كرم أهل الدار، وأثناء تناولنا الطعام كانت صاحبة الدعوة تصر على وضع بعضه في أطباقنا والتأكيد علينا بتناوله كعادة المصريين.
عراقية في القاهرة
من بين الأصناف التي وضعتها مُضيفتنا في طبقي، بعض "المحشي" الذي بالكاد لا تخلو موائد العزائم منه في مصر، لكني وجدته غريبا عما اعتدته فقد اختلط الأرز فيه باللحم المفروم، وكان غارقا بعض الشيء في الصلصة، فضحكت لها معلقة: "لأول مرة أراكِ تطبخين المحشي بهذا الشكل"، فأجابتني: "الحقيقة أن هذا الطبق أعدته جارتي فاطيما"، وهي تشير إلى إحدى الجالسات على المائدة الممتدة لم انتبه لها من قبل، قبل أن تواصل: "هي عراقية تعيش في مصر منذ نحو 20 عاما، وتحديدا منذ أحداث الغزو الأمريكي للعراق".
ابتسمت لفاطيما، ورحبت بها قبل أن أعرب لها عن سعادتي بطهيها ولذته، وأخبرها أن لنا حديثا معا بعد انتهاء الطعام.
وعندما انتهينا، أسرعت لاتخذ مقعدا بجوار فاطيما، فقد انتابني الفضول لأعرف كيف تعيش في مصر، وهل اختلفت حياتها وعاداتها عما اعتادته في بلدها الأم العراق، عما تعيشه في مصر، خاصة في رمضان؟!.
أثر مصر على الوطن العربي
وعرفتني بأن اسمها "فاطيما تحسين"، وأنها جاءت إلى القاهرة، إبان الغزو الأمريكي للعراق، لما تعرفه عن مصر والمصريين، من كرم وحسن معشر، من خلال تعاملها مع بعضهم في بلدها قبل أن يسقط في براثن الغزو البغيض، موضحة، أنها تزوجت رجلا مصريا، وتعيش معه في سعادة، ولا تجد فارقا كبيرا بين حياتها في القاهرة عن بغداد باستثناء بعض تفاصيل صغيرة، ترى أنها قد تختلف أيضا من محافظة لأخرى في نفس البلد.
وتابعت فاطيما حديثها قائلة: "أما عن رمضان، هناك تشابه كبير بين البلدين، في كل شيء، فيوجد المسحراتي في العراق مثل مصر ولكنه موجود فقط في الأحياء الشعبية"، مضيفة: "أما على المائدة العراقية، فلا بد أن يتواجد القوزي والبرياني والدولمة وهو المحشي في مصر، ولكن لابد أن يحتوي على لحم كثير وصلصة كثيفة كما شاهدتيه على مائدة إفطار اليوم.
"مصر أثرت في الوطن العربي بأكمله"، هذا ما قالته "فاطيما" مؤكدة أنها كانت في الماضي تفطر وتشاهد فوازير نيللي وشيريهان وحاليا تفطر على المسلسلات المصرية مثل "الكبير"، أما بالنسبة للعادات العراقية فقالت: لا أستطيع تطبيق جميعها في مصر ولكني أحافظ على بعض الأكلات العراقية على السفرة الرمضانية، وأخذت كثيرا من العادات المصرية مثل شراء الفانوس، والذهاب لأداء صلاة التراويح، وهذه العادات غير موجودة في العراق.
السحور من طعام الإفطار
ومن عادات العراق كما وصفت "فاطيما" أن يقدم السحور من بواقي طعام الإفطار، موضحة أن من أبرز أنشطة العراقيين في رمضان، ممارسة لعبة "المحابس" في المقاهي، حيث يتم إخفاء "خاتم" في يد أحد اللاعبين ويتم التخمين من يخفي في يده هذا المحبس أو الخاتم، ويتم اللعب بين فريق كبير من اللاعبين من الرجال فقط بالإضافة إلى لعبة "الدومينو".
وأثناء حديثي مع فاطيما، تدخل في الحوار حسن علوان، وهو عراقي أيضا يعيش في مصر، وقال لي أن عادات رمضان تتشابه الي حد كبير بين البلدين فالأجواء في رمضان يكون فيها زيارات وتبادل الطعام ما بين الجيران وهذا ما نحرص عليه في مصر منذ تواجدنا بها أنا وزوجتي.
الشوربة عنصرا رئيسيا
وقال، إن بين الاختلاف بين العراق ومصر في رمضان، أن وجبات الإفطار تقدم في جميع المساجد في العراق، بعدها تبدأ صلاه التراويح وعند الانتهاء منها تكون تتبادل الزيارات بين الجيران والاصدقاء والتي تمتد إلى وقت السحور، مؤكدا أن الأسواق بعد الإفطار تكون مزدحمة للغاية كما في مصر أيضا.
ولفت إلى أنه منذ تواجده منذ أكثر من 10 سنوات في مصر، وهو يحرص على عادات الإفطار العراقية حيث لا تخلو المائدة من "الشوربة" ، خاصة شوربة العدس فهي تعتبر بمثابة وجبة رئيسية، موضحا أنه وزوجته "أم عبير"، عقب تناول شوربة العدس في البداية، يقومون لصلاة المغرب، ثم يستكملون إفطارهم بتناول أطباق الأرز أو الدجاج واللحم والمرق والدولمة أو المحشي، قبل أن يختتم: "ونحن عشاق للحلوى الرمضانية بكل أنواعها وهذا الأمر من عادات العراقيين أيضا كما في مصر".
شوربة "ماش" من اللوبيا
وتدخلت زوجته "أم عبير"، أيضا في الحوار، وقالت إنها عندما كانت في العراق كانت لا تحضر اي أكلات لشهر رمضان قبل بدايته، لكنها تعلمت منذ تواجدها في مصر تحضير الأكلات قبل بداية الشهر الكريم، بحيث يسهل عليها إعداد الإفطار يوميا، مشيرة إلى أنها لا تستطيع تنفيذ كامل عاداتهم الرمضانية ولكن تستطيع أن تطهو العديد من الأكلات العراقية مثل المحشي بطريقتهم، والبرياني وغيرها من الأكلات.
وتحدث الصديق العراقي "سيف" صاحب تجارة فاكهة، يعيش في مصر منذ أحداث العراق، وقال لي أنه لا يمكن أن تخلو المائدة الرمضانية لديه من أشهى الأكلات العراقية، ورغم أنه غير متزوج إلا أنه يستطيع إعداد الأطعمة بنفسه مثل شوربة "ماش"، وهي مكونة من اللوبيا ومرق الخضار والبصل والثوم والكركم، وحلاوة تمن المصنوعة من دقيق الأرز والنشا، وعصير اللومي "الليمون الاسود"، وعصير تمر هندي، وخبز العروك العراقي المميز المحشو باللحم المفروم.
وسرقنا الوقت، وتجاوزت الساعة منتصف الليل، ونحن نتجاذب الحديث، عن العادات والتقاليد والأكلات في العراق، والحياة في مصر، لنضطر للانصراف جميعا بعد شكر أهل الدار على ضيافتهم، وتواعدنا أن نلتقي مرة أخرى بعد أن أصبحنا أصدقاء.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية