تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : دردشة الذكاء الاصطناعي.. تبدأ بالعزلة وتنتهي بالفصام
source icon

سبوت

.

دردشة الذكاء الاصطناعي.. تبدأ بالعزلة وتنتهي بالفصام

كتب: هاني سيد

محادثات الذكاء الاصطناعي أو Conversational AI هي ببساطة نوع من التفاعل الشبيه بالمحادثات البشرية، ولكن بين إنسان وجهاز كمبيوتر عبر تطبيقات حديثة، باستخدام تقنيات متطورة وحلول معالجة اللغة الطبيعية لفهم مدخلات المستخدم سواء كانت نصية أو صوتية.
وقد شهدت هذه التطبيقات إقبالًا كبيرًا بين الشباب والمراهقين، الذين انجذبوا للتحدث مع الكمبيوتر لفترات طويلة وبشكل طبيعي، كما لو كانوا يتحاورون مع أصدقائهم.

لكن دراسات وأبحاث علمية أكدت وجود مخاطر نفسية واجتماعية وأمنية جسيمة قد يتعرض لها الشباب والمراهقون جراء استخدام هذه التطبيقات، وهو ما سنعرضه من خلال آراء الخبراء وأساتذة علم الاجتماع والمتخصصين.

فوائد محدودة.. ومخاطر كارثية
يرى اللواء أحمد طاهر، الخبير الأمني والمحامي المتخصص في جرائم النصب الإلكتروني وجرائم الإنترنت، أن محادثات المراهقين مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، رغم فوائدها التعليمية والترفيهية، تحمل مخاطر نفسية واجتماعية وأمنية نتيجة غياب الرقابة وضعف الوعي.

وأوضح أن أخطر هذه المخاطر هو التأثير السلبي على منظومة القيم والسلوك؛ إذ قد تقدم بعض التطبيقات محتوى غير مناسب أو معلومات خاطئة تؤثر على وعي المراهقين وقيمهم، مما يهدد الحدود الأخلاقية والقانونية.

ضعف المهارات الاجتماعية

أشار اللواء طاهر، إلى أن الانغماس في محادثات افتراضية يقلل من التفاعل الواقعي مع الأسرة والأصدقاء، فيؤدي إلى ضعف المهارات الاجتماعية، كما أن الارتباط النفسي بالمساعد الافتراضي قد يقلل من قدرة المراهق على إدارة وقته والاهتمام بأنشطة أخرى.

فخ الكشف عن البيانات
ويؤكد أن بعض التطبيقات تجمع بيانات شخصية وصورًا ومعلومات حساسة يمكن استخدامها لاحقًا في الاستهداف أو الابتزاز، خاصة في ظل غياب وعي المراهقين بأساسيات حماية الخصوصية.
وأضاف أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في حل المشكلات واتخاذ القرارات قد يضعف مهارات التفكير والإبداع، فضلًا عن إمكانية زيادة القلق أو الاكتئاب إذا تلقى المراهق معلومات مثيرة للضغط النفسي.

الرقابة الأسرية والمجتمعية
شدد اللواء طاهر، على أهمية الرقابة الأسرية أولًا، ثم المجتمعية، وزيادة الوعي الرقمي، مع متابعة التطبيقات المستخدمة وتحديد مدة الاستخدام، وتدريب المراهقين على التفكير النقدي وفهم أن الذكاء الاصطناعي ليس دائمًا دقيقًا أو آمنًا.

الحوار مع المراهقين

كما يلفت إلى ضرورة تشجيع الحوار الواقعي مع الشباب لتوضيح الفارق بين العالم الافتراضي والحقيقي، فالاستخدام غير الواعي قد يحوّل هذه التطبيقات من أداة تعليم وترفيه إلى تهديد مباشر لسلامتهم النفسية وأمنهم الشخصي.

احذروا شات جي بي تي
ويحذر المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات المعروف بـ "صائد الهاكرز"، من خطورة مشاركة محادثات الذكاء الاصطناعي، موضحًا أنها قد تحتوي على إيميلات وأرقام هواتف وأسرار شخصية ومستندات حساسة يفصح عنها المستخدم دون قصد، معتقدًا أنها آمنة.

وأشار إلى أن أي محادثة على تطبيقات مثل ChatGPT، إذا تمت مشاركتها، يمكن أن تظهر على محرك بحث جوجل حتى بعد إلغاء المشاركة، لأنها تظل محفوظة في الأرشيف الرقمي.

من العزلة إلى الفصام
من جانبه، أكد الدكتور هاني جرجس عياد، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، أن الإفراط في استخدام محادثات الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى العزلة والانفصال عن الواقع، وضعف القدرة على بناء العلاقات الاجتماعية، وزيادة فرص الإصابة بالقلق والاكتئاب.

كما حذر من التعلق العاطفي الزائف بالمحادثات الافتراضية، ما قد يشوّه فهم المراهق للعلاقات الإنسانية. وأشار إلى أن بعض الردود المنحازة أو غير الدقيقة قد تغذّي أفكارًا خاطئة أو سلبية عن الذات والعالم.

تأثيرات اجتماعية ونفسية خطيرة
أوضح د. عياد أن الاعتياد على الردود السريعة والمبرمجة قد يقلل من قدرة المراهق على التعامل مع الحوارات المعقدة، ويضعف صبره ومهاراته في التعبير عن نفسه، كما قد يقلل من مشاركته في الأنشطة الاجتماعية والهوايات الجماعية.
وأضاف أن المحتوى غير المناسب أو المخالف لقيم الأسرة قد يسبب صراعًا داخليًا لدى المراهق، خاصة في غياب الضوابط الرقابية.

الحلول المقترحة
وينصح د. عياد بعدة خطوات للحد من المخاطر، منها:
- وضع حدود زمنية لاستخدام هذه التطبيقات.
- مراقبة المحتوى الذي يصل إلى المراهقين.
- تعزيز التفاعل الواقعي مع الأسرة والأصدقاء.
- تعليم المراهق مهارات التفكير النقدي والتمييز بين الواقع والمحتوى الافتراضي.
- تشجيعه على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والهوايات.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية