تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : دراسات أثبتت مكوناته.. هل نمضغ البلاستيك بدلاً من "اللبان"؟
source icon

سبوت

.

دراسات أثبتت مكوناته.. هل نمضغ البلاستيك بدلاً من "اللبان"؟ 

كتب:مروة علاء الدين

  تعد العلكة (اللبان) من أكثر المنتجات استهلاكًا يوميًا، سواء للانتعاش أو التسلية أو حتى كبديل عن التدخين، ووفقًا لتقارير صناعية، يستهلك العالم أكثر من 100 ألف طن من العلكة سنويًا، أي ما يعادل 187 مليار ساعة من المضغ، لكن هل تساءلت يومًا عن مكوناتها؟ قد تكون المكونات غير متوقعة؛ فالعديد من أنواع العلكة الحديثة لم تعد تحتوي على مكونات طبيعية، بل أصبحت مزيجًا من مواد صناعية، بعضها يُستخدم في صناعة البلاستيك والمطاط، فما تأثير ذلك على صحتنا وبيئتنا؟ وما هي البدائل الطبيعية؟

من الطبيعة إلى البلاستيك
في الماضي، كانت العلكة تُصنع من عصارة شجرة السبوديلا (Chicle)، وهي مادة طبيعية قابلة للتحلل، لكن مع زيادة الطلب وتكاليف الإنتاج، استبدلت الشركات هذه المادة بقاعدة صناعية مصنوعة من بوليمرات بلاستيكية، ما جعل العلكة أكثر مرونة وأطول عمرًا، لكنها في المقابل أثارت تساؤلات صحية وبيئية.

المكونات الخفية
توضح الدكتورة منال عز الدين، الباحثة بمعهد تكنولوجيا الأغذية، أن معظم أنواع العلكة التجارية تحتوي على:

- قاعدة العلكة (Gum Base): تحتوي على مواد بلاستيكية مثل البولي إيثيلين والبولي فينيل أسيتات، والتي تُستخدم أيضًا في صناعة البلاستيك والأصباغ، إلى جانب مطاط صناعي مثل الستيرين- بوتادين، الذي يدخل في صناعة إطارات السيارات.

ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Food Chemistry عام 2018، فإن البولي إيثيلين يشكل حوالي 20-30% من قاعدة العلكة، بينما يشير تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن البولي فينيل أسيتات يُستخدم أيضًا في صناعة الغراء والطلاء.

- الملدنات (Plasticizers): تُضاف لجعل العلكة مرنة، وتشمل زيوت نباتية مهدرجة وأحيانًا مشتقات بترولية، تُستخدم لتحسين القوام.

-المواد المالئة (Fillers): مثل كربونات الكالسيوم أو التلك، وهي مواد تُستخدم أيضًا في المنتجات الصناعية.

- المحليات الصناعية: مثل الأسبارتام والسوربيتول، حيث أشارت دراسة أجرتها هيئة سلامة الأغذية الأوروبية (EFSA) إلى أن السوربيتول قد يسبب الانتفاخ والإسهال لدى 30% من المستهلكين، وتشير الدراسة إلى أن الأسبارتام قد يؤثر على توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية.

- النكهات والملونات: تُضاف نكهات صناعية وملونات مثل ثاني أكسيد التيتانيوم (E171)، الذي أثار جدلًا صحيًا بعد دراسة نُشرت في مجلة Scientific Reports، حيث أظهرت أن جسيمات ثاني أكسيد التيتانيوم قد تسبب التهابات في الأمعاء.

وتشير د. منال إلى أن هذه المكونات، رغم موافقتها للمعايير الغذائية، إلا أن الاستهلاك المتكرر لها قد يكون مضرًا على المدى الطويل.

مخاطر غير متوقعة
توضح الدكتورة سماح سليمان، أخصائية التغذية العلاجية، أن العلكة الحديثة تحتوي على مركبات تُستخدم في الطلاء والمطاط الصناعي، مشيرة إلى أن اللبان الطبيعي هو الخيار الأفضل لمن يريد تجنب هذه المركبات.

وتحذر من أن ابتلاع العلكة قد يؤدي إلى مشكلات هضمية خطيرة، خاصة لدى الأطفال، إذ يمكن أن تسبب انسداد الأمعاء، كما أن بعض المحليات الصناعية قد تؤثر على توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يزيد من احتمالية الإصابة باضطرابات الهضم.

التأثير البيئي 
لا تقتصر المخاطر على الصحة فقط، بل تمتد إلى البيئة، فوفقًا لتقرير صادر عن منظمة البيئة الأوروبية (EEA) لعام 2023، تُعد العلكة ثاني أكثر أنواع النفايات انتشارًا في الشوارع بعد أعقاب السجائر.

كما وجدت دراسة أجرتها جامعة مانشستر أن العلكة الصناعية لا تتحلل بسهولة، وقد تستغرق أكثر من 5 سنوات لتتفكك تمامًا، مما يجعلها مشكلة بيئية مشابهة لمشكلة البلاستيك، وعند وصولها إلى مصادر المياه، قد تؤثر المواد الكيميائية الموجودة فيها على الحياة البحرية.

ولتقليل هذه الأضرار، فرضت سنغافورة حظرًا على مضغ العلكة منذ عام 1992 للحفاظ على نظافة الأماكن العامة، وفرضت غرامات صارمة على المخالفين، وفي عام 2004، خففت الحظر جزئيًا بالسماح بأنواع علاجية بوصفة طبية

مبادرات وحلول مبتكرة
في مواجهة هذه الأزمة، ظهرت مبادرات لزيادة الوعي بالمشكلة، على سبيل المثال، أطلقت بعض المدن في أوروبا حملات لوضع صناديق خاصة للعلكة الممضوغة، لإعادة تدويرها، حيث يتم استخدامها في تصنيع إطارات السيارات أو منتجات بلاستيكية أخرى.

ولقد ابتكرت شركة بريطانية تقنية مميزة لإعادة تدوير العلكة وتحويلها إلى منتجات بلاستيكية ومطاطية، بهدف الحد من انتشار النفايات الناتجة عن العلكة الممضوغة.

كما لجأ بعض الفنانين إلى تسليط الضوء على المشكلة بأساليب مبتكرة، على سبيل المثال، استخدم النحات التركي نجاتي قورقماز العلكة الممضوغة لصنع ١٥ تمثالًا صغيرًا، في محاولة لجذب الانتباه إلى المشكلة بطريقة فنية، ولقد استغرق قورقماز 6 أشهر في صنع هذه التماثيل، التي تتراوح أطوالها بين 3 و15 سنتيمترًا، مستفيدًا من الأصباغ الموجودة في العلكة كمادة لونية.

بدائل طبيعية
والأفضل البحث عن العلكة المصنوعة من صمغ الشجر الطبيعي (Chicle)، والذي لا يحتوي على البوليمرات الصناعية.


 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية