تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : "خُناق" الأطفال.. التهاب شائع يخيف الأمهات وصوته أعلى من خطورته
source icon

سبوت

.

"خُناق" الأطفال.. التهاب شائع يخيف الأمهات وصوته أعلى من خطورته

كتب:مي هارون

مع انخفاض درجات الحرارة واقتراب فصل الشتاء، تزداد حالات إصابة الأطفال بمشكلات التنفس التي تُثير قلق الأمهات، خاصة عندما يستيقظ الطفل فجأة في منتصف الليل وهو يعاني من كحة نُباحية وصوت خشن وصعوبة في التنفس.

ورغم أن المشهد يبدو مرعبًا، فإن الأطباء يؤكدون أن أغلب هذه الحالات تكون نتيجة لما يُعرف بمرض الخُناق (Croup)، وهو التهاب في مجرى الهواء العلوي يصيب الأطفال في سنواتهم الأولى.. نستعرض خلال التقرير التالي تفاصيل هذا المرض وأسبابه وطرق التعامل معه في المنزل، والعلامات التي تستوجب التوجه فورًا إلى المستشفى.

مشهد شتوي متكرر
كانت الساعة تقترب من الثانية بعد منتصف الليل، عندما هرعت أم تحمل طفلها الصغير إلى العيادة، وجهها يكسوه القلق وصوتها يختنق بالدموع، قائلة: "ابني يكح كحة نُباحية... وصوته خشن... ونَفَسه عالٍ."

بهذا المشهد يصف الدكتور سيد مجدي فرحات إخصائي طب الأطفال، الموقف المتكرر الذي يواجهه كثير من أطباء الأطفال في موسم الشتاء، موضحًا أن ما تمر به هذه الأم ليس حالة نادرة، بل هو ما يُعرف بمرض الخُناق (Croup)، أحد أكثر أمراض الجهاز التنفسي شيوعًا بين الأطفال في سن ستة أشهر إلى ثلاث سنوات.

يقول د. فرحات إن الخُناق "يُحب الليالي الباردة"، وغالبًا ما يظهر في الشتاء؛ إذ يبدأ بأعراض بسيطة تشبه نزلة البرد، ثم ينقلب فجأة في الليل إلى كحة نُباحية وصوت خشن وصعوبة في التنفس، وهو ما يصيب الأمهات بالذعر، وبعد الفحص، يوضح الطبيب بهدوء: "ما عند ابنك اسمه خُناق."

ويتابع موضحًا أن الخُناق هو التهاب في مجرى الهواء أعلى الحنجرة، وغالبًا ما يتحسن تلقائيًا خلال أيام قليلة دون مضاعفات، ويضيف: "لو صوت الكحة عالٍ لكن لون الطفل وردي، وعيناه صاحيتان ويقاوم، فذلك يعني غالبًا أن وضعه مستقر."

التعامل مع الطفل المصاب
يشير د. فرحات إلى أن أهم خطوات التعامل مع الحالة هي أن يجلس الطفل في وضع نصف جلوس؛ لأن هذا الوضع يُسهِّل دخول الهواء إلى الرئتين، مع ضرورة تهدئته؛ لأن الطفل "يتنفس من هدوء أمه قبل أن يتنفس من الهواء"، حسب تعبيره.

كما يُنصح بترطيب الهواء المحيط عبر تشغيل الدش الساخن في الحمام أو استخدام جهاز بخار، لتقليل الكحة وتهدئة الحنجرة، وهو ما تؤكده توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP 2023 Guidelines)، محذرًا من استخدام البخاخات أو المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب.

ويؤكد أن الجملة الأهم التي يجب أن تحفظها كل أم هي: "الخطر ليس في الصوت العالي… الخطر في النَّفَس الذي يهرب."

علامات الخطر
ويوضح د. فرحات أن هناك علامات تستدعي التوجه فورًا إلى الطوارئ، مثل زرقة الشفاه، اختفاء الصوت فجأة بعد أن كان عاليًا، إرهاق الطفل الشديد وعدم قدرته على البكاء أو الكلام.

كما يلفت د. فرحات إلى نوع آخر من المرض يُعرف بـ"الخُناق التشنجي" (Spasmodic Croup)، والذي يظهر فجأة في طفل طبيعي دون حرارة أو رشح، وغالبًا في منتصف الليل؛ إذ يصحو الطفل بكحة نُباحية وصوت نَفَس مرتفع، ثم يهدأ من تلقاء نفسه بعد فترة قصيرة.

ويشير إلى أن السبب غير معروف بدقة، لكنه غالبًا يرتبط بحساسية أو التهابات خفيفة متكررة، مضيفًا بابتسامة: "الخُناق شكله مرعب وصوته عالٍ وتمثيله قوي، لكن أغلب نسخه دراما خفيفة ليست أكشنًا حقيقيًا، أما الخُناق التشنجي، فيأتي بالليل ليقدم عرضًا مدته نصف ساعة وبعدين يمشي كأنه ما حدث شيئًا."

كيف ينتقل الكروب 
ينتقل الحديث هنا إلى الدكتور كريم علي، أخصائي طب الأطفال، موضحًا أن مرض الخُناق يُعد أحد الالتهابات الفيروسية التي تصيب مجرى الهواء العلوي عند الأطفال، وغالبًا ما تظهر أعراضه بعد إصابة الطفل بعدوى فيروسية شائعة.

وأوضح أن السبب الرئيسي وراء الإصابة هو العدوى بفيروسات الجهاز التنفسي، وعلى رأسها فيروس البارا إنفلونزا الذي يُعد الأكثر شيوعًا، إلى جانب فيروس الإنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وفيروس الأدينو، مشيرًا إلى أن هذه الفيروسات تنتقل بسهولة من شخص لآخر عن طريق الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس أو عبر ملامسة إفرازات الأنف والبلغم من المصابين.

أضاف د. كريم أن الوقاية هي الخطوة الأهم لتجنب الخُناق، موضحًا أن ذلك يتطلب غسل اليدين جيدًا وبشكل متكرر، وارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة، خاصة في موسم انتشار العدوى، كما نصح بتجنب اصطحاب الأطفال إلى الأماكن المزدحمة مثل المراكز التجارية أو المقاهي، وعدم مشاركة الأدوات الشخصية كالأكواب والمناديل مع الآخرين.

وأشار إلى أهمية تقوية مناعة الطفل عبر التغذية الصحية والنوم الكافي، مع الالتزام بتطعيمات الوقاية الموسمية مثل لقاح الإنفلونزا أو فيروس RSV إذا أوصى الطبيب بذلك، مؤكدًا أن الوقاية دائمًا أسهل وأقل تكلفة من العلاج.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية