تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في ظل تصاعد التحذيرات الغربية من تنظيم داعش، تشكل الأوضاع الحالية في سوريا بيئة خصبة لعودة نفوذ التنظيم الإرهابي، فسوريا، بجغرافيتها المتناثرة والموزعة بين قوى انفصالية محلية وأخرى متطرفة، تظل عرضة لتهديدات وجودية، ورغم سقوط معقل داعش الأخير في الباغوز عام 2019، لا تزال رؤيته القائمة على البقاء والتمدد راسخة، وسيستفيد بلا شك من انشغال الدولة الجديدة بترسيخ وجودها وتوطيد نفوذها على كامل الأرض السورية.
تهديد قائم
يشير عمرو فاروق، الباحث في شئون الجماعات الأصولية وتيارات الإسلام السياسي، إلى أن التخوفات من عودة داعش في سوريا قائمة، خاصة وأن الأيديولوجية التي يتبناها التنظيم لا تزال حية، وأوضح أن عوامل عدة تدفع إلى احتمالية إعادة إنتاج داعش، في ظل التدافع السياسي والعسكري داخل سوريا، وتعدد الأطراف الفاعلة مثل "هيئة تحرير الشام"، "قوات سوريا الديمقراطية"، "حزب العمال الكردستاني"، و"الجيش التركي".
وأضاف فاروق أن داعش لا يزال يحتفظ بعدد من خلاياه الكامنة، التي تقدر بنحو 2500 مقاتل، وفقًا لتقرير القيادة المركزية الأمريكية في يوليو 2024، كما يتمتع التنظيم بقدرة كبيرة على استغلال الفراغ الأمني لإعادة بناء هياكله المنهارة وتفعيل العمليات الإرهابية.
تمدد في البادية السورية
وأشار فاروق إلى أن داعش وسّع نفوذه في البادية السورية خلال الفترة الأخيرة، مع تغيير خريطة أهدافه وخروجه من حالة "الكمون التنظيمي"، ويعتمد التنظيم الآن على استراتيجية "حرب العصابات" وتكتيك "قطع الطرق"، مستفيدًا من التراجع في سياسات مكافحة الإرهاب وتجاهل بقاء أفكاره الأيديولوجية.
كما كشف فاروق عن أن التضاريس المعقدة في صحراء البادية السورية ساعدت داعش في عمليات التمويه والاختباء، وإنشاء مناطق تدريبات عسكرية، والحفاظ على خطوط الدعم اللوجستي داخليًا وخارجيًا، وأضاف أن التنظيم يتمدد عبر شبكات تهريب مشبوهة تمتد من الحدود التركية إلى الصحراء الوسطى السورية والعراقية، وصولاً إلى جبال حمرين ومناطق مخمور العراقية.
تهديد السجون والمخيمات
وأوضح فاروق أن داعش يسعى لتحرير مقاتليه من سجون "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، خاصة في ظل الهجمات التركية على مناطق سيطرتها، وأشار إلى أن التنظيم ينفذ سيناريوهات "اقتحام السجون" تحت لافتات مثل "استراتيجية هدم الأسوار" أو "فك العاني" (تحرير الأسير)، مستندًا إلى مرجعية شرعية صاغها رموز السلفية الجهادية مثل "أبو جندل الأزدي".
عوامل استمرار داعش
وأكد فاروق أن استمرارية داعش في سوريا والعراق والصومال ودول إسلامية أخرى مرتبطة بالانقسامات الطائفية، والخلافات العرقية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وأشار إلى أن هذه العوامل تساعد التنظيم على تجنيد عناصر جديدة وبناء قواعد وخلايا في مناطق مختلفة، مما يتطلب استراتيجية شاملة لمواجهته.
تهديدات متزايدة في الشمال السوري
من جانبها، أشارت لامار أركندي، الباحثة الكردية السورية المتخصصة في شئون الإرهاب، إلى النشاط الكبير لداعش في مناطق البادية السورية، وإصراره على استهداف "قوات سوريا الديمقراطية" التي أصبحت منشغلة بمواجهة القوات الموالية لتركيا، وأضافت أن انسحاب المليشيات الإيرانية بعد سقوط النظام السوري ساعد داعش على تكوين خلايا جديدة في مناطق مثل ريف حمص وريف دمشق، والاستيلاء على مخازن أسلحة تابعة للجيش السوري والمليشيات.
وحذرت أركندي من أن الضغط على مخيمات الإيواء التي تضم عوائل عناصر داعش، بما في ذلك ما يُعرف بـ"أشبال الخلافة"، قد يؤدي إلى هروب أفراد خطيرين وانضمامهم مجددًا للتنظيم.
تحديات النظام السوري الجديد
بدوره، أكد باسل الكويفي، رئيس الكتلة الوطنية الديمقراطية في سوريا، أن سوريا تواجه تحديات كبيرة، وعلى رأسها خطر داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي تستهدف استقرار البلاد، وأشار إلى أن السلطة الجديدة تواجه مهمة صعبة في تحقيق الانتقال السياسي وتعزيز الاستقرار والأمن القومي، مع الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها.
وشدد الكويفي على ضرورة وضع رؤى محددة لمواجهة التطرف والعنف، بمشاركة كل السوريين في الداخل والخارج، مؤكدًا أن هذا الأمر هو الضمانة الوحيدة لإبعاد سوريا عن سيناريوهات التقسيم التي تقودها جماعات التطرف مثل داعش والقاعدة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية