تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : خطوات بسيطة ونتائج مبهرة.. فن التعامل مع الزوج "النكدي"
source icon

سبوت

.

خطوات بسيطة ونتائج مبهرة.. فن التعامل مع الزوج "النكدي"

كتب:رشا سعيد

الزوج النكدي حالة موجودة في بيوت كثيرة؛ فهناك رجال تميل بطبعها إلى اختلاق المشاكل والغضب على أتفه الأسباب، وهنا يأتي دور الزوجة في احتوائه لخلق جو أسري سعيد حتى لا يتأثر الأولاد ويصبحوا مرضى نفسيين.

عملية نسبية
الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أوضح أن النكد صفة إنسانية مرتبطة بالرجل والمرأة على السواء، وهي عملية نسبية؛ فلا يوجد شخص نكدي على الإطلاق، وبالتالي لا نستطيع أن نعطي النكد صبغة ذكورية أو نضفي عليه صبغة نسائية، ولكن هناك ملامح عامة لصفة النكد عند الرجل وعند المرأة.

وأشار د. هندي إلى أن السيدات يتسمن بالفكاهة والمرح والمداعبة، فهنّ صانعات السعادة، ولكن الرجل هو نفسه الذي يستطيع أن يحول هذه السعادة إلى نكد، فالنكد عند الرجال ممنهج ومقصود، في حين أن المرأة تصنع نكدًا عارضًا كردّ فعل.

فبعض الرجال لا يتحملون المسئولية ويلقون بها على عاتق الزوجة، أي أنها تصبح الراعي الرسمي للنكد الأسري، بل والمحرك الأساسي له، وهنا تكون المرأة مجرد ردّ فعل للنكد، وتبدو ظاهرة النكد نسائية، لكن في حقيقة الأمر هو "المخرج وكاتب السيناريو"، ويترك لها الساحة لتقدم "أجود أنواع النكد الزواجي".

بينما المرأة لديها ذكاء وجداني وعاطفة فيّاضة، ومدى استجابتها للمواقف السلبية سريع، ويظهر عليها النكد وملامحه، ولا سيما إذا كان زوجها لا يبالي بما حوله، وليس صاحب ردود أفعال سريعة مثلها، أو إذا جاءت تصرفاته عكس توقعاتها؛ لذا قد تبدو نكدية.

ويرى استشاري الصحة النفسية أن بعض النساء غير العاملات يشعرن بالفراغ، مما ينشئ مواقف نكدية كنوع من "إثبات الذات السلبي"، أما الزوجة العاملة فنجدها عصبية في كثير من الأحيان لعدم وجود تقدير كافٍ من الزوج، مما يجعلها حادة التصرفات معه، خاصة وأن الزوجة بطبعها متقلبة المزاج نتيجة ظروف فسيولوجية، علمًا بأن ٢٨٪ من الأسر تعولها الزوجة، و٣٢٪ أسرة معينة يعمل فيها الزوجان، أي أن ثلثي الأسر المصرية تكون الزوجة فيها عاملة. 

أعراض النكد
وطالب د. هندي الأزواج والزوجات بالابتعاد عن النكد، خاصة أنه يتسبب في ظهور أمراض نفسية، مثل القلق والاكتئاب، إضافة إلى الأمراض الأسرية، مثل الخرس الزوجي، والانفصال العاطفي، والهجر والطلاق، والدخول في علاقات موازية وخيانة. كما يؤدي إلى أمراض جسدية، مثل الضغط، القلب، السكري، وقد يصل إلى الوفاة أحيانًا.

اجعلي بيتك واحة 
ويحذر د. هندي الزوج من أن يكون "مصنع النكد" وراعيه الرسمي، كما يحذر الزوجة من سرعة الاستثارة وإظهار أنها صانعة النكد، ويطالبها بألا تكون عنيدة، عصبية، مسترجلة، غير نظيفة، متسلطة.

حتى لا تدخل في معارك واهية مع زوجها، وتصبح عبئًا نفسيًا عليه يجعله يختلق النكد، بينما من المفترض أن يكون البيت واحة لاسترخاء الزوج.

الزوجة سرّ السعادة الزوجية
وترى الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية – جامعة عين شمس، أن الرجل بطبيعته قليل الكلام، ويطبق مقولة: "خير الكلام ما قل ودل"، فالقليل منهم كثير الكلام ويكرره "راغب".

أما الزوجة، فمن طبعها الثرثرة وتكرار الكلام والتحدث باستفاضة في الموضوع نفسه، ونتيجة لضغوط الحياة ومشاكل الأبناء، تستقبل بعض الزوجات الزوج عند عودته محمّلة بطاقة سلبية وكثرة شكوى من الأولاد والمدارس والأسعار، ومشاكلها في العمل إن كانت تعمل، أو مع الجيران… وهكذا.

وأوضحت د. سامية، أن هذا حال الأجيال الحديثة؛ لأنهم لم يتربوا على الإعلام التنويري وبرامج التوعية بحياة أسرية سعيدة، مثل برنامج "إلى ربات البيوت" للإذاعية الراحلة صفية المهندس، التي كانت تحث المرأة على حسن استقبال الزوج وتأجيل طرح المشاكل لوقت مناسب، كما كانت تترك رسالة للزوج بالتحمل واحتواء غضب المرأة.

وطالبت بمزيد من التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة لبثّ برامج تحافظ على الأسرة، بدلًا من التحريض على الطلاق لمجرد أن الزوج "كَشَّر" في وجه زوجته.

كما شددت على ضرورة عودة العلاقة الوطيدة بين الأم وابنتها وتعليمها حسن التعامل مع زوجها مهما كانت الظروف حتى لا يعكر صفو الأسرة.
وأضافت أنه رغم أن نزول المرأة للعمل جعلها أقل ثرثرة إلى حد ما، فإن عليها احتواء الزوج حتى لا يصب غضبه ويصبح نكديًا.

نصائح للتعامل مع الزوج النكدي
وتشيد الدكتورة زينب أحمد نجيب، استشاري العلاقات الأسرية، بدور الزوجة في التعامل مع الزوج النكدي، فهي تستطيع تغيير مزاجه وكبح جماح غضبه وعصبيته عبر احتوائه والمزاح معه، خلق لغة حوار مشتركة وتغيير الموضوع لآخر إيجابي، بالإضافة إلى التحلي بالصبر لأقصى حد حتى لا يصاب البيت بالخرس الزوجي، كذلك المشاركة في هواياته والدخول لعالمه بذكاء وحنكة، مع الحرص على تقليل الطلبات وحسن اختيار الوقت والطريقة لعرض المشاكل.

وأرجعت د. زينب أسباب نكد الزوج إلى صراع الأدوار وتأدية أكثر من دور في وقت واحد، مشاعر الإهمال وعدم اهتمام الزوجة بالزوج، كذلك غياب التفاعل الفعّال بين الزوجين، بالإضافة إلى الروتين والملل، مما يجعل الزوج يكره البقاء في المنزل، وإن تواجد يكون دائم النكد والشجار مع الزوجة والأولاد.

وترى استشاري العلاقات الأسرية أن على الزوج أن يتخلى عن النكد الأسري حتى لا يتأثر الأولاد؛ فهم أمانة في أعناق الوالدين، فالعطاء ليس ماديًا فقط، بل الدفء الأسري مهم جدًا، حتى لا يكونوا عرضة للإصابة بأمراض نفسية مثل الفزع، الفوبيا، والتبول اللاإرادي وغيرها.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية