أكد د. كريم سلام، استشاري طب الطوارئ، الوكيل السابق لمديرية الشؤون الصحية بالقاهرة، أن إنقاذ حياة أي مريض يحتاج رعاية مركزة أو حضانة داخل الطوارئ، يتم عبر منظومة دقيقة تبدأ فور دخوله المستشفى، وتوفر سريرا مناسبا دون أن يتحمل المريض أي تكلفة.

وأوضح أن الخط الساخن 137، هو المحور الأساسي الذي يربط بين غرف الطوارئ، وأقرب سرير رعاية متاح في المستشفيات الحكومية والجهات المتعاونة.

1- دقائق حاسمة

يبدأ التعامل مع المريض من لحظة استقباله، عبر نظام الفرز السريع، لتحديد خطورة حالته واحتياجه الفوري لسرير رعاية مركزة أو حضانة، ويوضح د. كريم سلام، أن الفريق الطبي يبدأ في تثبيت الحالة خلال الدقائق الأولى، سواء بإنعاش قلبي رئوي، أو تركيب أجهزة تنفس، أو إعطاء أدوية منقذة للحياة، مع إبقاء المريض داخل غرفة الإنعاش أو الملاحظة، تحت مراقبة كاملة حتى إتاحة سرير مناسب.

وأضاف، أن تقييم الحاجة للرعاية يتم مباشرة بعد الفحص، ويتصل الطبيب المعالج، بالخط الساخن 137 لتسجيل الحالة وطلب سرير رعاية طبقا لحالته الصحية وتقريره الطبي.

2- تنسيق 24 ساعة

أوضح د. كريم سلام، أن الخط الساخن 137 يعمل يوميا على مدار الساعة، ويقوم بتنسيق أسرة الرعاية المركزة والحضانات، وخدمات الطوارئ الحرجة مثل الحروق والسموم وغسيل الكلى الطارئ، ويتم الاتصال من الطبيب داخل الطوارئ، مع تسجيل بيانات المريض ووسائل التواصل، ليبدأ مركز الطوارئ في البحث عن أقرب سرير.

وأشار إلى أن المنظومة نجحت في خفض متوسط الانتظار لسرير رعاية مركزة، من نحو 36 إلى 13 ساعة، بينما تسعى وزارة الصحة إلى توفير الحضانة خلال أقل من 60 دقيقة قدر الإمكان.

3- انتظار آمن 

خلال فترة الانتظار، يستمر علاج المريض داخل الطوارئ، حيث تتم مراقبة العلامات الحيوية، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة، لتثبيت الحالة لحين توفير سرير مناسب.

ويتابع طاقم الطوارئ مع غرفة عمليات 137 بشكل مستمر، دون وجود "حد أقصى معلن" لمدة الانتظار، لكن الهدف هو تقليل الزمن للوصول إلى السرير في أسرع وقت.

4- نقل مجاني بإسعاف مجهّزة

بمجرد تحديد سرير مناسب، يتم التنسيق مباشرة مع هيئة الإسعاف، لنقل المريض دون أي تكلفة، ويوضح سلام، أن النقل يتم بسيارة إسعاف مجهزة، وقد يرافقها طبيب أو مسعف مؤهل، إذا كانت الحالة حرجة، مع التزام الإسعاف بإعادة الطبيب المحيل بعد إتمام النقل.

5- العلاج مجانا على نفقة الدولة أو التأمين الصحي

عند وصول المريض للرعاية المركزة أو الحضانة، يبدأ الفريق الطبي المتخصص في تقديم العلاج الفائق فورا.

ويؤكد د. كريم سلام، أن المستشفيات الحكومية تلتزم بألا يتحمل المريض أي أعباء مالية، وفي الحالات غير القادرة، يتم استصدار قرار نفقة دولة، أما الحالات المؤمن عليها، يتم التعامل معها وفق بروتوكولات التأمين الصحي.

ويقوم الخط الساخن 137 بدور حماية للمريض ضد الاستغلال، خاصة في الحالات التي تحتاج نقلا لمستشفيات خاصة متعاونة بتكلفة مناسبة.

تحديات قائمة 

أشار د. سلام، إلى أن المنظومة رغم تطورها ما زالت تواجه عدة تحديات، ومن أبرزها:

1- عجز نسبي في عدد أسرة الرعاية مقارنة بالاحتياج المتزايد، خاصة في التخصصات الدقيقة

2- نقص الكوادر المدربة في طب الطوارئ والرعاية الحرجة.

3- استغلال بعض المستشفيات الخاصة، للحالات الحرجة قبل تفعيل دور 137.

4- الضغط على أسرة العناية أحيانا، بحالات لا تحتاج رعاية فائقة، ما دفع لتفعيل وحدات الرعاية المتوسطة لتخفيف العبء.