أكدت دراسة حديثة، أن آثار الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة لم تطل البشر و الحجر فقط، بل وصلت أيضا إلى الطبيعة و المناخ.

ونصت الدراسة، التي شارك في إصدارها جامعتي " أكسفورد " و " الملكة ماري " البريطانيتين، على أن كمية الانبعاثات الكربونية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري و التي تسببت بها الحرب الإسرائيلية على غزة خلال الستين يوم الأولى منها، توازي ما تنتجه ٢٠ دولة معرضة لمخاطر التغيرات المناخية خلال عام واحد .

ووفقا للدراسة فإن قرابة الـ 281  ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، اطلقوا في الهواء خلال الشهرين الأولين من الحرب، أي ما يساوي الانبعاثات الضارة الناتجة عن حرق 150 الف طن من الفحم، و أن ما يقرب من نصف تلك الانبعاثات ناتج عن طائرات الشحن الأمريكية التي تنقل الإمدادات العسكرية إلى إسرائيل.

 و أظهرت الدراسة مدى التباين في استخدام السلاح و القوة بين طرفي الحرب فكمية غاز ثاني أكسيد الكربون الذي أنتجته صواريخ المقاومة و التي أطلقتها بداية من السابع من أكتوبر حتى مرور شهرين تساوي 713  طن فقط أي ما يعادل حرق 300  طن فحم، الأمر الذي يؤكد واقع الاستخدام المفرط للقوة من قبل إسرائيل تجاه قطاع غزة .

و تضمنت الدراسة أيضا أن بناء الجدار الحديدي الإسرائيلي الذي كان يحيط قطاع غزة لمسافة 65  كم، و يضم كاميرات مراقبة و أجهزة استشعار و أسلاك شائكة و حواجز خرسانية، ساهم في إطلاق قرابة الـ 274 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل انبعاثات جمهورية أفريقيا الوسطى عام 2022 م.

 كما أن إنشاء شبكة الأنفاق في قطاع غزة -  و التي يستخدمها رجال المقاومة في هجومهم على القوات الإسرائيلية المتوغلة داخل القطاع و تعمل إسرائيل على تدميرها - أطلق نحو 176  الف طن من الغازات المسببة للاحتباس الحراري .

و وضعت الدراسة تقديرا للتكلفة المناخية لإعادة بناء قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، موضحة أن بناء قرابة الـ100 ألف مبنى ما بين متهدم و متضرر قد يولد قرابة الـ 30 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون،  و غيره من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، و هو رقم مرتفع جدا بالمقارنة لأرقام دول مثل سيرلانكا و أوروجواي .