تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مظاهر الثراء الفاحش في الدراما المصرية تسببت في تغيّرات سلبية في سلوكيات الشباب، أثّرت على العديد من خطواتهم في شتى مناحي الحياة.. هذا ما أشار إليه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ أيام قليلة في لقائه مع مجموعة من الطلبة الجدد لإحدى الكليات العسكرية .. وهذا هو واقع أغلب الأعمال الدرامية الجديدة؛ وكأن الدراما فرت من عالم العشوائيات المؤسف الذي سكنتْه لفترة ليست بالقصيرة إلى عالم القصور والفلل والشاليهات والسيارات الفارهة، حتى لا تُتَّهم بأنها تشوّه صورة البلد والمجتمع والناس .
ونسيت أن الغالبية العظمى من شعب هذه الدولة المصرية لديه قصص تستحق أن تُحكى لما فيها من دروس وعِبَر واتساق مع الواقع، بعيدًا عن سكان القصور وعالم العشوائيات المظلم .. ومن ثم ناقشنا مستقبل الصناعة الفنية في مصر، وخاصة الدراما التليفزيونية، مع نقاد الفن وصنّاعه المهرة، لعل ما أشاروا إليه يكون شعاعَ نور يرشد صانعي الدراما إلى ما فيه خير الناس والمجتمع.
الدراما أمن قومي واجتماعي
"لابد من مراعاة التوازن في الدراما المصرية، بحيث إذا قُدِّم وجه شرير جاء في مقابله وجه للخير".. هذا مختصر ما قاله السيناريست سمير الجمل في تصريحات خاصة لـ"موقع سبوت"، حيث أكد أن الدراما لا تزال تترنح بين أعمال تدور داخل "كامبوند" مستعرضة شققًا وفيلات وسيارات فارهة، وأخرى تعرض الحواري، في حين أن في هذه الأماكن وتلك شخصيات طبيعية كثيرة من قلب المجتمع المصري يمكن إلقاء الضوء عليها.
وأوضح أنه يجب عرض النماذج الإيجابية الموجودة في مجتمعنا على الناس من خلال الدراما، وليضع صناعها أمام أعينهم الحلقة التي جمعت بين د. مجدي يعقوب ومحمد صلاح وما أحدثته من انتشار على مستوى العالم وليس منطقتنا فقط. ومجتمعنا مليء بالنماذج الجيدة التي تستحق أن نحكي عنها من أجل مصالحة الناس ودعم وعيهم وربطهم بالوطن من كل جوانبه. وعلينا أيضًا أن ننتبه إلى الإعلانات الاستفزازية التي تتناول التسويق للكمبوندات عبر التلفزيون، الذي هو ملاذ البسطاء. وفي النهاية علينا أن نعي أن الدراما التليفزيونية أمن قومي واجتماعي، ومن ثم يجب أن نقدّم محتوى يتسق مع ذلك ويؤكده.
دراما لا تشبهنا ولابد من التغيير
من جهته يقول الناقد أحمد السماحي: في البداية أحب أن أحيّي الرئيس السيسي على اهتمامه بالقوى الناعمة المصرية، وأتفق معه في انتقاد دراما الثراء الفاحش لما لها من آثار مدمرة على المجتمع المصري، وخاصة فئة الشباب. إذ إن مثل هذا الثراء بأنواعه في الدراما قد يدفع العديد من شبابنا للتخلي عمّا تعلموه والسعي بكل ما أوتوا من قوة نحو حصد المال لاعتقادهم أنه الأهم والأفضل من أي سعي آخر.
وتابع: لو عدنا إلى الوراء قليلًا لوجدنا كثيرًا من الكُتّاب العظماء الذين قدّموا أعمالًا درامية أثّرت في مجتمعنا وسكنت وعيه ووجدانه، منهم محفوظ عبدالرحمن، وكرم النجار، ويسري الجندي، وأسامة أنور عكاشة، ومحمد جلال عبدالقوي وغيرهم. فلا يمكن أن ينسى المشاهد العربي مسلسلات مثل "الشهد والدموع" واستغراقه في واقع الناس، و"أبواب المدينة" ووصف أسامة أنور عكاشة لحال الشباب القرويين عند هجرتهم للمدينة، و"قال البحر"، و"النوة"، و"ليالي الحلمية"، و"أنا وانت وبابا في المشمش". هذه الأعمال وغيرها المئات تشبهنا في كل شيء من مسكن وملبس ومأكل ومشرب وحتى في الفسحة والترفيه.
وأكد أن ما نراه من أعمال درامية في الخمسة عشر عامًا الماضية معظمها بعيد عن مجتمعنا وواقعه وظروفه، ومن ثم تجدها تنجح في أول عرض لها، ولكن إذا ما أُعيد عرضها مرة أخرى لا أحد يلتفت إليها. على عكس أعمال مثل "رأفت الهجان"، و"أرابيسك"، و"حضرة المتهم أبي"، و"نصف ربيع الآخر" وغيرها من المسلسلات الحقيقية؛ فمتى عُرضت يجتمع الناس حولها ولو للمرة الألف، لأن الناس يرون أنفسهم في هذه الأعمال.
وأضاف قائلًا: فمثلًا لو تأملنا شخصية زينب في "الشهد والدموع"، نجد أنها، وبرغم ضيق ذات اليد، تكافح لتعليم أبنائها وتأديبهم، في رسالة إيجابية لكل من يشاهد المسلسل بأن لا شيء يمكن أن يفصلك عن تحقيق حلمك ما دمت تصبر وتسعى وتكافح. على عكس ما نراه في معظم أعمال السنوات الماضية التي تزيد على العشر سنوات، وكأنها مأخوذة من مجتمع أجنبي حياته غير حياتنا. وللأسف الشديد، فإن الشباب الصغير الذي لم يتعدَّ العشرين عامًا يتأسى بهذه الدراما ويمضي في تقليد أبطالها.
واختتم حديثه قائلًا: نأمل أن يلتفت صناع الدراما في كل جديد سوف يقدمونه إلى شكل واقعنا ومجتمعنا والغالبية العظمى من أفراده، ممن يحبون الخير والحق والجمال، ويسالمون الغير ويكرمونهم، ويحبون أوطانهم ويزودون عنها بكل غالٍ ونفيس، بعيدًا عن عالم قصور غير معقولة أو عشوائيات دخيلة لا تمت لحقيقتنا بصلة لا من قريب ولا من بعيد.
عودوا إلى الطبقة المتوسطة
"ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس السيسي عن دور الفن في المجتمع، وإنما سبقها مرات عديدة".. بهذا بدأ حديثه لـ"موقع سبوت" الناقد محمد شوقي، موضحًا أن هناك فرقًا كبيرًا بين حرية الإبداع وبين أعمال تُقدَّم للناس بلا هدف ولا عظة ولا رسالة. ومن ثم، نتمنى ألا تكون الأعمال المقبلة فجّة، أو تحاكي بألفاظها ما يتردد في الشوارع السفلية، بحجة أنها تحاكي الواقع؛ فهذا في حد ذاته توسيع لنطاق مثل هذه الألفاظ بدلًا من مقاومتها بالترك على أقل تقدير، بمعنى أن نُصعِّد بالجمهور من خلال الدراما، لا أن نهبط به.
واختتم حديثه: نأمل أن نخرج بعيدًا عن أسوار "الكامبوند" بما يحويه من قصور وفلل، وأن نذهب بالدراما نحو الريف المصري، وأن تعود مرة أخرى للحديث عن الطبقة المتوسطة وما يعانيه أفرادها من مشكلات وهموم. وفي النهاية لابد أن نؤكد أن المصداقية والواقعية الإيجابية التي تدفع بالناس إلى الأمام هي مطلب عام من الدراما في مواسمها المقبلة.
ونسيت أن الغالبية العظمى من شعب هذه الدولة المصرية لديه قصص تستحق أن تُحكى لما فيها من دروس وعِبَر واتساق مع الواقع، بعيدًا عن سكان القصور وعالم العشوائيات المظلم .. ومن ثم ناقشنا مستقبل الصناعة الفنية في مصر، وخاصة الدراما التليفزيونية، مع نقاد الفن وصنّاعه المهرة، لعل ما أشاروا إليه يكون شعاعَ نور يرشد صانعي الدراما إلى ما فيه خير الناس والمجتمع.
الدراما أمن قومي واجتماعي
"لابد من مراعاة التوازن في الدراما المصرية، بحيث إذا قُدِّم وجه شرير جاء في مقابله وجه للخير".. هذا مختصر ما قاله السيناريست سمير الجمل في تصريحات خاصة لـ"موقع سبوت"، حيث أكد أن الدراما لا تزال تترنح بين أعمال تدور داخل "كامبوند" مستعرضة شققًا وفيلات وسيارات فارهة، وأخرى تعرض الحواري، في حين أن في هذه الأماكن وتلك شخصيات طبيعية كثيرة من قلب المجتمع المصري يمكن إلقاء الضوء عليها.
وأوضح أنه يجب عرض النماذج الإيجابية الموجودة في مجتمعنا على الناس من خلال الدراما، وليضع صناعها أمام أعينهم الحلقة التي جمعت بين د. مجدي يعقوب ومحمد صلاح وما أحدثته من انتشار على مستوى العالم وليس منطقتنا فقط. ومجتمعنا مليء بالنماذج الجيدة التي تستحق أن نحكي عنها من أجل مصالحة الناس ودعم وعيهم وربطهم بالوطن من كل جوانبه. وعلينا أيضًا أن ننتبه إلى الإعلانات الاستفزازية التي تتناول التسويق للكمبوندات عبر التلفزيون، الذي هو ملاذ البسطاء. وفي النهاية علينا أن نعي أن الدراما التليفزيونية أمن قومي واجتماعي، ومن ثم يجب أن نقدّم محتوى يتسق مع ذلك ويؤكده.
دراما لا تشبهنا ولابد من التغيير
من جهته يقول الناقد أحمد السماحي: في البداية أحب أن أحيّي الرئيس السيسي على اهتمامه بالقوى الناعمة المصرية، وأتفق معه في انتقاد دراما الثراء الفاحش لما لها من آثار مدمرة على المجتمع المصري، وخاصة فئة الشباب. إذ إن مثل هذا الثراء بأنواعه في الدراما قد يدفع العديد من شبابنا للتخلي عمّا تعلموه والسعي بكل ما أوتوا من قوة نحو حصد المال لاعتقادهم أنه الأهم والأفضل من أي سعي آخر.
وتابع: لو عدنا إلى الوراء قليلًا لوجدنا كثيرًا من الكُتّاب العظماء الذين قدّموا أعمالًا درامية أثّرت في مجتمعنا وسكنت وعيه ووجدانه، منهم محفوظ عبدالرحمن، وكرم النجار، ويسري الجندي، وأسامة أنور عكاشة، ومحمد جلال عبدالقوي وغيرهم. فلا يمكن أن ينسى المشاهد العربي مسلسلات مثل "الشهد والدموع" واستغراقه في واقع الناس، و"أبواب المدينة" ووصف أسامة أنور عكاشة لحال الشباب القرويين عند هجرتهم للمدينة، و"قال البحر"، و"النوة"، و"ليالي الحلمية"، و"أنا وانت وبابا في المشمش". هذه الأعمال وغيرها المئات تشبهنا في كل شيء من مسكن وملبس ومأكل ومشرب وحتى في الفسحة والترفيه.
وأكد أن ما نراه من أعمال درامية في الخمسة عشر عامًا الماضية معظمها بعيد عن مجتمعنا وواقعه وظروفه، ومن ثم تجدها تنجح في أول عرض لها، ولكن إذا ما أُعيد عرضها مرة أخرى لا أحد يلتفت إليها. على عكس أعمال مثل "رأفت الهجان"، و"أرابيسك"، و"حضرة المتهم أبي"، و"نصف ربيع الآخر" وغيرها من المسلسلات الحقيقية؛ فمتى عُرضت يجتمع الناس حولها ولو للمرة الألف، لأن الناس يرون أنفسهم في هذه الأعمال.
وأضاف قائلًا: فمثلًا لو تأملنا شخصية زينب في "الشهد والدموع"، نجد أنها، وبرغم ضيق ذات اليد، تكافح لتعليم أبنائها وتأديبهم، في رسالة إيجابية لكل من يشاهد المسلسل بأن لا شيء يمكن أن يفصلك عن تحقيق حلمك ما دمت تصبر وتسعى وتكافح. على عكس ما نراه في معظم أعمال السنوات الماضية التي تزيد على العشر سنوات، وكأنها مأخوذة من مجتمع أجنبي حياته غير حياتنا. وللأسف الشديد، فإن الشباب الصغير الذي لم يتعدَّ العشرين عامًا يتأسى بهذه الدراما ويمضي في تقليد أبطالها.
واختتم حديثه قائلًا: نأمل أن يلتفت صناع الدراما في كل جديد سوف يقدمونه إلى شكل واقعنا ومجتمعنا والغالبية العظمى من أفراده، ممن يحبون الخير والحق والجمال، ويسالمون الغير ويكرمونهم، ويحبون أوطانهم ويزودون عنها بكل غالٍ ونفيس، بعيدًا عن عالم قصور غير معقولة أو عشوائيات دخيلة لا تمت لحقيقتنا بصلة لا من قريب ولا من بعيد.
عودوا إلى الطبقة المتوسطة
"ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس السيسي عن دور الفن في المجتمع، وإنما سبقها مرات عديدة".. بهذا بدأ حديثه لـ"موقع سبوت" الناقد محمد شوقي، موضحًا أن هناك فرقًا كبيرًا بين حرية الإبداع وبين أعمال تُقدَّم للناس بلا هدف ولا عظة ولا رسالة. ومن ثم، نتمنى ألا تكون الأعمال المقبلة فجّة، أو تحاكي بألفاظها ما يتردد في الشوارع السفلية، بحجة أنها تحاكي الواقع؛ فهذا في حد ذاته توسيع لنطاق مثل هذه الألفاظ بدلًا من مقاومتها بالترك على أقل تقدير، بمعنى أن نُصعِّد بالجمهور من خلال الدراما، لا أن نهبط به.
واختتم حديثه: نأمل أن نخرج بعيدًا عن أسوار "الكامبوند" بما يحويه من قصور وفلل، وأن نذهب بالدراما نحو الريف المصري، وأن تعود مرة أخرى للحديث عن الطبقة المتوسطة وما يعانيه أفرادها من مشكلات وهموم. وفي النهاية لابد أن نؤكد أن المصداقية والواقعية الإيجابية التي تدفع بالناس إلى الأمام هي مطلب عام من الدراما في مواسمها المقبلة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية