تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تنتشر خرافات كثيرة حول الحمل والولادة في الثقافة الشعبية المصرية والعربية، وتنتقل هذه المعلومات المغلوطة من جيل إلى جيل، حتى أصبحت تُعامل كحقائق، رغم خطورتها على صحة الأم والجنين.
الدكتور عمرو حسن، أستاذ النساء والتوليد بجامعة القاهرة، يقول إن هذه الخرافات تؤثر بشكل مباشر على قرارات الحامل الطبية والنفسية، وقد تخلق توترًا في علاقتها بمن حولها، بل وتُعرضها لمخاطر صحية.
الخرافة الأولى: المعدة وشعر الجنين
يضيف د. عمرو، أن من أبرز هذه المعتقدات الشائعة بين النساء الحوامل، الخرافة المتعلقة بالحموضة، حيث يقول البعض: "لو بتحسي بحرقان في معدتك، يبقى شعر الجنين طويل، موضحًا أن هذه المعلومة لا أساس علمي لها، فالحموضة ناتجة عن تغيرات هرمونية تؤثر على العضلة الفاصلة بين المعدة والمريء، إلى جانب ضغط الرحم المتزايد على المعدة مع تقدم الحمل.
وتابع أنه يمكن السيطرة على الحموضة من خلال تناول وجبات صغيرة ومتفرقة، وتجنب الأطعمة الدسمة، مع استشارة الطبيب للحصول على علاج آمن.
الخرافة الثانية: العلاقة الزوجية تسبب الإجهاض
وفيما يتعلق بالعلاقة الزوجية أثناء الحمل، قال د. عمرو إن كثير من السيدات يعتقدن أنها تُسبب الإجهاض أو تضر الجنين، مشددًا على أن العلاقة الزوجية آمنة تمامًا في حالات الحمل الطبيعي، لأن الجنين يكون محميًا بالسائل الأمنيوسي وجدار الرحم القوي، موضحًا أنه في بعض الحالات الخاصة مثل وجود نزيف أو المشيمة النازلة، نوصي بالامتناع المؤقت عنها.
الخرافة الثالثة: الرضاعة الطبيعية تزيد الوزن
أما عن الخرافة المرتبطة بالرضاعة الطبيعية، والتي تدعي أنها تُسبب ترهل الثدي وتزيد الوزن، فأوضح د. عمرو أن هذه معلومة مغلوطة، وأن الترهل سببه عوامل هرمونية وتكرار الحمل وفقدان الوزن السريع، وليس الرضاعة، مؤكدًا أن الرضاعة الطبيعية لها فوائد كثيرة، من بينها مساعدة الرحم على العودة لحجمه الطبيعي، وتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، إلى جانب تعزيز العلاقة العاطفية بين الأم والرضيع.
الخرافة الرابعة: مبتخلفش غير بنات
وأشار د. عمرو أيضًا إلى خرافة لا تزال تُمارس ضد النساء حتى اليوم، وهي اتهام المرأة بأنها "ما بتخلفش غير بنات"، ما يدفع البعض للتفكير في الزواج من امرأة أخرى من أجل إنجاب ولد، متابعاً هذا الاعتقاد غير عادل وغير صحيح، لأن نوع الجنين يتحدد بالحيوان المنوي الذي يحمله الرجل وليس بالبويضة من الأم، فالبويضة دائمًا X، بينما الحيوان المنوي إما X بنت أو Y ولد.
الخرافة الخامسة: الحلو بنت والحادق ولد
وفي خرافة أخرى ترتبط بالأطعمة، أشار إلى المعتقد الشائع بأن "التي تشتهي الحلو تكون حامل في بنت، أما من تشتهي الحادق تبقى حامل في ولد"، مؤكدًا أنها معلومة لا أساس لها من الصحة، موضحًا أن التغيرات الهرمونية أثناء الحمل تؤدي إلى اشتهاء أنواع معينة من الطعام، لكنها لا تدل على جنس الجنين.
الخرافة السادسة: القيصري يحافظ على الجسم
وتحدث د. عمرو كذلك عن لجوء بعض السيدات إلى الولادة القيصرية تحت فكرة أنها "أسهل" أو "تحافظ على شكل الجسم"، متابعاً القيصرية عملية جراحية كاملة، وليها مضاعفات مثل العدوى أو الالتصاقات، وليست خيارًا تجميليًا، القرار لابد أن يكون طبي، حسب الحالة الصحية للأم والجنين.
الخرافة السابعة: الوحمات من الأكلات
أما عن واحدة من أشهر الجمل التي تتردد خلال فترة الوحام، مثل: "نفسي في فراولة ولو ماكلتهاش البيبي هيجيله وحمة"، فقد أوضح أنها غير صحيحة، مؤكدًا أن "الوحمة" غالبًا بتكون نتيجة خلل بسيط في نمو الأوعية الدموية، وملهاش علاقة نفسية أو غذائية.
الخرافة الثامنة: حجم الأنف ونوع الجنين
وتابع حتى المعتقد المرتبط بتغير شكل الأنف أو كبر حجمه أثناء الحمل، ويربطه البعض بنوع الجنين، هو نتيجة لاحتباس السوائل والتغيرات الهرمونية، وليس دليل على نوع الجنين.
الخرافة التاسعة: كلي لشخصين
وحذر د. عمرو من الخرافة الأخطر، وهي "كلي لاتنين"، والتي توهم الحامل بأنها يجب أن تأكل ضعف الكمية لأن هناك جنينًا ينمو بداخلها، موضحاً أن الحامل تحتاج فقط إلى زيادة 300 سعر حراري تقريبًا يوميًا، والأهم هو جودة الأكل وليس كميته، الإفراط في الأكل ممكن يسبب سكر الحمل وزيادة وزن غير صحية.
واختتم د. عمرو حسن حديثه قائلًا: دائماً ننصح كل سيدة حامل إنها تسأل وتتحقق، ولا تعتمد على نصيحة من المحيطين إلا بعدما تتأكد من صحتها من طبيبها، متابعاً ما بين الخرافة والحقيقة، يوجد مساحة اسمها المعرفة، وهي الي تحمي الأم ويجعل تجربتها أكثر أمانًا ووعيًا.
تؤثر بشكل مباشر على صحة الجنين وتغذيته
ومن جهتها تؤكد الدكتورة عبلة الألفي استشاري طب الأطفال ونائب وزير الصحة للسكان والتنمية، أن بعض الخرافات المتوارثة لا تؤثر فقط على صحة الأم، لكنها أحيانًا تؤثر بشكل مباشر على صحة الجنين وتغذيته، وهو ما يظهر لاحقًا في شكل مشاكل في النمو، أو مناعة الطفل، أو حتى الاستعداد للأمراض المزمنة.
وتضيف للأسف، الأمهات تتأثر أحيانًا بنصائح الجيران أكثر من توصيات الأطباء، لذلك نحتاج للعمل على رفع الوعي من خلال وسائل الإعلام، والأهم أن نربط كل حامل بمتابعة طبية منتظمة، لأن كل حالة فريدة، ولا توجد وصفة واحدة تصلح للجميع، مشيرة إلى أن واحدة من أخطر الخرافات المنتشرة حاليًا هي التوقف عن المكملات الغذائية، "أول ما الحمل يثبت"، وهو خطأ كبير، لأن الجنين محتاج حمض الفوليك، الحديد، اليود، وغيره من العناصر الأساسية، لأنه يؤثر على تكوين المخ والأعصاب بشكل مبكر جدًا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية