أكد الدكتور مهندس أحمد أبو سيد، المستشار السابق بالأمم المتحدة، والمخترع المصري المقيم في الولايات المتحدة، أن مبادرته الوطنية "شغّل ابن بلدك"، والتي أطلقها قبل عدو أشهر، جاءت استجابة لحاجة ملحة، تتمثل في خلق فرص عمل محلية حقيقية تمكن الشباب من بناء مستقبلهم داخل بلدهم دون الحاجة إلى الهجرة بحثاً عن لقمة العيش أو الاستقرار.

وقال على هامش مشاركته بمنتدى السياسات المصرية–الأمريكية: "لسنوات طويلة، كانت العائلات المصرية تمزق بين الداخل والخارج حين يجبر شبابها على مغادرة الوطن بحثاً عن فرصة وراتب يسمح له بأن يتزوج ويكون أسرة. مبادرتي تهدف إلى أن تعود هذه الأسر إلى الالتئام من جديد… حين يجد الشاب عملاً كريماً في أرضه لن يبحث عن وطن بديل".

وأضاف  د. م  أحمد أبوسيد: "مع هذه المبادرة لن يضطر الشاب المصري إلى القفز إلى المجهول أو الاغتراب بل سيحصل على راتب يوازي ما يعرض عليه في الخليج أو أوروبا أو حتى أمريكا… لكن الفارق أنه سيكون بين أهله وفي وطنه وينتج من أجل العالم."

وشدد المخترع المصري المقيم في الولايات المتحدة وصاحب 14 براءة اختراع، على أن المبادرة لا تقتصر على خلق وظائف بل تعيد رسم خريطة الاستثمار للمصريين بالخارج قائلاً: "هذه المبادرة تفتح أبواباً واسعة أمام المصريين في المهجر ليعيدوا استثمار أموالهم في بلدهم… بأرباح عالية ومخاطر أقل وفي مشروعات تدر دخلاً حقيقياً بالعملة الصعبة للاقتصاد المصري".

وأوضح أن الرؤية الأوسع هي بناء منظومة إنتاج متكاملة من داخل مصر تدار بعقول مصرية وتصدر للخارج منتجات وخدمات ذات جودة عالمية بدلاً من تصدير الكفاءات البشرية فقط.

ولفت إلى أن المبادرة تقوم على 5 مرتكزات أساسية، الأول توظيف الكفاءات المحلية المؤهلة بتكلفة تنافسية عالمياً، والثاني إنشاء فروع لمشروعات المصريين في الخارج داخل مصر، أما المرتكز الثالث فهو شراكات ذكية مع شركات قائمة لتوفير وظائف مستدامة، بينما الرابع دعم التدريب المهني والتقني في المناطق الأكثر احتياجاً، وأخيرا الخامس الذي يتضمن تعزيز الثقة بين رأس المال الوطني المغترب وسوق العمل المحلي.

وأكد الدكتور مهندس  أحمد أبو سيد، أن مصر لا تفتقر إلى الموارد، بل إلى الثقة، مستطردا: "والشباب المصري حين يمنح الفرصة يثبت دوماً أنه أهل لها."

واختتم  قائلاً: "رسالتي إلى رجال الأعمال المصريين في أمريكا وأوروبا: لا تنتظروا من الدولة كل شيء..أنتم تمتلكون رأس المال والمجتمع يمتلك الطموح… فلنخلق معاً وطناً لا يجبر أبناءه على الغربة ولا يضيع خيره في الخارج".

يذكر أن الدكتور أحمد أبو السيد، حاصل على الدكتوراة في الهندسة الميكانيكية للأجسام الصلبة من جامعة براون الامريكية عام 1975، وعمل مستشارا في وزارة الدفاع الأمريكي لشئون الأمن النووي، ومستشارا في وزارة الطاقة الأمريكية، ومستشارا للأممم المتحدة لإنتاج الطاقة غير التقليدية.